fbpx
من الآخر ..

د . سعيد الجريري

سيضيع (الأشقاء) في الجمهورية (العربية) اليمنية من وقت أجيالهم وقتا إضافيا كما أضاعوا ما قبله، وسينتهون إلى واقع جديد ظلوا يرفضونه بتعال فارغ.
على سبيل التذكير والمثال لا الحصر :
– رفضوا وثيقة العهد والاتفاق قبل حرب 944 رغم توقيعهم عليها، بل مزقوها ووصفوها بوثيقة الانفصال.
– رفضوا مشروع إصلاح مسار الوحدة، ووصفوه بالانفصالي.
– رفضوا الفيدرالية المزمنة بإقليمين.
– رفضوا أقاليم عبدربه منصور .
– ويرفضون حضرموت إقليما مستقلا له الحق في الانفصال.
*
المشكلة أنهم يقبلون بما يرفضون بعد فوات الأوان معتقدين أن من يستميلونه من الجنوبيين عامة والحضارمة خاصة، وكلاء معتمدين ضامنين أن يفشلوا ما يرفضونه، وحتى معارضو القوى التقليدية هناك، تنتهي معارضتها عندما (يحن الصدق) – الموقف من القضية الوطنية الجنوبية مثالا -.

والآن هم الغارقون في ورطة “شر أعمالهم” ولم يعد الزمن زمن وثيقة العهد والاتفاق ولا إصلاح مسار الوحدة ولا الفيدرالية المزمنة ولا حتى أقاليم عبدربه … فلا جيش ولا أمن ولا طيران حربي ولا ألوية بمسميات خرافية ولا بنية تحتية ولا مشروع وطني ولا أقاليمي .. “سلتة” سياسية و”فحسة” وطنية لم تخطرا لهم على بال، وهم ينخطون بأطقم الوحدة أو الموت ظنا منهم أن ما أخذوه بالقوة عام 94 هو استعادة لحقهم التاريخي في بلد غيرهم.
*
وفي رمق سياسي آخر يتذاكى بعضهم بتفسير “درس التعبير” في ما تقدم به مؤتمر حضرموت الجامع، واهما أن حضرموت سترمي لهم حبل النجاة، متناسيا أنها أول من انتفض ضد عنجهيتهم، متجاهلا أن حضرموت أول من رفض الهوية السياسية اليمنية، فحضرموت لم تيمنن سياسيا قبل نوفمبر 67، وهذه من (حسنات !!) “القومية” كما يستظرف عبدالكريم الإرياني وعمر الجاوي كلا في سياقه.
*
من الآخر يا من يهمكم شأن اليمن السياسي الشقيق – دعوا الجغرافيا في حالها – حتى الذين تظنون أنهم في إبطكم الداخلي لإجهاض أي مشروع تحرر من التبعية المذلة، ثقوا أنهم مستأجرون، وسيمزقون أوراق التأجير في أي لحظة، وأنظروا كم ابتعد عنكم من أولئك عبر مراحل تلك المشاريع التي ظللتم ترفضون!.
*
موسم الهجرة إلى عدن أو حضرموت وما بينهما انتهى، (ولو أن هناك رأسا لديكم لكان لزاما عليه أن يمنع التناسل بأكثر من طفلين، فتكاثركم غير المخطط له، واحد من كوارث أزمتكم، حيز جغرافي ضيق وموارد محدودة مع طفرة تناسلية .. ثم تعال يا عالم حل مشاكلنا !!!) .. كونوا أمناء على مستقبل أجيالكم كما يحاول الناس هنا، وسنلتقي عند نقطة ما، ما دمنا جيرانا يهم كل منا استقرار الآخر ومستقبله.
أخرجوا من مربع الرعوي التابع للشيخ أو للسيد، إلى فضاء المواطن. المواطنة والدولة، لكن ليس حبرا على ورق، فيما أنتم تبنون خططكم على ما يجود به عليكم الشيخ أو السيد المستبد إلى الأبد، أو يجيشكم وقودا لحرب بعد أخرى، لاستعباد أهل الأرض في عدن أو حضرموت وما بينهما، أو هناك في تهامة المضطهدة المنسية من زمااااان. مشكلتكم أن الجنوب لم يقبل أن يكون تهامة أخرى لكم.
*
ثم أن حضرموت أول كافر بيمننتكم السياسية منذ أن كانت، فلا يخدعنكم أحد أو توهمكم قراءة ما، بأن طوق النجاة سيأتيكم منها، فهي أكثر تضررا من تجريفكم السياسي، وقد قدمت حضرموت أطواقا عديدة لكم فماذا كان مصير من رماها نحوكم.
البيض، العطاس، بن حسينون، بن غانم، بن شملان، بحاح، مثلا لا حصرا، وبغض النظر عن تباين الآراء حولهم، هؤلاء حضارمة حاولوا، ربما ضدا عن تطلعات مواطنيهم، أن يسهموا في بناء دولة معكم، فأين انتهى بهم المطاف؟ ومن هم في نظركم؟ .. لم أذكر باجمال وبن دغر وباراس مثلا فهؤلاء تماهوا معكم، ولكنهم سيفيقون بعد فوات الأوان.
*
الزمن له قيمة عند الشعوب الحية، فلا تهدروا مزيدا منه خلف أوهام جديدة، أما عدن وحضرموت فهما ناظرتان إلى مستقبل مختلف لا استقواء فيه ولا استعداء وإنما تحليق بجناحين نحو التنمية والسلام، رغم كل ما تثيره أدواتكم من غبار لإطالة زمن الهدر العبثي للحياة والمستقبل.

من صفحة الكاتب على الفيسبوك ..