fbpx
إقرار وثيقة الاستقلال .. موقف حاسم لمجلس الحراك الجنوبي

إقرار وثيقة الاستقلال .. موقف حاسم لمجلس الحراك الجنوبي

 د. عبيد البري

ليس هناك من لا يتذكر الأيام الأخيرة من سبتمبر الماضي عندما اقترب الموعد النهائي لانعقاد المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي في 30 سبتمبر الماضي ، عندما أصر المجلس على ضرورة عقد مؤتمره في موعده المحدد  .. فكلنا نتذكر كيف تغيرت الموازين والحسابات ، واختلفت المعايير والتقييمات ، وظهر الفرق في المواقف بين من يصمم ويراهن على استحقاقات ، وبين من يتكئ على مجرد هواجس وتوقعات ؛ وانكشف القناع عن من يريد الإبقاء على العمل العشوائي ومن يسعى إلى تنظيم النضال الجماهيري .

إن اختيار الشعب الجنوبي لأسلوب النضال الثوري الجماهيري السلمي الحضاري  في عام 2007 بما يتناسب مع طبيعة العصر قد شكل نجاحاً في إبراز استحقاقه الوطني للاستقلال التام واستعادة دولته وحريته أمام الرأي العام الإقليمي والدولي عبـّرت عنه الجماهير بخروجها إلى الشارع في تظاهرات سلمية لمواجهة سلطات صنعاء كوسيلة راقية للفت أنظار العالم إلى شعب يعاني من مختلف أشكال الانتهاكات لحقوق الإنسان ، مع إدراكه لأهمية الحرص على حفظ  الأمن في عموم إقليم الجزيرة والخليج العربي .

ونستطيع القول أن توحيد الحراك وقياداته معاً عام 2009 ليس إلا البداية الفعلية للعمل التنظيمي والسياسي الموحد على طريق التأسيس لعمل مؤسسي منظم يستند على مشروع سياسي لمستقبل النضال الثوري ولوائح منظمة للعمل التنظيمي ، وإيجاد قيادة من وسط النشاط الجماهيري تتجانس في العمل مع بعضها ، وتعكس في الوقت نفسه التمثيل الجغرافي والتنوع القائم في المجتمع الجنوبي .

وإذا كانت هذه هي المهمة التي نفـترض ألا يختلف على تحقيقها اثنان ، فإن الأمر لا يمكن انجازه بمجرد النوايا الطيبة أو بمشروعية الأحلام الثورية  في ظل سلطة تستخدم القمع من جانب ، والدس والتآمر من جوانب أخرى كثيرة .

ألم يدرك الجميع بأن تأخير البدء في العمل المؤسسي للحراك منذ أن وقـَّعت قيادة المجلس الأعلى على المشروع السياسي للحراك عام 2010 ثم اعتقال الزعيم حسن باعوم ، قد أدى إلى تذمر واستياء الشعب الجنوبي من ظاهرة الجمود والتناقض والتسابق أو الاتكال التي أصابت قيادة الحراك نتيجة غياب الزعيم ؟ .

إن ما يميز العمل المؤسسي للحراك ، عن ما كان من مبادرة طوعية لقيادات الحراك  قبل المؤتمر ، هو أن العمل لا يتأثر بغياب قائده الأول أو عدة قيادات أخرى ، طالما استند العمل المؤسسي على برنامج واضح ولوائح منظمة للعمل ؟ .. فهل أراد الذين اعترضوا على انعقاد المؤتمر أن يبقى مجلس الحراك وقيادته مرتهن بحياة أو مواقف قائد معين ؟! .

وما جرى من قبل البعض كان فظيعا ! .. فقد مُورس أهم اثنين من اربعة محظورات ( التخوين والإقصاء والتهميش والإلقاء ) أكد البرنامج السياسي لمجلس الحراك الجنوبي على عدم ممارستها في إطار العمل النضالي الجنوبي .. ومع ذلك اعلن البعض بدون تردد ” التخوين والإقصاء ” ضد قيادة المجلس الأعلى في بيانات واجتماعات مناقضة لمؤتمر المنصورة .

وأخـيراً ، ألا يبدو واضحاً ، بعد التبدد السريع لـ “سحابة الحرص على وحدة الحراك ” التي ظهرت مفاجأة لغرض تأجيل انعقاد المؤتمر ، انه ليس هناك من خلاف على وثيقة الاستقلال التي أقرها المؤتمر الوطني الأول للحراك الجنوبي كبرنامج سياسي وكموقف حاسم يلبي رغبة وطموح عامة الشعب وكل المناضلين الأحرار والمظلومين من أبناء الجنوب ؟!.