fbpx
انتظار نتائج الحرب وما تؤول إليه “كارثي على الجنوب “

بقلم/ د . سباح العلوي

المتتبع لسير الاحداث وتداعياتها على الساحة الجنوبية يجد إن القيادات الجنوبية الحالية والتي تمتلك زمام الأمور والمبادرة لم تستغل الفرصة السانحة التي هيأتها الظروف لصالحنا في الوقت الراهن لتأسيس دولة الجنوب ومؤسساتها المدنية التي يتطلع لها شعب الجنوب والذي ناضل ويناضل من اجل تحقيقها منذ ما بعد احتلال الجنوب بسنوات قليلة وحتى اليوم وقدّم من اجل إرساء دعائمها انهار من دماء خيرة شبابه الذين لم يبخلوا بأعظم ما يملكون ” أرواحهم ” من اجل مستقبل الجنوب ورفاهية اجيالهُ القادمة .

فتكتفي قياداتنا والتي لا نقلل من جهودها بدور المتفرج أو المنتظر لنتائج الحرب وما ترسوا إليه في نهاية المطاف ، وهذه سلبية لا تضاهيها سلبية نضعها إمام أعين هذه القيادات التي لا نشك لحظة بإخلاصها وتفانيها وبإنها تعمل لصالح الجنوب وتحاول تفادي أي اخطاء تسبب المعانأة لشعبه العظيم ، فأنتظار نتائج الحرب خطأ فادح سندفع ثمنهُ غاليا إن لم نسارع في بناء دولتنا المؤسساتية المدنية حالا وبدون مقدمات .

ويجب إن تتكاثف جميع الجهود وتعمل معا بهذه الاتجاه ، فأروقة السياسة ودهاليز مخارجها لا ترحم أماً جنوبية ثكلى مفجوعة بموت إبنها بعد ذلك ، والمتتبع لتاريخ الدول شرقا وغربا يدرك إن “استغلال” اللحظة هو مفتاح النصر والقوة والنفوذ والتأثير عبر العصور ، فلنأخذ بزمام اللحظة .

ولا نفرض على شعب الجنوب مفهوم “نيقولا ميكافيللي” الذي اعتبر إن “ليس من مهام السياسة تغيير الواقع ولكن التكيف معه والاستفادة منه” .

فهذا الشعب لم يرى طيلة تاريخه غير هذه السياسة تفرض ويفرض أمر الواقع عليه . نعلم إن الهاجس الأمني الذي يحاول اعداء الجنوب اشغال قادتنا به يأخذ مجهودا وحيزا كبيرا ويضع هذه القيادات بمعزل عن التفكير بخطط استراتيجية اضافية للانتقال بنا من طور تثبيت الأمن إلى طور البناء والتنمية، إلا انه ليس مبررا البته عدم البدء السريع في بناء مؤسسات دولتنا الحالمة بشكل موازٍ ” لتثبيت الأمن” وفرضه على طول وعرض الجنوب ، فشعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه تحت أوامر هذه القيادات ومستعد العمل ليلا نهارا من اجل هذا الحلم الكبير ، المهم هو إن يجد من يوجهه للعمل .

ومن الجدير بالإشارة إن تدمير كل طموح جنوبي لبناء دولته هو سمة تحلى بها زعيم الاحتلال ” الديماغوجي ” “صالح” عندما كان واسع النفوذ جهبيذا متجهضم ، ولم يعد سرا ولاخافيا على أحد إن كل من هو شمالي كان صديقا او إخوانجيا يحذو حذوه وينتهج نهجه في الابقاء على محدودية طموحنا وتقييده ، فلا نرضخ لإبتزازهم الوضيع ولنبدأ بالعمل والتخلص من مفهوم لازمنا في الماضي “إننا بدونهم لن نستطيع فعل شي ” ، ونحن القوة الفولاذية الصلبة التي تحطم عليها كل عدو .