fbpx
تفخيخ للمشافي ونهب للأدوية.. إرهاب الحوثي يضرب صحة اليمنيين
شارك الخبر

يافع نيوز -صحف:

لا حرمة لبشر أو حجر أمام آلة الحرب الحوثية في اليمن، فالكل يدفع الثمن، والتسديد إما بقتل أو تعذيب أو تنكيل، فتفخيخ مثلما شهده القطاع الصحي الذي خرجت46% من مرافقه في هذا البلد عن الخدمة، ما تسبب في تفاقم معاناة المواطنين.

فعلاوة على القصف المباشر الذي تعرضت له عشرات المرافق الصحية في عدة مدن يمنية خاضعة لسيطرة الشرعية، لجأ الحوثيون إلى تفخيخ مراكز طبية في مناطق خاضعة لسيطرتهم، كما حصل في مديرية “نهم” شرقي صنعاء.

وقالت مصادر طبية لـ”بوابة العين الإخبارية”، إن مليشيات الحوثي، قامت، أمس الأول السبت، بتفجير المستوصف الريفي في بلدة “برّان” بمديرية”نهم”، ما جعل مئات الأَسرّة دون مرفق صحي.

ووفقا للمصادر نفسها، كان المركز يخدم سكان بلدة “بران” لكن الحوثيين تسللوا إليه وقاموا بتفجيره، بعد تقدم القوات الحكومية في المنطقة، في محاولة لإلصاق التهمة بها.

الحكومة اليمنية استنكرت على لسان وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح، هذه الحادثة، وطالبت المنظمات الدولية العاملة في البلاد، بإدانة تلك الجرائم.

ووصف الوزير اليمني، أمس الأحد، استمرار المليشيات بتفجير المنشآت الصحية والمرافق الخدمية، وسرقة المساعدات الإغاثية من قبل الحوثيين بـ”الأعمال الإرهابية”.

وقال فتح في تصريحات نقلتها وكالة سبأ الرسمية : “من المعيب أن تقف المنظمات الأممية صامتة أمام هذه الأعمال الأرهابية التي يقوم بها الانقلابيون”.

وأشار فتح إلى أن الصمت أمام هذه الجرائم يزيد من إقدام المليشيات على توسيع أعمالها الإرهابية بحق أبناء الشعب اليمني.

وحمّل فتح، الحوثيين، المسؤولية الكاملة عن تدهور القطاع الصحي في اليمن وتردي الأوضاع الإنسانية، بسبب الحصار الذي يفرضوه على المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.

ولم يقتصر الإرهاب الذي يقوم به الحوثيون على القطاع الصحي المنهار في اليمن، على القصف والتفخيخ، الذي تسبب في خروج نحو 50 بالمائة منها عن الخدمة، بل طال ما تبقى من المرافق التي ما زالت تكافح من أجل تقديم خدماتها للمواطنين.

فبعد انقطاع التيار الكهربائي عن جميع المدن اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عامين، تكفلت المنظمات الدولية بتمويل المشافي الحكومية بالوقود من أجل ضمان استمرار فتح أبوابها، لكن الحوثيين يحاولون باستمرار إفشال تلك الجهود الدولية.

وقال طبيب في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، إن المنظمات الأممية تقوم بتوريد المشتقات النفطية للمستشفى بكميات كبيرة تكفي لشهرين أو ثلاثة، لكنها تتفاجأ بأن الكمية قد نفذت خلال أقل من شهر.

وأضاف الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ”بوابة العين” :” بعد تتبع الأمر، اكتشفنا أن الحوثيين يقومون بالاستيلاء على الوقود وبيعه في السوق السوداء مع شح المشتقات النفطية في السوق وارتفاع أسعارها.”

وذكر الطبيب، أنه بالإضافة إلى عدم دفع جماعة الحوثي لرواتب المنتسبين للقطاع الصحي منذ 6 أشهر، تتصرف بطريقة تسيء لهذا القطاع بشكل عام، عبر نهب المواد الطبية والوقود وبيعها في السوق السوداء.

وأردف: ” اللجنة الدولية للصليب الأحمر أرسلت مراراً عدداً من شحنات الانسولين إلى مطار صنعاء من أجل توزيعها مجاناً لمرضى السكر في اليمن، لكننا نتفاجأ بأن تلك الأدوية تُباع في الأسواق، فيما يعاني مرضى السكر وغيرهم من الأمراض المستعصية من أوضاع صعبة للغاية”.

وتضطر المنظمات الدولية للصمت وعدم التعليق على تلك الممارسات الحوثية خشية من بطشهم كونهم يعملون في مناطق خاضعة لسيطرتهم.

ويشن الحوثيون حملة مضايقات على ما تبقى من طواقم طبية دولية في اليمن تقوم بتقديم خدماتها للمتضررين من الحرب، وصلت بعض الحالات إلى الاعتقالات والسجن.

مطلع أبريل الجاري، اختطفت مليشيات الحوثي، 7 موظفين تابعين للهيئة الطبية الدولية، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، وأودعوهم في سجن لعدة أيام بمحافظة إب، وسط اليمن.

وجاءت الحادثة، بعد أيام من إعلان منظمة أطباء بلاحدود الدولية، وقف نشاطها الطبي في ذات المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، نتيجة للمضايقات، واستمرار اقتحام المرافق الصحية.

وعقب وساطات مكثفة، أفرجت المليشيات عن الموظفين السبعة، وهم 5 أجانب وسائقين يمنيين، بعد تهديد المنظمة الدولية بوقف نشاطها الإغاثي في البلاد، إذا لم يتم الافراج عن طواقمها.

ويبدو أن الأزمة لا زالت قائمة بين المؤسسة الدولية والحوثيين، حيث قام الرئيس التنفيذي للمنظمة الأمريكية، جون آكري، أمس الأول السبت، بزيارة إلى صنعاء، للوقوف على تداعيات الاختطاف الأخير، لمناقشة قرار استمرار عمل المنظمة التي تمتلك 16 خبيرا أجنبيا و400 عامل وطبيب يمني.

ولا يُعرف ما هي نتائج الزيارة، لكن مصدر طبي توقع لـ”بوابة العين”، أن تغادر البعثة الطبية اليمن بسبب ابتزازات الحوثيين كما غادرت أطباء بلا حدود من محافظة إب وقبلها من محافظة صعدة، معقل المليشيات.

أخبار ذات صله