يافع نيوز – وكالات

لم يعد يخفى على أحد أن عدد سكان العالم في نمو متزايد، من 3 مليار نسمة عام 1960، إلى 7 مليار نسمة في الوقت الحالي، مع توقعات بأن يلامس مستوى 11 مليار نسمة مع منتصف القرن الحالي.

وإذا نحينا جانبا مشكلة توفير الغذاء لذلك العدد الهائل، تبرز في الأفق معضلة أخرى أكثر شدة، وتتمثل في توفر المساحة الكافية لاستيعاب كل هؤلاء، في ظل قلة المساحات الصالحة للعيش جراء الاكتظاظ الهائل.

وعودة بالذاكرة إلى عام 1960، حيث قام الأمريكي جون كالهون المتخصص في السلوك الحيواني بإجراء سلسلة من التجارب باستخدام الفئران، حيث وضع أربعة أزواج من الفئران في ظروف مثالية، في مكان مريح ومتسع، ووفرة من الغذاء والماء، بعيدا تماما عن الحيوانات المفترسة، ويضم كافة سبل الراحة النموذجية للفئران.

وبدأت الفئران في التكاثر حتى وصل عددها إلى 620 فأرا بعد مرور 315 يوما، وعند هذه النقطة بدأ الخلل يضرب أوصال المجتمع المثالي، حيث أصيبت الفئران الصغيرة، وتم طردها عنوة من جحورها قبل الوصول لمرحلة الفطام، كما لم تعد الفئران الذكور قادرة على حماية مناطقها، أو السيطرة على الفئران الإناث التي باتت أكثر عدوانية وسلبية، واستفحل الصراع إلى أن توقفت الإناث عن إنجاب ذكور جديدة بعد 600 يوم، وبدأت مظاهر الانقراض والفناء تصيب مجتمع الفئران الذي كان مثاليا يوما ما.

ووضع العالم الأمريكي تلك التجربة للاستدلال على ما يمكن أن يحدث للبشر، وما يعضد ذلك التوجه هي تحديات النمو السكاني الخارجة عن السيطرة مع منتصف القرن الحالي، وضرورة توفير الطاقة والغذاء و زيادة الإنتاجية لتتناسب مع تلك الزيادة.