fbpx
روسيا تهدّد أوروبا بنزاع نووي محتمل
شارك الخبر

يافع نيوز  – متابعات:

نبّه السيناتور الأمريكي عن ولاية ماريلاند بن كاردن في مقال رأي له ضمن صحيفة غارديان البريطانيّة من تهديد روسي جديد للقارة الأوروبية، مشيراً إلى أنّ موسكو وضعت أوروبا “في ظلّ نزاع نووي محتمل”.

فخلال الأسبوع الماضي، أكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أمام الكونغرس أن الكرملين نشر سراً صواريخ كروز ذات قواعد برية قادرة على استهداف القارّة بأسلحة نووية. هذا السلوك هو خرق مباشر لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى ويعرّض أقرب الحلفاء إلى الولايات المتحدة للخطر.

يذكّر السيناتور بأنه منذ الحرب العالمية الثانية، فهم الأمريكيون بطريقة تصاعدية أن أمن واشنطن مرتبط مباشرة بأوروبا آمنة ومستقرّة. ويؤكد كاردن أن أكبر تهديد للأمن الأوروبي اليوم هو روسيا التي أصبحت تحت قيادة بوتين تقوّض بشكل منهجي جميع الترتيبات الأمنية التي أنهت الحرب العالمية الثانية.

بدون إنذار

إنّ نظام صواريخ كروز الذي نشرته موسكو هو “خطير بوجه خاص” ومزعزع للأمن. فهو “يسمح لروسيا باستهداف أوروبا بأسلحة نووية، بحيث لا تؤمّن للناتو أي وقت للإنذار تقريباً لتحديد ما إذا كان هنالك هجوم يحصل”. ويفسر كاردن أنّ تحاشي هذا النمط من الأوضاع هو ما عمل عليه بالتحديد الرئيسان ريغان وغورباتشيف عندما وقّعا المعاهدة سنة 1987 والتي منعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي من نشر صوارخ نووية ذات قواعد برية يتراوح مداها بين 500 و 5500 كيلومتر. ومن هنا، أُنهيت مواجهة الجبارين في أوروبا.

لا إنكار لسلوكها “الشنيع”
يعترف السيناتور بأنّ واشنطن وأوروبا تواجهان “تحديات متعددة في صياغة رد فعّال للتهديد الذي فرضته روسيا، بما فيه خرقها للمعاهدة”. وأضاف: “نحتاج أن نتخذ إجراءات دفاعية لحماية أنفسنا وحلفائنا من الاعتداء الروسي، لكن يجب أن نفعل ذلك بطريقة تحافظ على القواعد المستندة التي تشدّد الأمنين الأوروبي والأمريكي في نهاية المطاف”. ومن المهمّ ايضاً بالنسبة إلى كاتب المقال “التوضيح للمجتمع الدولي بأن روسيا في موقع خرق لموجباتها في المعاهدة، بغضّ النظر عن جهودها لتغطية وإنكار نشاطاتها الشنيعة”.

تحرك أمريكي محتمل … خطأ خطير

يعتقد كاردن أنّ أفضل ردّ على خرق روسيا يجب أن يستند إلى أربعة مبادئ. أولها هو تنسيق أي رد مع الحلفاء الأوروبيين وفي المحيط الهادئ عن كثب. وعلى الرغم من أنّ معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى هي اتفاق ثنائي، “إلا أنّ له تأثيراً عميقاً على أمن حلفائنا”. ثانياً، يجب على الولايات المتحدة ألا تتعجّل بالانسحاب من المعاهدة أو خرقها. ويشير السيناتور إلى أنّ بعض زملائه اقترح مباشرة بنشر صواريخ نووية متوسطة المدى ومعاقبة روسيا من خلال الانسحاب من اتفاقات أخرى للحدّ من التسلّح. “هذا سيكون خطأ خطيراً”، لأنّ أفعالاً كهذه ستبدو أحادية الجانب وستلقي باللوم على واشنطن وستدفع “حلفاءنا في الناتو إلى التشكيك بالتزامنا بالأمن الأوروبي”.

موعد نهائي

ثالثاً على الولايات المتحدة أن تواجه مباشرة روسيا في خرقها. إنّ هذا التصرّف سيستدعي لجنة التحقق الخاصة لجلسة استماع ثانية (الأولى سنة 2003). في ذلك الاجتماع على واشنطن أن تقدّم دليلاً على الخرق الروسي، وبعدها وضع موسكو أمام موعد نهائي لكي تعود إلى الالتزام بواجباتها، تحت طائلة اتخاذ سلسلة من الإجراءات ستطوّر قدرات الردع والدفاع الأوروبية والأمريكية.

صواريخ مخصّصة ذات مجسات

أخيراً، يجب على الولايات المتحدة وحلف الناتو أن يضعا موضع التنفيذ إجراءات دفاعية لإبطال، قدر الإمكان، التهديد الروسي الجديد حتى يصحّح الكرملين المسار. فالصواريخ التي نشرتها موسكو قادرة على تهديد مرافئ وقواعد دول الناتو. لذلك، على واشنطن أن ترسل صواريخ دفاعية جديدة إلى أوروبا تحمل مجسّات في رؤوسها مخصصة لكشف صواريخ كروز إضافة إلى بطاريات باتريوت الدفاعية وأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى.

تراجع غير مرجّح
وتمنى السيناتور أن تتراجع روسيا عن خرقها وتهديدها الخطير للولايات المتحدة وحلفائها على الرغم من أنّ هذا الأمر “غير مرجّح”. لذلك، وبدلاً من تراجع واشنطن عن التزاماتها في المعاهدة، عليها أن تحسّن قدراتها الدفاعية من أجل الدفاع عن نفسها وعن حلفائها، على حدّ سواء.

أخبار ذات صله