fbpx
هل سنجعل من دماء شهدائنا الابرار ، مفتاح النصر المبين

د. سباح علوي

تنبعث في الافق إرهاصات تحدي بين قوى جنوبية فولاذية التكوين بأساسها الوطني المتين والمستند على قاعدة شعبية عريضة،  ترى إن “مصلحة الجنوب” هو باستقلاله واستعادة دولته ومكانته على الخارطة الاقليمية والدولية انطلاقا من موقعه الاستراتيجي الهام وتاريخه العريق وثرواته البشرية والمعدنية والنفطية الهائلة التي ما إن  أستُغلّت بالشكل السليم لارتقت بدولة الجنوب الحالمة وشعبها إلى مصاف الدول الحضارية المتقدمة في فترة وجيزة  .
وقوى جنوبية أخرى لا تقل فولاذية كثيرا عن الأولى ترى إن “مصلحة الجنوب” هو في الاستقلال التدريجي وغير الكامل والمباشر مع الابقاء على شكل ضئيل من اشكال الوحدة مع الشمال للحفاظ على التوازن “الجيوسياسي” من جهة ومن جهة أخرى لارضاء دول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي كانت ولازالت تؤيد هذا الحل الذي عبّرت عنه وبصورة واضحة من خلال المبادرة الخليجية التي ولدت ميته في وقتها وفشلت على أرض الواقع بسبب تجاهلها  وعدم احترامها لإرادة الشعب الجنوبي الذي عبّر عن رفضها في ساحات الحرية والكرامة على طول وعرض الجنوب  .
وبين هَذهِ وهَذهْ قوى ثالثة “كرتونية” التكوين فعلى الرغم من  كونها لا تستند إلى أي قاعدة شعبية إلا إن خطرها كبير ، فمعركتها المصيرية  التي تشنها هي على مصالح اكتسبتها في فترة احتلال الجنوب  ، وحساباتها مادية بحثة ، ترى في استمرار احتلال الجنوب خلودا وبقاء لتلك المصالح التي تعتقد إن باستقلاله ستفقدها ، لتيقنها بعدم مشروعية ما جنته من مصالح وأموال كونتها على حساب دماء واشلاء شعب الجنوب المقهور . يعتمد نجاح خططهم التي يبتدعوها ويتفننون في ابتكارها على مدى إِذكاء الصراع بين القوتين الأولى والثانية وحجم الهوة التي سيحدثوها بين تلك القوتين ، فكلما كانت الهوة كبيرة كان مستوى نجاحهم اعلى وأكبر . وكلما تقاربت القوتين الأولى والثانية من بعضهما كلما كانت درجة نجاح هذه القوى ضئيلة . لا يهمهم ابن الجنوب إن غضب منهم او زَمجَرَ فهم لا يتوارون من سحقهِ تحت عجلات سياراتهم الفارهة اكراما لمصالحهم . جنوبيين هم في الهوية لا أكثر ولا أقل أما أفئدتهم وميولهم وأهواؤهم فهي دون أدنى شك شمالية بامتياز .

لذلك ووفقا لما تقدم وللمرة الأولى والخامسة والعاشرة ندعو  القوتين الأولى والثانية إلى استنهاض روح المسؤولية بداخلهم لإفشال ما تخطط له هذه القوى الظلامية الضلالية التي تتربص بالجنوب وشعبهِ شرا . وإن يتّسَموا بحصَافَةُ الرَّأْي  ويحصنوا عقولهم بركائز وتصورات شاملة للمستقبل تمتلك “نقاطا مرجعية” يقيسوا عليها كل خطوة بمقياس الصواب والخطأ بعيدا عن التعصب الاعمى للرأي الواحد فالجنوب يستحق منهم فعل ذلك بل وأكثر من ذلك . ونتمنى إن لا يتسلل إلى نفوسهم الغرور على انتصارات آنية عابرة حققوها على قوى الشمال فالعبرة دائما ما تكون  في الخواتيم ، وستصبح تلك الانتصارات لا وزن لها ولا قيمة إن لم تحقق احلام وطموحات الشعب الجنوبي الذي يناضل من اجلها سنوات طويلة وقَدّمَ في سبيلها الغالي والنفيس من دماء ابنائه الاحرار التي غدت دمائهم مفتاح النصر المبين .