fbpx
عدن في مرمى نيران حرب انتقامية مفتوحة!

 

ماجد الداعري

تعيش عدن إرهاصات أقبح حرب انتقامية مفتوحة مرت بها خلال حقبها التاريخية ومنذ تحريرها من جحافل الغزو الحوثوعفاشي قبل عامين ويدفع أهلها اليوم ثمنا باهضا لحريتها وانعتاقها  المؤزر من قبضة اطماع ومساوئ تلك المليشيات العدوانية التي حاولت إخضاع الكل لمنطق القوة في معادلة  التهامها المليشياوي لكل اليمن بين ليلة وضحاها قبل أن تفيق من سكرة اوهامها على أقسى وأشر هزيمة جنوبية أجبرتها على إعادة رسم خطط كهوفها واستراتيجيات أطماعها الهيستيرية من جديد، لتعود الى الانتقام من أبناء عدن التي تحتضن اليوم كل أبناء الجنوب دون استثناء، ومعاقبتهم جماعيا بمختلف انواع الحروب القذرة وعبر نوافذ انتقامية مختلفة الأساليب ومتعددة الوسائل،على أمل اشعارهم بالندم والعجز عن إدارة شؤون  واحتياجاتهم التي تعمدوا منذ وقت مبكر  ربطها بهم وبنواياهم السيئة واطماعهم التي لاحدود  ولاقيود لها.

ولذلك سلطوا اليوم على عدن اقدر اذرعهم التخريبية وخلاياهم الانتقامية للعمل  على تعطيل عمل كل المؤسسات الخدمية سواء  الكهرباء أو الماء أو المشتقات  النفطية أو المرتبات أو الغلاء  الفاحش وضياع  مشاريع إعادة الاعمار وتوقيف الأعمال وتغييب السياحة والاستثمار واغلاق الاجواء وشن كل  هذه   الحروب التدميرية المجتمعة بصورة باردة وعبر وكلاء ممن منحهم الفاشلون فينا فرص التحكم بمصائرنا والتلذذ بمعاقبتنا جماعيا وتعطيل مصالحنا وتنكيد معيشتنا بمختلف الأوجه والطرق،وعلى حساب كل من له علاقة او مسؤولية بإدارة شؤوننا ومناطقنا، بدء بالرئيس هادي ومروراً بالمحافظ الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي القادم من ميادين الشرف وساحات النضال وميادين البطولات الجنوبية المختلفة وليس انتهاءً   بمدير أمن مطار عدن ومدراء مؤسسات خدمية بعدن.

ورغم كل مرارة المأساة المستمرة لعدن وسوء الأوضاع وطول الصبر والانتظار من أهلها لانتهاء مسلسل الأزمات المفتعلة من أطراف ذلك الانتقام اليمني المشفر من الجنوبيين،إلا أن الغالبية العظمى من الشعب  الجنوبي أظهروا وعيا سعيا ونضجا وطنياً غير مسبوق في تاريخهم المستعجل دوماً  وذلك كون المؤامرات المتوالية اليوم على عدن والجنوب، أكبر من أي زمن مضى ويلعب فيها جنوبيون مع الأسف من ناحية ويجهل سبل مقاومتها من يفترض انهم في مقدمة من يواجهونها  من جهة أخرى.

ومع كل هذه الحرب  القذر  التي اطفأت أنور  شوارع ومساكن عدن واخفت بعض بريق ليلها السرمدي وأرعبت حمام سلام حاراتها وأغلقت  أبواب  كنائسها وهدمت مآذن مساجدها العتيقة،إلا أن عدن ماتزال عي الحلم والمسكن والنشيد وأغلى وطن. وماتزال مسرى كل الامنيات الجميلة ومصدر الالهام المعتق بكل الذكريات الخالدة .مهما طالت جراحاتها وتكالب  عليها كل أعداء الحياة  والتعايش والجمال.لانها بكل  اختصار عدن.

ر