fbpx
سلام منها و تحية

سلام منها و تحية

اماني شريح

شاء الله .. و احمده على مشيئته ان أكون احد قاطني هذه المدينة، عدن تلك المدينة التاريخية كم شهدت أحداث و وثقت بعض ما احتضنت من أفراح و بطولات اقتسمتها شوارعها كذكرى تحتفظ بها لترويها لمن تطأ قدمه عليها او ترسل له عبر الانسام عبق نضالات و ثورات و دماء فاح شذاها كل أزقة المدينة .

محظوظة انا اذ ان لي بيتاً يعد تاريخياً على ارض هذه المدينة و محظوظة إذ انه لا يزال قوياً و يحتمل كل ما يدور حوله من أحداث ، لا تستغرب ان قلت ان نوافذ منزلي خشبية من الطراز القديم و تصميم منزلي من الداخل قد أدهش الفنانين عندما أرادوا ان يصوروا فيه احد مشاهد مسلسلهم فالنوافذ الخشبية ايضا موجودة في داخل منزلي ما بين الغرفة و الدارة …

 الم أقل انه تاريخي ..

محظوظة انا ، اذ ما ان تطأ قدماي عتبة بيتي إلا و يفتح لي التاريخ صفحات كتابه فيروي لي قصة الشهيد خالد هندي الذي وضع آخر بصماته النضالية في ركن شارعي .. بصمها بالدم !

و  ما ان التفت يميناً إلا و تبهيني قلعة صيرة بعظمتها و شموخها فترسل لي عبر الأثير من سموها و ضياها ، فما أسماني و انا انظر إليها و اقتبس من ضياها لينير لي طريق العمر القادم ..

و على يساري ذاك اليسار المختلف عن كثير تتربع على عرش التاريخ صهاريج عدن التي ضربت المثل في كتم الأسرار فمن ذا الذي حاول نبش أسرارها  إلا و أرجعته خالي الوفاض .

تلك العزة التي تعتريني جعلتها تسبيحات تملئ هواء مدينتي، فقط عندما التفت و أراه شامخاً أمامي .. جبل شمسان يظل شاهداً على التاريخ بصمت يشبه صمت الملوك و يوثق كل كبيرة و صغيرة .. و لا يزال شاهداً على الحاضر .

خلف ظهري او يساراً منه قليلاً دليل و إثبات على مدنية و ثقافة السلام لهذه المدينة فاستقرار معبد الفرس ضرب المثل في التسامح فهو طريق الحب لمن أراد ان يعرف للحب و السلام دليلا ،دليل لن تغلبه دعوات التكفير و لن تطويه ألف قضية

انا عدنية و ان كانت جذوري هندية او عربية أو صومالية أو يمنية شمالية أو جنوبية  .. مسلمة يهودية مسيحية مجوسية ،، انا عدنية بجنسية عالمية  و دين لا يعادي الأديان السماوية ، عدن السلام تغنى بها كل من وطأت قدمه عليها سواءً مات او لا يزال حيا.

عدن التاريخ كتاب أثقلت صفحاته بالحب و السلام  و المواقف البطولية ،يتنافس كل سطر فيه بالظهور ليخفي آخر بأسراره حلوها و مرها، و انا بين صفحاته أهيم تارة و اركض تارة  لأقرأ ما استطيع قراءته من تاريخ مدينتي، تلك النوتة الموسيقية كتبها أمان و لحنها قاسم و دللها سعد و روتها أمل و فتحية ..

عدن مدينتي المضيافة فتحت أبوابها للجميع  و تركت مفتاحها خارجاً حارساً أو مراقباً أو شاهداً لا ادري ، و لسان حالها يقول : من دخلني فهو آمن فان كان محباً فأهلا به في زمرة البارين و من عاداني فله سلام مني و تحية.

فما أبهاها و ما ابهراني عندما أخط بقلمي المتواضع  حكاية المدينة العذراء صاحبة السبق في التاريخ و الحضارة و قصص روتها لمحبيها و سترويها بكره و عشية