fbpx
انت راعٍ..فكن مسؤولاً عن رعيتك!
تحقيق النجاح طريقه شاق و صعب، فتحقيقه يحتاج رجولة و قوة و مثابرة  و صبر..
و بالمقابل فأنه ليس هناك أسهل  من السقوط الأخلاقي  في البلطجة و النهب و الفساد و السرقة…
و لكن تذوق حلاوة النجاح من ثمار طريق الخير لا يعرفه الفاسدون الذين يظلون يلهثون  خلف الثروات الغير مشروعة و لا يكتفون حتى  وهم يسبحون في  بحيرة من المال الحرام..
  لا يصيبون المتعة ابداً مهما حصلوا على السيارات الفارهة و الأموال الكبيرة و التنزه في دول العالم و غيرها من شهوات أنفسهم، دائما نفوسهم شرهة و تريد المزيد!
لذلك أسال محتاراً…
عندما يجد المسؤول الفرصة، فلماذا لا يستغلها في خدمة بلده و يقوم باِعمارها و تطويرها  و العمل بجهدِ كبير لتلبية احتياجات الناس فيها؟!
لماذا لا يريد الشخص المسؤول أن يستغل هذه النعمة و يتقرب بها من ربهِ بعملِ جبار صالح ثم إنه يغتنمها ل يحفر و يخلد إسمه على معالم منطقته و فيموت و يندثر و لكنه يستمر حياً بسبب الخير الذي تركه، الناس تستمر بالدعاء له تتذكره في الآثار و الأعمال الطيبة التي يتركها؟!
فلماذا يحرم المسؤول نفسه و يقع أسير كرشه و شهواته، فيلهث وراء سرقة الأموال و إفساد أرضه و أطفاله و أهله و يغيب عن نفسه عمل صالح لو استغله لحقق كل شئ لدنياه و آخرته؟
كثير منا لا يعرفون عن رجال من عصرنا الراهن احدثوا تغييرات  جذرية إيجابية لبلدانهم، مثلما يعرفون مهاتير محمد الرجل الذي غير معالم ماليزيا و ارتقى بها إلى مصاف دول القمة و أستحق لها و عن جدارة، ألقاب عدة ، مثل النمر الآسيوي و غيرها من الألقاب التي تعبر عن حالة النهوض الجامح المنطلق بسرعة النمور لاقتصاد هذه الدولة الفتية..
و في الحقيقة هنالك الكثير من الرجال الألمعين الذين وضعوا بصمات واضحة في بلدانهم تشع ضياء،
ثم بعد إن شعروا بأنهم قدموا كل ماعندهم لم يتشبثوا بالكرسي الذي كأن بالنسبة لهم مغرما فعليا و ليس كما يصرح كذباً مخلوع سنحان، ثم لأجله  يسفك الدم و يهتك العرض و يدمر الحرث و النسل..
هولاء تركوا مواقعهم بذات الصمت و بدون أحداث ضجيج..
تركوا و لم يأخذوا معهم القصور و الثروات..
عادوا إلى بيوتهم و أكواخهم كما تركوها أخر مرة…
هولاء يا حكام العرب.. تركوا مناصبهم و هم في قمة العطاء رغم إن شعوبهم لا زالت متمسكة بهم فعلا و ليس خوفا و رعبا من عسس الليل و زوار الفجر..
و على العكس من فرصة مهاتير محمد الذي ربما إختطف بلاده من قاع التخلف إلى قمة التطور و الرقي أثناء غفلة من تربص عيون الجوارح الأمريكية و خطر الضباع الإيرانية و الذئاب الروسية…
أبحر غيره من الرجال في خضم هذه الأطماع العالمية،
و مع ذلك حققوا الكثير لاقتصاد بلدانهم بمجهود أكبر و إخطار محدقة بكل خطواتهم، إلا أنهم كانوا موضع جدل و شك من  شعوبهم بحكم توجههم السياسي الواضح و تكالُب قوى الشر في وضع العراقيل و بث سموم الإشاعات ضدهم..
 و لكن فما فرضوه من خلال إشراقة  أعمالهم، يعد انتصار ولد بطريقة قيصرية و متعسرة..
إستطاعوا إنتزاعه من بين  براثن الأشرار…
و اكيد سيحين وقت فيه ينصفون لإن بصماتهم ستصبح حكايات فخر و عزة تفرض أسمائهم..
و  ستروى للأجيال القادمة، عنهم كرجالا أفذاذ غيروا معالم بلدانهم و حلقوا بها في سماء التطور و الرقي…
و بالمقابل و مثلما ينصف التاريخ هولاء فإنه لن يرحم الأشخاص الذين تسببوا في إلحاق الكوارث لبلدانهم  و لمواطنيهم….
حين أمعنوا في إفسادها و سرقة مواردها و سحل و قتل علمائها و تجهيل إجيالها و تخريب منشآتها، و كانوا سببا في إعادتها إلى الوراء، و تركها تتخبط في ظلمات الجهل و التخلف خلف ركب العالم!
فأي الطريقين ستسلك أيها المسؤول؟
هل ستكون مشغول بالأمانة التي على عاتقك أم مشغولا عنها بعاجلة لن تنفعك مهما طال بك العمر..
و ماهي إلا  دنيا ستغادرها فارغ اليدين من ثرواتها و زينتها و لن تحمل معك إلا أعمالك..
نتمنى لك أن يوفقك الله لتكون صالح الأعمال..
فلا تتأخر  و ابدأ باعمار الأرض و أنصاف الإنسان و إجتث الفساد و الفاسدين ما أستطعت…
نبيل محمد العمودي