fbpx
حلب ليست تل أبيب…فبأي نصر تحتفلون !

بقلم/نبيل محمد العمودي

مع إني أحترم آراء الأخرين..

 إلا إني لم أستطع أن أتناغم مع قناعاتي في إحترام  الرأي الآخر فيما يخص المدينة المنكوبة المكلومة حلب…

فمعالم الجريمة التي ارتكبت هناك واضحة المعالم..
و لأن القتلة هناك لا يسترهم ساتر..
و لو ملأنا الأرض  و السماء بالأعذار..
سماء حلب مسيطر عليها من قبل الدولة العظمى روسيا و عميلهم نظام السفاح بشار..
سماءها مليئة  ب طائرات مقاتلة روسية و سورية تلقي يومًيا بعشرات البراميل المتفجرة..
أطفالها نراهم  في فيديوهات يومية  بغبرتهم… بعد أن يتم إخراج بعضهم أحياء..
 بفيلم و كانه ابيض و اسود لا يثبت انه فلم ملون إلا  لون الدم الأحمر الذي يحاول طفل مصاب بذهول تحت تأثير صدمة صامتة  أن يمسحه عن جبينه بحذر شديد حتى لا يشعر بالألم..
و عشرات الأسر تحشر ايام حتى تموت تحت الأنقاض لا أحد يستطيع إنقاذها  بفعل ضربات الطيران العمياء المتلاحقة..
أمور  بهذا الوضوح تجعلنا نتشنج قهرا بشكل هيستيري عندما تصادف مثقفين تنفرج أساريرهم غبطة و سرور..و تملئ صفحاتهم الاجتماعية فرح و حبور!
كيف يقنع هولاء المدافعون عن نظام السفاح بشار  ضمائرهم و يرضون أنفسهم..
و كيف أن بعضهم يستطيع  تبادل التهاني مع شلالات دماء الأبرياء التي تسفك و أرواحهم الضعيفة التي تزهق…
كيف يطلقون على الكارثة التي حلت بأهلنا في حلب إنتصار للجيش العربي  السوري؟!
عن أي نصر  لا يستحي هولاء ان يتحدثون…
جيش أقوى دولة في العالم يهيمن على سماء مدينة صغيرة ضعيفة يمطر أهلها باطنأن القنابل المتنوعة الحقد و الكراهية و اللإنسانية..
براميل مليئة بالرغبة في الإبادة  منها ما ينشطر إلى آلاف القطع و منها ما ينتشر إلى  مكعبات من السموم الكيمائية ثم تسمي ذلك نصرا؟!!
أي وهم و أي  عذر أقبح من القتل الذي يقنع به هولاء أنفسهم به…
ما حدث في مدينة حلب جريمة إبادة  للمسلمين أطفالا و شيوخ و نساء..
هي جريمة واضحة المعالم..
 فإما تقفون مع النظام الذي يرتكبها ببشاعة و تدعمونه بدون مغالطات و مزايدات..
أو أن تخجلوا من أنفسكم و تكفوا عن تحريف الوقائع و تزيفها…
صدقوني حتى الأعمى و الأهبل و الخروف و العجل يعرف من الضحية في حلب و من الجلاد؟!
فقط انتم من تبنون ألأحكام على خلفيات سياسية و اصطفافات مشبوهة و مماحكات سياسية..
أكتبوا و لو لمرة واحدة من وحي ضمائركم فالأمر  في حلب مكشوف و ليس مثل كل الأماكن  التي يحتمل فيه خلط الأمور  و تسهل فيه المغالطات…
فبأي نصر انتم فرحين؟!
نصر على حلب الضعيفة الجائعة؟
 و تل أبيب لا تبعد عن سبع البورمبا بشار عدة كيلومترات؟!
و هل تجرأ ذلكم السفاح أن يتنفس على حدود إسرائيل؟
هل نسيتم إسرائيل؟!