fbpx
الإعمار في اليمن .. النكبة المستقبلية

 

أتسائل بحيرة عن ماقاله صديقي اليوم وهو وسط قيلولة يسيطر عليها القرحة القوية لمفعول الوريقات ..

يقول أين التعويضات وترقية وتنمية البنية التشييدية والمعمارية والإصحاحية والبيئية للمدينة وما يرتبط بها من ملحقاتها التقليدية والعمل على التوسع في هذه الإنشاءات للوفاء بالاحتياجات الإنسانية المرتبطة بالناس والاتصال الاقتصادي ولتعويض ما اعترى هذه المؤسسات من نقص وانكماش في المرحلة الأخيرة بسبب الحرب والحالة الاقتصادية وللحيلولة دون نشأة البؤر الصغيرة التي تصنف الأجهزة والتقارير الأمنية وصفها باعتبارها مراكز تفريخ التطرف ومن ثم الإرهاب في مرحلة لاحقة مباشرة.

 

قد يبدي البعض من الطيبون إعجابهم بنمط التفكير الخفي غير الجلي من قبل فيما طالعوه من الأدبيات لكنهم كانوا ملقنين ومتشبعين تماما بفكرة خبيثة مستترة هي الحيلولة دون ظهور أية منشئة جديدة تحت أي مسمى وهكذا أدرك صديقي مبكرا أن جوهر القضية عند هؤلاء هو “العنصر التمريغي” لسكان المدينة لا “العنصر الأمني” الذي نراه اليوم مستتبا.

 

أنتقل صديقي للحديث عن ضرورة العودة بدراسات الحضارة والأدب وتاريخ الفن إلى مسار التسامح بما يقتضيه هذا من تعدد دراسات ومواقف تقلبية ومع أنه أجاد عرض وجهة نظره وأنتصر في المناقشات الاعتراضية فقد فوجئ بما أمكنه تشخيصه على أن المناخ المتاح في الواقع اليمني قد أصبح مناخ إستعلاء إمبريالي حتى على الحق وحتى على مصلحة الوطن وضحاياه على هذا النحو كانت أطروحات صديقي وتكهناته تتوالى وتحدث التفاعل الكلمي فتثبت له ردود أفعال وتعليقات النشطاء في مقيل واسع ومكتظ منهم من أيد ذلك ومنهم من عارض بشأن صحة المدينة إن لم يكن على صيانتها وتحسين صورتها وعلى صعيد آخر فقد كانت الأمكنة التي ارتادتها المناقشات الكاشفة بكل وضوح تعبر عن رغبة حكومتنا الموقرة في استمرار التعمد المجدي في مجال الحديث المتنامي عن الإعمار .. وكان من الواضح أن هذا المجال المتعلق بالتنمية سيسهم كثيراً في عصف الشارع وغليانه الأوسع في قابل الأيام أن لم تأخذ الحكومة هذا بالحسبان ..

إختبار هؤلاء للمدينة وأهلها هو مدى قناعتهم لمبدأ التقاعس مع شركاء تقليديين “سابقين” وعدم الثقة بحكومة لم تقدم أية إحراز من أجل النجاح في عملية ولو مرحلية أو موضعية من بدأ الأعمار الذي نراه في نظر الناس غير موفقا حين تعمدوا أن يتجاهلوا عبارات الصبر والتأني وأولويات المبدأ وعبقرية الفهم الذي عبرت عنه عبارة تاريخية من طراز: “يا عمال العالم اتحدوا”وذلك في مقابل أن يطرح على سكان المدينة رؤية الشارع اليمني مرتبا لابسا منظر اللائقة والجمال والتي لا ترى ولن ترى في هذا التصرف إلا إعلانا صريحا بالتناوب العبثي مع كل ما يوحي به هذا العبث من مشاعر التقزز القيمي وما تستدعيه من عواقب السقوط التنموي والبيئي .

والله من وراء القصد