fbpx
قراءة أولية لنتائج الانتخابات في الجنوب


كتب /أديب السيد

ماذا لو تم تزوير الانتخابات بإسم الجنوب ..؟وماذا لو اعتبر ذلك نجاح لتلك الانتخابات في الجنوب..؟هل يعني أن القضية الجنوبية إنتهت ..؟ ما الذي تمثله الانتخابات الهزلية أمام قضية الجنوب السياسية العادلة ..؟ ، إن الجنوب يرفض الانتخابات ليس لانها ستنهي قضيتة السياسية بل لانها غير شرعية  وتستهدف قضية الجنوب ونضال ابناءه الاحرار ،وكون لم يعد للجنوب شأناً بها أوعلاقة تربطه بتلك الاليه الانتخابية التي تخلت عن كل مبادئ الديمقراطية التي بات العالم كله يعرف ابجدياتها وبديهياتها ، فهذه الانتخابات المحسومة هي عهر سياسي ومولود غير شرعي لديمقراطية أمريكا وحلفاؤها العرب الذين باتوا يتآمرون على الشعوب العربية وثوراتهم التي لا تلبي طموحاتهم السياسية .

في الجنوب هنا لن تكون هذه الانتخابات سوى وسيلة لتصعيد نضال الجنوبيين السلمي وإلتقاط اللحظة التأريخية من اجل ابراز القضية الجنوبية ووصولها بوضوح إلى كل دول العالم وان شعب الجنوب يطالب بحلها عبر الحل الجذري “فك الارتباط “على أساس ان ما يحدث في الجنوب ليس مطالب حقوقية كما يحاول نظام صنعاء الجديد القديم تصويرها ،بل هي قضية سياسية شرعية عادلة لها خلفياتها السياسية ومنشأها السياسي الخاطئ الذي يعرفه العالم أجمع .

وعلى شعب الجنوب بأكمله أن يعي جيداً أن الانتخابات الهزلية هذه التي تحاول قوى الحرب على الجنوب فرضها لن تكون عائقاً أو حاجزاً امام أستمرار نضال الجنوبيين من أجل القضية الجنوبية السياسية العادلة ،كما لن تستطيع كل افعال الخديعة والشيطانية أن تدمر وتقضي على قضية الجنوب الحية وحراكه السلمي الحديث إلا بإبادة كل شعب الجنوب وحتى ذلك في اعتقادي لن يمنع اجيال الجنوب القادمة من المطالبة بحقهم السياسي المشروع والمنزوع منهم بفعل حرب غزو الجنوب عام1994م .

إننا كمراقبين جنوبيين وسياسيين عندما ننظر إلى وقائع الانتخابات اليوم لا ننظر لها إلا كونها لحظة تأريخية سخرها القدر الالهي للجنوبيين من أجل تصعيد نضالهم السلمي ومنحهم الحماس والارادة الصلبة للسير قدماً نحو الهدف الاكبر والغاية الاسمى المتمثلة في “فك الرتباط واستعادة دولة الجنوب وحق الجنوبيين المسلوب )، وهذا لا يعني أن نجاح الانتخابات من فشلها هي نهاية الطريق التي يناضل من اجلها الجنوبيين الاحرار ،كما لا يعني  بتاتاً أن فشل الانتخابات في الجنوب هو نجاح القضية الجنوبية ، فالطريق لا تزال طويلة وشاقة كما هي دروب النضال والحرية ،وطريقنا نحن الجنوبيين خاصة مفخخة بكل الالات ومتفجرات الارهاب الفكري والنفسي والجسدي التي لن تغلبها وتدكها إلا إرادة الجنوبيين الاحرار الذين يناضلون وسيستمرون في نضالهم من أجل استعادة وطنهم المسلوب وثروتهم المنهوبة وأرضهم وكرامتهم المستباحة .

قراءات أولية لنتائج الانتخابات..!

أحداث الانتخابات الجارية في الجنوب ليست مخيفة ولا نعول عليها بتاتاً فقد اعلن الجنوبيين للعالم أنها لا تعنيهم وليس لهم صلة بها  كونهم يعيشون في ظل أحتلال عسكري منذ حرب 1994م  ،لكننا ندرك جيداً أن أعداء الجنوب السياسيين لديهم مخططات شيطانية لإستثمار إقامة الانتخابات المحسومة هذه في اليمن عموماً على أرض دولة الجنوب خاصة ، فهم يسعون بذلك إلى اثباتهم للعالم وخاصة الدول الراعية للمبادرة التآمرية “السعومريكية” أن الجنوب بأيديهم وأنهم قادرون على التغلب على ما يجري في الجنوب ظناً منهم أن الاوضاع لا تزال كما كانت ما بعد عام 1994م .

إننا متأكدون جداً وبما لا يدع مجالاً للشك من حقيقة فشل هذه الانتخابات في الجنوب كما نحن  متأكدون أيظاً أن نظام صنعاء الجديد القديم لن يعترف بفشل الانتخابات في الجنوب فشلاً ذريعاً وخاصة بعد أن شاهد العالم كله مسيرات الجنوبيين الكبرى الرافضة لهذه الانتخابات وذلك لإن أطراف نظام صنعاء يكابرون في الاعتراف بقوة وفاعلية الحراك الجنوبي السلمي “أول ثورة سلمية تحررية في الوطن العربي”، وأنهم سيلجأون إلى تزويرتلك  الانتخابات في دوائر الجنوب بشكل عام وإظهار للعالم  نسبة إنتخاب غير حقيقية بتاتاً كما حدث مع إنتخابات المرشح الرئاسي  “بن شملان” رحمة الله تغشاه والذي اعترفوا بنتيجة نجاحه في الانتخابات الرئاسية بعد فوات الاوان ومفارقة الرجل للحياة قهراً وكمدا  رغم أنهم كانوا يعرفون تلك الحقيقة من بدايتها ،وسيكررون ذلك الفعل الهمجي الغير انساني اليوم في الانتخابات الهزلية التي يقيمونها ويرفضها كل الجنوبيين الاحرار وسيخفون نتائج فشلها ويظهرون نتائج مزورة  وما اعلان لجنة صنعاء للانتخابات عن فشل ثمان دوائر انتخابية  فقط في الجنوب إلا دليل على نيتهم في تزوير الانتخابات في بقية الدوائر الجنوبية الأخرى البالغة “47 دائرة انتخابية “.

وخلافاً لما اعلنته اللجنة العليا للانتخابات فان  المديريات والدوائر الجنوبية المغلقة  التي لم تدخل اليها الصناديق حتى الان ومن ضمنها مثلاً “ثلاث دوائر في يافع ودائرتين في ردفان والصبيحة دائرتين وواحدة في المسيمير وثلاث دوائر في الضالع ). هذا على مستوى محافظة لحج فقط فظلاً  عن دوائر الجنوب الأخرى إظافة  إربع دوائر انتخابية في محافظة أبين ودوائر انتخابية اخرى في محافظة عدن وشبوة وحضرموت . غير أن هناك دوائر ستفشل فيها الانتخابات ولن تبلغ نسبة الانتخاب فيها اكثر من 50% ما يعني فشل الانتخابات فيها وهي كثيرة جداً ، لكن في النهاية ستلعن لجنة انتخابات صنعاء نجاح الانتخابات في الجنوب بنسبة كبيرة ، وهي في الحقيقة نسبة مزورة وغير حقيقية .

إن هذه الطريقة العقيمة لتزوير الانتخابات قد خبرناها منذ أن دخلت دولة الجنوب في وحدة خاطئة وغير متكافئة وتكرار استخدامها اليوم ليس غريباً علينا في الجنوب ما دام أن نظام الاحتلال هو الحاكم سواء نظام الاحتلال الجديد أو القديم فهي أساليبهم المخادعة والتي لن يبرا أو يتعافى منها الجنوب إلا بعد الاستقلال وفك الارتباط  .

تحالف الاحزاب اليمنية ضد الجنوب من جديد..!

متشدق كذاب من يقول ويدعي أن حزب المؤتمر الشعبي العام الفاسد يدعم الحراك الجنوبي اليوم ،وآفاك أثيم من يصدق هذا الادعاء الباطل والاتهام الجديد الذي ابتدعته عقليات بعض أعضاء حزب الاصلاح العقيمة ،ولو كان حقاً ما يقولون لرفض أعضاء حزب المؤتمر الجنوبيين المشاركة في الانتخابات ،فمشاركتهم في الانتخابات تعني مشاركتهم في الجريمة السياسية التي تستهدف قضية الجنوب ونضال شعبه المتحرر .

إن الاحزاب اليمنية “أحزاب المشترك والمؤتمر الشعبي العام” تتحالف اليوم من جديد ضد الجنوب المطالب بحقه المسلوب ودولته المحتلة ،وهاهم مستمرون في تحالفهم الشيطاني ضد كل ما هو جنوبي وبمشاركة أعداد قليلة جداً من الجنوبيين كأصحاب المصالح الشخصية والمرتبطين بجهاز المخابرات التابع لاحزاب الاحتلال اليمني .