يافع نيوز – عن CNN عربية:
فُجع المسلمون بما حصل من استهداف قِبلتهم ومهوى أفئدتهم مكة المكرمة وبيت الله الحرام من قبل الطُّغمة الخارجية الحوثية حين أطلقت صاروخاً من الأراضي اليمنية نحو مكة المكرمة مساء الخميس 26 المحرم 1438 هـ وقد هيأ الله قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي وفجَّرته في الجو قبل أن يصيب هدفه على بعد 65 كيلومتراً من مكة المكرمة.
وهذا ثاني صاروخ يطلقه الحوثيون مستهدفين منطقة مكة المكرمة حيث تصدت قوات الدفاع الجوي لصاروخ مشابه ودمرته في سماء الطائف في الثامن من المحرم 1438هـ.
وهذا المسعى الإجرامي لطغمة الحوثيين وحلفائهم ينظر إليه من أكثر من جهة:
1- إن استهداف الكعبة البيت الحرام والاستهانة بحرمة الحرمين الشريفين بات خزياً وعاراً على النظام الإيراني وأذرعته الإجرامية، سواء الحوثيين في اليمن أو ما يسمى “حزب الله” في لبنان أو غيرهما من الميليشيات والجماعات الإجرامية، وهذا الاستهداف لمكة المكرمة وللكعبة المشرفة وللحرمين هو ما أثمرته “الثورة الخمينية” التي لم تتوانَ عن الإفصاح عن مقصدها كما جاء مبيناً في كتاب (التشيُّع مسؤولية) للمدعو (علي شريعتي)، وكذلك في كتاب (مقولات في الاستراتيجية الوطنية) الإيرانية الفارسية، لمؤلفه (د. محمد جواد لاريجاني) منظّر النظام الإيراني، ومن أبرز ما تضمنه كتابه: ما أسماه “نظرية إيران أم القُرى”، والتي تمثل قطب رحى السياسية الخارجية الإيرانية، وهذه النظرية لا تعترف بمكة المكرمة مركزاً للمسلمين ومهوىً لأفئدتهم، بل ترى أن إيران ممثلة بـ “قُم” و “طهران” هي التي يجب أن تكون مركزاً لقيادة المسلمين والعالم الإسلامي!. وتسعى لمحو أثر الحرمين الشريفين.
2- إن استهداف الحوثيين لمكة المكرمة بالصواريخ التي استجلبوها من روسيا ودربهم عليها النظام الإيراني هي بداية نهايتهم بأمر الله، فالله حافظٌ بيته ومُخزٍ كل من إراد به سوءاً، وأقام الله للبشرية شاهداً ومثلاً واضحاً في تعظيم بيته الحرام، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وذلك بإهلاكه عزّ وجلّ أصحابَ الفيل عن بكرة أبيهم، عندما كادوا للكعبة البيت الحرام، كما قصَّ سبحانه خبرهم في سورة الفيل، فأهلكهم وجعلهم عبرةً ونكالاً لكل من أراد بَيته الحرام بسوء. وللمجرمين أمثالها.
فليعلم الحاقدون الكائدون في إيران وأذنابها أن الحرمين الشريفين محفوظان بحفظ الله وإن رغمت أنوفهم، قال الله جلَّ وعلا: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [سورة الحج:25].
3- إنه لمن الشرف والفضل لحكومة المملكة العربية السعودية أنها – بفضل الله – سخّرت قدراتها وقواتها وجنودها فكانت عيناً ساهرة ودرعاً حصينا للدفاع عن المدينة المقدسة، فكما أكرمها الله بحماية وخدمة الحرمين الشريفين على الأرض، فها هي بفضل الله تحمي سماءهما من رجس المجوس وبغي الصفويين ومن دار في فلكهم.
4- لقد بات متعيناً على الحكومات والشعوب الإسلامية أن تقف موقف الغيرة على حرمات الله.
فماذا بعد استهداف الكعبة البيت الحرام بتواطؤٍ ومكر وتدريب من طرف الحكومة الإيرانية لعملائها؟
ففي سنين مضت دربتهم حكومة إيران على القتل والتفجير في المشاعر المقدسة بمكة والمدينة، وهي اليوم تدربهم على إطلاق الصواريخ نحو الحرمين الشريفين.
من الذي أجاز للحوثيين وحلفائهم الإيرانيين الصفويين أن يستبيحوا حرمة مكة المعظمة؟
ألم يقل رسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “إنَّ الله حرَّم مكة يوم خلق السموات والأرض، فهي حَرَامٌ بحرام الله إلى يوم القيامة، لم تَحِلَّ لأحدٍ قَبلي، ولا تَحِلُّ لأحدٍ بعدي، ولم تَحلِل لي قط إلا ساعة من الدهر” رواه البخاري.
هل سينتظر المسلمون وحكوماتهم إلى أن يصبحوا أو يمسوا على خبر استهداف المسجد الحرام أو المسجد النبوي وتدميرهما من قبل إيران وعملائها؟.
ألا من غيرة منهم على بيت الله وحرمه وحرم رسوله عليه الصلاة والسلام؟ ليقولوا لنظام إيران: كفى إفساداً وتخريباً، فيطردوا ممثلي النظام الإيراني وعملائه من ديارهم، ويمنعوا أنشطتهم الماكرة فيها، فإن مَن مَكَر بمكة ولم يرعَ حرمتها فلن يرعَ حرمةً لأي دولة ولا لأي مدينة.
فهل يعي المسلمون وحكوماتهم دورهم التاريخي وواجبهم الديني فيبادروا لعزل ومقاطعة النظام الإيراني بعد دعمهم ومكرهم هم وعملاؤهم لاستهداف مكة المكرمة والكعبة المعظمة بالصواريخ؟.