مقالات للكاتب
أمر مثير للدهشة والاستغراب مشاهدة الأخبار قبل قليل في المحطة البريطانية ( البي بي سي ) التي نقلت علي الهواء مباشرة المؤتمر الصحفي لوزيري خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
مصدر دهشتي واستغرابي الشديدين ليس في أداء وزير الخارجية البريطاني الجديد بقدر الخبر الذي أعلناه ان الوزيرين سيعقدان اجتماع مغلق مع عدد قليل من وزراء الاتحاد الأوروبي لبحث تداعيات استفتاء الشعب البريطاني المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي يليه اجتماع موسع ليشمل الحديث عن الأزمتين السورية واليمنية بمشاركة وزيري خارجية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
من الواضح من اختيار وزيري خارجية السعودية والإمارات علي وجه التحديد دون بقية وزراء مجلس التعاون الخليجي لكون البلدين الشقيقين هما في قمة التحالف العربي المؤيد للشرعية اليمنية برئاسة الرئيس عبده ربه منصور هادي وهذا مفهوم تماماً ولكن ماهو ليس مفهوم بالمطلق غياب ممثل عن الحكومة الشرعية في مؤتمر لندن.
قد يقول قائل ان وزير خارجية الشرعية مشغول بمشاورات الكويت بترأسه وفد الحكومة قد يكون هذا مبررا معقولا ولكن كان بالإمكان تفويض احد مستشاري الرئيس في شخص ك الأخ حيدر أببوكر العطاس المخضرم الذي كان رئيس دولة الجنوب السابق وأول رئيس وزراء لدولة الوحدة.
وقد يقول شخص آخر ان الأطراف المشاركة في مؤتمر لندن لم توجه أصلا الدعوة لحكومة الشرعية لحضور المؤتمر والسؤال حينها لماذا لم توجه لهم الدعوة ولماذا لم يسعيا وزيري المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بأن يطلبا من الجانب الغربي.
إشراك الجانب الحكومي الشرعي في اجتماع لندن ؟ هل هذا يعتبر تجسيدا لما كتبته في مقال سابق بتاريخ ١٢ أبريل ٢٠١٥ بعنوان “ السلطة الشرعية تتواري خلف مجلس التعاون الخليجي “ لكونها في معظم القضايا الدولية علي مستوي الأمم المتحدة والدبلوماسية مجلس التعاون هو الذي في الواجهة وليس ممثلي الشرعية في تناول وشرح الموقف الحكومي من الأزمة اليمنية.
أليس هذا يوضح بشكل صارخ ان غياب التمثيل الدبلوماسي للشرعية في معظم السفارات في الدول الكبرى والمؤثرة التي لايزال الكادر من السفراء وغيرهم هم الذين عينهم الرئيس اليمني السابق .
إلى متى هذا التأخير المميت في التعيينات الدبلوماسية في الخارج للمثلي الشرعية ولماذا في الجانب العسكري الأمور تسير بشكل مرضي أكثر من الشق الدبلوماسي وإلي متى هذا الانتظار والوقت يمر بسرعة تنتهي بعدها مدة ولاية الرئيس هادي قبل ان يترك بصماته في التاريخ انه استطاع ان يحقق نجاحا في الملفين العسكري والدبلوماسي ؟؟.