ما بعد مؤتمر الكويت وإنسداد أفق الحل السياسي ؟؟

كتب – الدكتور محمد علي السقاف
—————————————————
ثلاثة نقاط أود الحديث عنها في هذا المقال:
١- فتح قنوات إتصال سرية مع القادة الحوثيين
٢- اهمية طرح الازمة اليمنية علي الجمعية العامة للأمم المتحدة
٣- العمل سريعا علي تعيينات سفراء أكفاء جدد في العواصم المؤثرة

١- فتح قنوات إتصال سرية مع القادة الحوثيين
———————————————-
البرجماتية القائمة علي قاعدة لاتوجد عدواة دائمة وإنما توجد مصالح دائمة هذا ماحذي بالمملكة العربية السعودية والحوثيين في العمل علي توافقات بينهما حول تأمين مناطق الحدود السعودية اليمنية
والبرجماتية السياسية دفعت تركيا وإسرائيل الي تطبيع العلاقات بينهما وكذلك بين تركيا وروسيا الاتحادية وقبول الاولي مارفضته في الماضي بالاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية والان قيام تركيا وموافقتها علي التعامل مع نظام الرئيس بشار الاسد!!!! هكذا هي السياسة البرجماتية التي لها دوافع إقتصادية واستراتيجية بعيدة المدي
de facto من هنا أري ضرورة وأهمية الانفتاح والتواصل بين السلطة الشرعية وسلطة الأمرالواقع
وهذا يعني الدخول في مشاورات سرية مع من يمتلك السيطرة علي الارض في المناطق الشمالية من اليمن وهم جماعة أنصارالله الحوثيين سرية في البدء ولا يهم إن انكشفت لاحقا كما حدث في لقاء الحوثيين بالسعوديين
وستكون سلطنة عمان المكان المناسب لمثل تلك المشاورات السرية كما حدث بين الايرانيين والامريكيين في الملف النووي ولعل اختيار احد مستشاري الرئيس الذي ينتمي الي الاسر الهاشمية قد يمثل مدخلا مناسبا في تسهيل اللقاءات بينهما وقد يفسر البعض ان مثل هذا اللقاء سيعني اعتراف بالحوثيين من قبل السلطة الشرعية ؟ والرد علي ذلك ان مشاورات الكويت تمثل إعتراف ضمني غير مباشر بين جميع المتحاورين المجتمعين في صالة واحدة وكذلك الأمر في أثناء التوقيع علي إتفاق
السلم والشراكة بتاريخ ٢١ سبتمر ٢٠١٤ والذي من حسن الحظ ان الطرف الاساسي لم يوقع علي الاتفاق

٢- اهمية طرح الأزمة اليمنية امام الجمعية العامة للأمم المتحدة
—————————————————————
صحيح وفق ميثاق الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي هو المعني بالدرجة الاولي فيما يخص الحفاظ علي السلم والامن الدوليين ولكن الميزة في الجمعية العامة للامم المتحدة ان جميع الدول الاعضاء ممثلة فيها واغلبيتهم الساحقة من دول العالم الثالث التي كانت الدول الغربية تصفها بالهيئة ذات الاغلبية الاتوماتيكية المسيطر عليها دول العالم الثالث ومع ذلك في الحرب الباردة لتفادي استخدام الفيتو المتبادل بين السوفيت حينها والولايات المتحدة في مجلس الأمن تطرح القضايا من جانبهما امام الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا اري ان يقوم الرئيس هادي في الاجتماع السنوي المقبل المعتاد في سبتمبر الذهاب الي الجمعية العامة للامم المتحدة لمخاطبة أعضائها حول الأزمة اليمنية والتي بالمناسبة الجمعية العامة هي التي تختار أمين عام الامم المتحدة بتوصية من مجلس الأمن الدولي والامين العام هو الذي يعين ممثليه لحل النزاعات مثل السيد إسماعيل ولد الشيخ !!!!!! مما يوضح تسلسل التعيينات والترابط الموجود بين هيئات الامم المتحدة

٣-اهمية الاسراع في تعيينات سفراء موالين للشرعية في العواصم المؤثرة
———————————————————————
الانتصارات العسكرية تضل منقوصة اذا لم توضحها وتدافع عنها سفراء مقتدرين لدي عواصم الدول الرئيسية خاصة لدي
دول الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن الدولي وغير الدائميين الممثلين حاليا في المجلس ناهيك عن مندوب اليمن في الامم المتحدة نفسها
فقد صادف بتصفحاتي للنت ان أطلعت بالصدفة علي شهادة أحد سفراء الاعضاء الدائمين امام احد المجالس التشرعيية في بلاده والحوارات التي دارت بينهما حول الازمة اليمنية تدعوني الي طرح ماذكرته والاهتمام بذلك
ومما يثير الحيرة والانتقاد في القائمة التي سربت مؤخرا حول بعض اسماء سفراء محتمل تعيينهم ترشيح أحدهم واخرين في عواصم جدا هامة لايعرفون لغتها ولاتاريخها ولا القوي السياسية والحزبية ولا ثقافتها وهي أمور يجب توفرها ضمن معايير إختيار السفراء في العواصم المؤثرة لينجح السفير في مهامه
اليس من المستغرب ان السفراء الحاليين تم تعيينهم في عهد الرئيس السابق ولم تري السلطات الشرعية البدء في تغييرهم برغم مطالبتنا لهم بذلك منذ اشهر بعيدة هم يعرفون بحكم خبرتهم في السلطة لاكثر من ثلاثون سنة أهمية العمل الدبلوماسي في دعم المواقف السياسية للسلطة والمفارقة هنا انهم لم يكتفوا بأن السفراء معينين من قبل صالح بل عملوا مع الحوثيين ببعث شخصيات الي الولايات المتحدة ودول اخري تتواصل مع صانعي القرارات في تلك الدول من مجموعات الضغط الي الصحافة وممثلي المجتمع المدني الخ ذلك…وفي المقابل تقوم السلطة الشرعية بتجميد عمل سفرائها في واشنطتون والامم المتحدة لمدة شهرين لدعم الوفد الحكومي المفاوض في الكويت هل هناك منطق في تصرف كهذا ؟؟؟ ربما يكون ذلك الامر مبررا في حالة عدم توفر كفاءات اخري تستطيع القيام بمهامهم الاستشارية للوفد الحكومي بدلاً من إشغالهم في مهام خارج البلد المعتمدين فيها ( واشنطتون ونيويورك ) وهذا في الوقت الذي يتواجد في واشنطتون ومناطق اخري اشخاص فاعلين موالين لصالح والحوثيين من سفراء سابقين لليمن في امريكا وشخصيات بارزة من أصحاب منظمات المجتمع المدني وكتاب وصحفيين ..أليس هذا غريبا ؟؟؟

في الخلاصة
—————
يجب عدم التحسس من فتح قنوات تواصل من قبل الشرعية مع قيادات أنصار الله لبحث معالم المستقبل وذلك حتي لا تفاجأ الشرعية ان اطراف حزبية من الشرعية قد رتبت تفاهماتها كما يبدو مع الحوثيين وانصار صالح إحتسابا بما يعتبروه لفترة ما بعد نهاية ولاية الرئيس هادي المرتبطة بانجاز مهام كثيرة حددتها قرارات مجلس الامن الدولي ولذلك علي الرئيس هادي سحب زمام المبادرة منهم والاتصال مباشرة وحصريا بقيادات أنصار الله والتوصل معهم علي إتفاقات ثنائية وترك لقاءات الكويت مستمرة عبر الوفد الحكومي الرسمي اذن عمل متوازي رسمي علني وسري عبر آلية أخري وفي مكان آخر في مسقط مثلاً
وأري في الوقت نفسه وهو ماسبق ان كتبنه ان تستمر الاعمال العسكرية موازية للمشاورات العلنية وغير العلنية لان البعض لا يفهم الا اسلوب القوة في الميدان
وعلي المستوي الدبلوماسي الشروع مباشرة دون إنتظار في تعيينات السفراء لدي العواصم المؤثرة في دول الأعضاء
الدائمين وغير الدائمين في الامم المتحدة وترك شاغرة سفارات أخري لتعيينات لاحقة ضمن صفقة التفاهمات مع بقية أطراف النزاع اليمني فهل تتحرك السلطة الشرعية ام كاالماضي القريب ستترك الوقت يمر دون الضرب علي الحديد وهو ساخن وتضيع الفرصة علي الرئيس هادي في كسب المعركة علي الجبهات السياسية والدبلوماسية مثل الجبهة القتالية وقبل فوات الآوان.