fbpx
بعد عام من الانتصار ماذا تحقق وماذا تبقى ؟

 لنعود الى الوراء قليلاً، وتحديداً ايام مؤتمر الحوار وفي نهايته اتفقت القوى السياسية في صنعاء على شكل الدولة اليمنية وذلك من خلال اعتماد الـ 6 اقاليم بهدف تقسيم الجنوب، مع بقاء الحرس الجمهوري والأمن المركزي الشمالي في الجنوب، وبقاء عملاء المخلوع صالح والإصلاح والحوثي ليحكموا الجنوب ،إضافة الى بقاء اجهزة الامن القومي والسياسي.

 وعلى الرغم من ذلك، انقلبوا على مخرجات الحوار التي لم يقبل بها الجنوبيين في الأصل، وتحديداً اصحاب سنحان وشمال الشمال، لا يريدون الجنوب ان يخرج من سيطرتهم ابداً، ومن اجل ذلك دشنوا الحرب على الجنوب باتفاق معظم القوى السياسية اليمنية الفاعلة، البعض اعلن ذلك وأيد اجتياح الجنوب مرة أخرى، وبعض القوى السياسية أيدت بل ذهبت الى صعدة قبل الحرب والتقت بزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي ووافقت على ما يقوم به الحوثي ولكن غيرت موقفها عند ما تدخل التحالف العربي.

جاءت الحرب التي فُرضت علينا واجبرنا على خوضها، وكانت ستُنهي كل الاحلام والطموح لدى الجنوبيين، وسيعزز الحوثيين الحرس الجمهوري التابع للمخلوع صالح والامن المركزي بمليشيات مران وسيُفرض واقع جديد، وستأتي بكم  “كوز مركوز”  من الجنوبيين على انها سلمت الجنوب لهم، بينما القرار السياسي والعسكري بيدهم ..

جاءت الحرب التي ارغمنا على خوضها، قاومنا ودعمنا التحالف العربي حتى انتصرنا، انتصار يفخر فيه كل العرب الاحرار بعد تضحيات جسيمة كلفتنا آلاف الشهداء والجرحى، ودمار هائل في البنية التحتية ..

ماذا حدث بعد الانتصار ..

– انتهت اسطورة الأمن المركزي والحرس الجمهوري من الجنوب نهائياً

– الدبابات التي كانت فوق منازلنا ومدننا انتهت واصبحت اثراً بعد عين

– اجهزة الامن السياسي والقومي تفككت بشكل كبير جداً

– العملاء وبائعي الاوطان فقدوا زمام المبادرة بشكل كبير وباتوا مثل الثور المذبوح ” الركضة الاخيرة “

– اولادنا الذي كان معظمهم عاطلين عن العمل واجبروا اما على الغربة او ترك مدارسهم صاروا اليوم من يحمينا ويدافع عنا ..

– نواة جيش جنوبي بدأت تتشكل واعادة لشباب الجنوب مكانتهم بعد ان كانوا فقدوا الأمل في المستقبل ..

– الاهم ان واقع جديد تشكل ومن الاستحالة ان تتم اي حلول دون النظر الى هذا الواقع الذي تحدث عنه المبعوث الأممي .

– نجح الجنوبيون في مكافحة الارهاب في عدد من المحافظات وفهم العالم الرسالة وتفهمها وهذه نقطة غاية في الأهمية ولها دلالتها السياسية .

قيادات جنوبية لم تتلوث بالفساد أصبحت تحكم المحافظات الجنوبية، بعد ان كانت مطاردة ومشردة ومحكوم عليها ..

لكن وماذا بعد ؟

لا تزال الحرب مستمرة وتأخذ اشكال متعددة، ان يتخلى السرق واللصوص وناهبي الثروات عن الجنوب بسهولة هذا مستحيل، بل ستسمر الحرب، وسيستمر الصمود، وسيكون نصر قريب وقريب جداً هكذا هي المؤشرات والواقع .

لكن في الجانب السياسي لابد ان يرافق الانتصارات التي تحققت والواقع الذي فرض اليوم، عمل سياسي جنوبي كبير، يليق بما تحقق وبما يجري على الأرض من ترتيبات، وهذه مسؤولية السياسيين الجنوبيين ويجب ان يكووا عند مستوى التضحيات .

المرحلة المقبلة هي صراع سياسي وحرب دبلوماسية، وهذه بحد ذاتها تحتاج الى توحيد الجهود من قبل المخلصيين .

في الأخير نعيد ونكرر ان الانتصارات التي تحققت في الجنوب لم تعد ملكنا فقط، بل هي ملك لشركاء النصر دول التحالف وحتى العالم  ولن نفرط نحن ولا هم بما تحقق من انتصارات في الجنوب ..

ياسر اليافعي