fbpx
مجرد تساؤلات تبحث عن إجابات.. إرسال قوات خاصة امريكية هل لها علاقة بمفاوضات الكويت؟

كتب – د. محمد علي السقاف:

في مارس ٢٠١٥ حينما أحتلت قوات الحوثي عدن تم سحب افراد القوات الامريكية المتواجدة في قاعدة العند  في جنوب اليمن والان يعلن البنتاجون في يوم الجمعة الماضية عن إرسال قوات خاصة أمريكية الي الجنوب.. ما أسباب إتخاذ القرار في هذا التوقيت تحديدا الذي تزامن مع تحرير المكلا من القاعدة  وإخراج عناصر من القاعدة من ابين عبر التفاوض مع السلطات المحلية وتوجهها نحو شبوة  ؟.

في ٣ /أكتوبر /٢٠١٥ كتبت مقالا بعنوان “بعد تحرير باب المندب المطلوب الآن تطهير حضرموت من القاعدة والعفاشيين “ لماذا الان وافق التحالف العربي وتحديدا الأمارات العربية دعم القوات الجنوبية المشكلة أغلبها من أبناء حضرموت” بتولي عملية التحرير ولماذا الأمارات التي أوكلت اليها هذه المهمة ؟ هل بسبب  إبعاد أي تهمة محتملة التي تروج لها زوراً وبهتاناً بعض الأوساط العفاشية حول رغبة المملكة ضم حضرموت إليها ؟؟؟؟ ما علاقة طرد القاعدة من المكلا في هذا التوقيت مع المشاورات الجارية الان في الكويت  وما علاقتها أيضا بقدوم عناصر من القوات الخاصة الامريكية الي الجنوب هل لذلك رابط إستراتيجي تمهيدي لاستخدام الفصل السابع لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢١٦ في حال تعثر مشاورات السلام في الكويت مع الحوثيين وجماعة صالح ؟

 في مايو ٢٠١١ دعوت في ندوة نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية في واشنطن لتقديم ورقة حول الحراك الجنوبي وبحضور عدد من سفراء الولايات المتحدة المعتمدين سابقا في صنعاء أوضحت بجلاء العلاقة العضوية بين نظام صالح والقاعدة ومحاولته إلصاق أعمال القاعدة والإرهاب بالحراك الجنوبي وبالجنوب عموما وكان تفنيدي بعدم صحة ذلك لعدة اسباب لعل أهمها ان القاعدة هي مع إستمرارية الوحدة بين الجنوب والشمال بينما الحراك الجنوبي يطالب بإستعادة دولته السابقة مع إرساء نظام سياسي جديد يؤمن بالتعددية السياسية والحزبية التي عرفها الجنوب في فترة الاستعمار البريطاني ولم يعرفها واكتشفها اليمن الشمالي مع قيام دولة الوحدة في مايو ١٩٩٠.

وطالبت في نهاية الورقة ان علي الولايات المتحدة الامريكية الاعتماد علي الجنوب كحليف استراتيجي في محاربة القاعدة والارهاب في المنطقة وليس الاعتماد علي نظام علي صالح وكررت تلك دعوة من جديد في الفضائية الامريكية  الحرة.

ولا شك ان الأمريكين والغرب بصفة عامة أصبحوا الان علي قناعة ان القاعدة ودواعش وانصار الشريعة تختلف في مسمياتها ولكنها في الاساس هي صنعية القوي التقليدية في اليمن وعلي رأسهم نظام صالح مثلما خدع الجنوب بالوحدة انخدعوا هم ايضا بانه عدو للقاعدة التي صنعها بنفسه.

ومن جهة أخري اعتقد ان الامريكيين والغرب تاكد لهم أيضا ان الحوثيين لا يقلوا خطورة وخداعاً وعدم وفائهم بالآلتزامات والمواثيق عن نظام صالح هما وجهين لعملة واحدة وربماأخطر من جماعة صالح بسبب ردائهم ثوب الآسلام المحافظ الذي ينخدع به عامة الناس البسطاء في اليمن.

واظهرت لقاءات التشاور في جنيف ١-٢ والان في الكويت طريقة مناوراتهم وعدم إمكانية الوثوق بهم وبتعهداتهم حول أمن المنطقة الحيوية للمصالح الغربية من الممرات البحرية الهامة في البحر الاحمر وبحر العرب ومنابع البترول في المنطقة التي تحتوي علي أكبر مناطق إحتياطي النفط في العالم صحيح ان التحالف العربي بقيادة المملكة والامارات لديهم القدرة في الدفاع عن مصالحهم في المنطقة الي أن تحالف ايران مع الحوثيين يعقد المشهد السياسي والأستراتيجي للدول الغربية ولمصالحها ومن هنا لا يستبعد ان إرسال الولايات المتحدة من جديد أفراد من القوات الخاصة الي الجنوب قد لا يقتصر علي مواجهة القاعدة فحسب كما كان الأمر في الماضي وإنما ايضا تحسبا لافتراضات وسيناريوهات أخري قد تكون إحداها ما قد يحدث من ردود فعل قوي الشمال مجتمعة من جماعة الحوثيين وصالح وحزب الاصلاح وجماعات الاسلام السياسي المتطرف في حال أعلن الجنوب العربي فك إرتباطه باليمن حيث لن يصبح التقسيم كما هو شكليا الان بين الشرعية وجماعة الحوثيين وصالح بل قد يتحول الي مصادمات كبيرة بين الجنوب والشمال ولعل الحملات الاعلامية الاخيرة ضد قرار المحافظ عدن ومدير الامن بأتخاذ  الاجراءات اللازمة وهي مشروعة في محاربة الارهاب وزعزعة الامن في عدن والجنوب مع ان القرارات التي أتخذت لم تكن موجهة ضد الاخوة الشماليين وإنما ضد جميع من ارادوا زعزعة الامن والاستقرار في عدن والجنوب سواء كانوا من مواطني اليمن او من قبل بعض الجنوبيين المتعاونيين مع الانقلابيين.

وهنا يجب الاشادة ببيان الرئيس هادي الذي استخدم العبارات والمفردات اللازمة في مواجهة الموقف ولا شك من المؤمل ان  لا يتراجع عن موقفه تحت الضغوط الكبيرة التي يواجهها من بين مسؤولين كبار من الشرعية وامام الحملة الاعلامية المكثفة ضده من بين حلفائه من اعلام الشرعية .