fbpx
أنا آسف .. للجنوب أولاً / حسين الصوفي
شارك الخبر
أنا آسف .. للجنوب أولاً / حسين الصوفي

كنت في الخامسة عشرة من عمري يوم العدوان الغاشم على الجنوب, لقد كان يوماً أسوداً بكل المقاييس ولهذا حسنا فعلت لجنة الحوار بإقرار الاعتذار للجنوب (أرضاً وإنساناً) وقبل أن يصدر الاعتذار للجنوب وهو اعتذار الشعب لنفسه والأخ لأخيه أود أن أدشن الاعتذار ليشمل كل المستويات بما فيها الصعيد الشخصي وأقول بكل حب وحزن : أنا آسف يا جنوب فاعفو واصفحوا يرحمكم الله.

ما كان ينبغي لنا أن نسمح لذلك العدوان القبيح أن يقوم لقد كان يومها (علي وعلي) قد ملأ الأرض علوا وفسادا فكانت الحرب التي أراداها تتحول كل لحظة إلى عدوان آثم فتح شهية النهب والسلب التي كانت تمثل (مبادئ) ينطلق منها ويؤمن بها طرفي الصراع آنذاك , فكانت النتيجة المسكوت عنها كارثية حقاً.

بكل حزن أقول أنني آسف وبشدة لأنني في هذه اللحظة استدعيت مقيلا بعيد ذلك العدوان في منطقة ما ولا زالت تلك الأحاديث التي أحدثت شرخاً في قلبي ووطني معاً تؤلمني إلى أن أموت أو يموت قلبي, كان الشر هو من يلعب بنا ويجرنا للعبث بالبلاد والعباد, وكنا على استحياء ننادي بالإعتذار كأقل وأدنى موقف يجب أن يسمعه منا أولئك الضحايا من أصحاب الأرض في الجنوب ومن مسهم الضُر من غيرهم من أبناء الشعب اليمني على السواء , إنه اعتذار الأخوة والدم أسف الصفح والتسامح تطبيب الجراح , وبلسم الأوجاع.

للجنوب أولاً يكون الاعتذار لأن طرفا الصراع فيها في العدوان المشئوم عام 94 م قد أصبحا خارج دائرة التأثير في مصير الشعب والأمة , وقد لفظهم التاريخ الحاضر والمستقبل الذي يتم صنعه اليوم ولم يعودا سوى رموز تذكر بالدم والموت ليس إلا وقد أصبح الوطن مطمئنا يسعى لاسترداد طمأنينة حقيقية وأمنا مسلوبا كان ويحاول (العليان) استمرار اختطاف أمن الجنوب والشعب لهما بالمرصاد , فلهذا يجب الاعتذار للجنوب أولا.

أما صعدة فإن ضحاياها إلى اليوم وأعداء الأمس المتحاربين أضحوا اليوم أصدقاء متعاونون في سفك الدم هناك في صعدة وانتهاك سكينة أهلها حتى اللحظة , إن الاعتذار لصعدة بوضعها الحالي سيكون ذراً للرماد على عيون أرمد أعمى , وسيشارك في نكأ جراح الضحايا التي لا تزال دماءهم طرية , ومن العيب أن يكون الحوثي طرفا في الحرب والاعتذار ولا يصلح أن يكون جلاداً وضحية في آن فالنقيضان لا يجتمعان.

على لجنة الحوار ومن خلفها الحكومة والرئيس أن يفكروا بصوت مسموع لأن البلد اليوم مهيأ للملمة الجراح ودفن الآلام والتصالح والتسامح والانتقال السريع إلى وضع يشارك في صنعه كل أبناء اليمن شمالا وجنوبا ويحددوا مستقبلهم ومصيرهم بأيديهم بعد أن تصفو نفوسهم وتطيب … فأنا آسف أولاً للجنوب.

alhusseinalsufi@gmail.com

* الأهالي نت

أخبار ذات صله