fbpx
قليل من الرشد يا رشيد !

قليل من الرشد يا رشيد !

 علي الاحمدي

بالطبع لم أصدق الاشاعات السمجة والأقاويل المضحكة والتي راجت و يا للعجب حتى لدى بعض النخب والمثقفين والتي تقول بأن محافظ عدن المهندس وحيد رشيد جاء للمحافظة بتكليف من شخصيات في صنعاء لتدمير عدن و تخريبها ! . وكأن الأستاذ وحيد هبط من كوكب المريخ ولا تربطه بالمدينة وبأهلها وناسها أي ارتباطات ! وكأنه لم يعش بين جنباتها وفي شوارعها وأحيائها ومرافقها المختلفة , وكأنه لا يرتبط بأي صلة قربى وصداقة وجيره وزمالة بأحد من أهلها ! .

عموماً وكما قلت من الغريب أن يروج مثل هذا الكلام السخيف , ولكن بالمقابل لا يمكن تصديق ما يبرر به محبوا المحافظ وأنصاره ما أصاب مدينة عدن من كوارث في الجانب الخدمي في حالة من التدهور لم تصل اليها مدينة عدن من قبل . لا يمكن لعاقل أن يصدق بأن مشكلة الكهرباء مثلاً كانت تكمن في بطانة المحافظ الذين سعوا لتشويه صورته بعد أن أعطاهم ثقته التامة ووكل اليهم أهم قضايا الناس ! . كذلك اختلطت علينا التبريرات ما بين حابل اضرابات العمال وموانئ دبي ونابل فرار المولدات الى ميناء جدة ! . و آخر التبريرات والتي أصابتني بالدهشة هو قول أحد الإخوة من مناصري المحافظ بأن المولدات جاهزة ولا ينقصها الا قطعة لتوصيل الديزل تآمر البعض لمنع وصولها !!

لا يهمنا حقيقة المشكلة كمواطنين نتطلع الى أن نعيش مثل الآوادم قدر ما يهمنا ايفاء المحافظ بوعوده التي قطعها والتي أوفى بها غيره من محافظي المحافظات الأخرى بينما هو بقي رهين العجز والذي قد يكون مرده الى عدم الجدية في التعامل مع هذه القضية من قبله .

ليت الأمر اقتصر على الكهرباء فحسب بل تواصل التدهور ليشمل جانب النظافة فتحولت أزقة وشوارع عدن الى مقلب نفايات كبير عانى منه سكان الأحياء الأمرين منذ بدأ عمال النظافة اضرابهم . قد نقبل من المحافظ عذره بخصوص هذه القضية وعن عدم رغبة المسئولين الخضوع للضغوط والابتزاز ولكن أين الحلول البديلة وهل لأجل هذا السبب علينا الرضى بهذا الحال المزري ؟! . سمعنا عن بعض المبادرات الشعبية وقيام بعض مدراء العموم مشكورين بالتصرف حيال هذه القضية ولكن يؤسفنا أن التعامل من قبل رأس الحكومة في عدن تعامل سلبي فلا هو أوجد حلاً ولا مجلسه الاستشاري قدم مخرجاً لهذه المشكلة .

كنا نظن أن أولى الأولويات لسيادة المحافظ حين تسلمه لمنصبه ستتجه الى موضوع الخدمات الأساسية ولكن كما ترون لم يحصل شيء يذكر في هذا الصدد .  بل زاد الطين بلة بتدشين مرحلة جديدة من التردي الأمني والبلطجة الرسمية وانتهاك حقوق الناس وذلك  بالبدء في حملات اعتقالات خارج القانون والقيام بحملة أمنية غاشمة ظالمة في المنصورة تسببت في مقتل أكثر من 10 أنفس معصومة لا يجوز قتلها بأي حال خارج نطاق القانون . تلاها مؤخراً في المعلا بلطجة لأشاوس الأمن المركزي في نهار رمضان طالت بيوت الآمنين , و تم ترويع النساء والأطفال واطلاق الأعيرة النارية على مكيفات المنازل واعتقال عشرات من المواطنين .

 نسمع كثيراً هذه الأيام عن دور لبقايا النظام ووجود قوى مؤثرة في الساحة في عدن لكن ما لانشك فيه قطعاً أن الحملة الأمنية على المنصورة والاعتقالات التي تطال المواطنين والمداهمات لمنازلهم هي مسئولية المحافظ أولاً        وأخيراً ولا يمكنه التنصل بتاتاً من مسئوليته تجاه كل ما يحصل مهما أوجد له مناصروه من أعذار ومبررات .

في الرواية أن عمر رضي الله عنه لما لقي المرأة التي تطبخ لأبنائها الماء لكي يناموا وهي لا تملك لهم شيئاً تطعمهم اياه أنها قالت لعمر وهي لا تعرفه :” والله بيننا وبين عمر ” فقال لها عمر : ” وما يدري عمر عنكم ؟”  فقالت كلمتها الشهيرة : ” يتولى امر المسلمين ولا يدري عنهم ؟! “

يا سيادة المحافظ الى متى تظن أن أبناء عدن سيصمتون عن هذا التخريب والتدمير لمدينة عدن والذي قد لايكون لك دور فيه أو لا ترضى عنه ولكنك في نهاية المطاف انت المسئول الأول عنه . لا أظن أنك توليت أمر المسلمين في عدن مغصوباً وبغير رضاك فإذا كنت لا تملك من امرك شيئاً ولا تستطيع حل أبسط المشاكل ولا تستطيع الإيفاء بوعودك المتكررة ولا تستطيع حماية أرواح أبناء عدن من بلطجة قوات الأمن التي يفترض أن تأتمر بأمرك , ولا تستطيع كف أوباش الأمن المركزي عن ترويع الناس وارهابهم في داخل بيوتهم فعلاما تقبل بالبقاء في مثل هكذا منصب يصبح سُبة وعار على صاحبه مهما حقق من مكاسب حزبية أو مادية تذكر .

لقد بتنا حائرين في هذه المحافظة ولا ندري من يديرها هل هو محافظ وطاقمه أم هناك قوى أخرى لكن ما نفهمه ونعتقده جازمين أن الناس ستقف مع من يتبنى قضاياهم ومشاكلهم ولن ترضى بالتخريب أياً كان مصدره فمصالح الناس وحاجياتهم خط أحمر يجب أن تُبعد عن القضايا السياسية والمكايدات الحزبية .