fbpx
المتخاذلون والمثبطون وأصحاب المصالح الضيقة

المتخاذلون والمثبطون وأصحاب المصالح الضيقة

ناصر الناصر

ما من شعب يقاوم ، أو ثورة تنطلق إلا ويوجد أمامها المتخاذلون والمثبطون للعزائم والهمم ، الذين يزرعون اليأس في قلوب الثوار على وجه الخصوص ، والشعب على وجه العموم .

ولا يمكن لأي ثورة أن تحقق النجاح والنصر إلا بالتضحية والبذل والفداء بالغالي والنفيس من اجل الخلاص من قيود المستعمر الغاشم (العلوج الحمر)، الذي دمر وافسد وعاث في الأرض فسادا ، مع استمراره في أطماعه وتوسيع نفوذه .

ولكن تلك النفوذ والأطماع في كثير من الأحيان يُكلف بتنفيذها ضعاف النفوس والمتخاذلون وأصحاب المصالح الضيقة سواء أكانوا من سكان الأرض المحتلة ، أو من الغزاة الطامعون في النهب والسلب والفيد .

وهنا يجب على عامة الشعب الجنوبي أن يتنبه لهذا الداء الخبيث ، والسرطان القاتل بنبذهم وفضح مخططاتهم المكشوفة  ، وان لا مكان لهم بين صفوف الثوار ، وان أمكان الثوار هي مشاعل الحرية والاستقلال ، ولبنات المستقبل المشرق .

ان الأعمال التي يقوم بها المتخاذلون والمثبطون وأصحاب المصالح الضيقة  لن تثنـي ثوارنا عن مواصلة كفاحهم المستميت ، ونضالهم الشريف المشروع للدفاع عن الأرض والعرض وطرد المستعمر الجاهل الغاشم ، وان شعب الجنوب العظيم سيتجاوز هذه العقبات التي يصادفها خلال مسيرته في طريق النصر والشهادة .

يا شباب الجنوب العظيم ، نقول لكم استمروا في كفاحكم وثورتكم ، وأن من يزرع في نفسكم الوهن والتشكيك لن يفلح ، وسوف يكون مصيره الخسران والندم ، وان شعب الجنوب قد وصل إلى درجة عالية من الوعي السياسي ، ولا يثنيكم وسوساتهم المتكررة بان دمائكم ستذهب هدراً ، وان لا فائدة من تحرير الأرض إذا فقد الإنسان نفسه ، نقول لكم إن هذه هي أساليب الشيطان ، وان من يزرع العبودية في نفس شعبه فانه قد انسلخ من كل القيم والأخلاق ، وان الثورة لن تنجح إلا بدماء ثوارنا الأبطال البواسل، فكونوا على الموعد ، والهمم عالية ، ولا تخيفكم خفافيش الظلام ، وخفافيش الدمار والعلوج الحمر فإنها أمام هاماتكم الشامخة كالاغزام ، ولا نامت أعين الجبناء ، والرحمة والخلود لشهدائنا الأبطال ، والله اكبر ، وعاشت الجنوب حرة أبية .