fbpx
قيادات يمنية موالية لصالح متورطة في تهريب الأسلحة لميليشيا الحوثي ودعمها بالأفراد
شارك الخبر
قيادات يمنية موالية لصالح متورطة في تهريب الأسلحة لميليشيا الحوثي ودعمها بالأفراد

جدة: سعيد الأبيض
كشف لـ«الشرق الأوسط»، مصدر يمني رفيع، تورط عدد من القيادات الحزبية اليمنية في تأجيج الحرب الدائرة الآن في كل من «عدن، وتعز»، من خلال تقديم الدعم اللوجستي والعسكري لميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، وذلك بهدف فك الحصار وإخراج الحوثيين من المناطق التي تصعب السيطرة عليها، مع إرسال الإمدادات للميليشيات لمساعدتها في مواجهة المقاومة الشعبية.

وقال المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: «إن قيادات بعينها رصدت، بواسطة عملية استخباراتية للمقاومين في عدن، وتعز، تقوم بجلب السلاح المتوسط والخفيف من المدن المجاورة، وتسليمه لشباب (كرش) مع صرف مبالغ مالية كبيرة تصل إلى 10 آلاف دولار، لكل عضو جديد ينتسب لهذه المجاميع».

وأضاف المصدر أن القيادات المتورطة تمكنت من جمع بعض الشباب الذي يعاني من ضائقة مالية ومشكلات في حياته الأسرية، وإغرائهم بالمال ودعم أسرته، ومن ثم تقوم على تدريبه لحمل السلاح وآلية التعامل مع الأسلحة المتوسطة ومنها (الكاتيوشا)، تمهيدا لإرسالها لمواقع النزاع العسكري، في محاولة لإيصال الدعم العسكري والإمدادات لجماعة الحوثيين، وإخراجهم من المناطق المحاصرين فيها.

ولفت المصدر إلى أنه يجري التعامل مع هذه القيادات ورصد تحركاتها، والتواصل مع جبهات المقاومة في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات القريبة منها للتعامل بشكل مباشر معها ووقف إيصال السلاح لهذه المجموعة، لافتا إلى أن اللجان الشعبية رصدت ثلاث شخصيات بارزة تمثل أحزابا كبرى في اليمن، وسيجري التعامل معها بحذر في الوقت الراهن لما تمثله من قوة على الأرض، فيما سيتم رفع أسمائها للسلطة الشرعية بعد انتهاء الحرب والسيطرة على المواقع التي يتمركز فيها الحوثيون.

وحول التأثير المباشر على المقاومة في حال إيصال الأسلحة للحوثيين، أكد المصدر أن وصول الأسلحة للحوثيين المحاصرين في المطار وخور مكسر خلال الأيام المقبلة، سيسهم في إطالة عمل المواجهة، خصوصا أن هذه الميليشيات بدأت تستنفد قوتها العسكرية على الأرض، وتعمد على إطلاق النار وبشكل عشوائي في محاولة يائسة لقلب الأوضاع الميدانية لصالحهم بقتل أكبر عدد من المدنيين.

وفي سياق متصل، نجحت المقاومة الشعبية في عدن بالتنسيق مع طيران التحالف، في تكبيد الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة في محيط جولة السفينة، وخور مكسر، في حين عمد الحوثيون إلى منع خروج المدنيين من منازلهم في عدد من الأحياء الواقعة بخور مكسر وإدخال الدبابات العسكرية التابعة للميليشيات لهذه الأحياء لحمايتها من الضربات الجوية لقوات التحالف التي كبدت الحوثيين وحليفهم صالح خسائر في الآليات والأسلحة الثقيلة.

من جهته، أكد أبو محمد العدني أحد أعضاء المقاومة الشعبية والمنسق الإعلامي لجبهات المقاومة: إن ميليشيات الحوثيين تقصف بشكل عشوائي عددا من المديريات الواقعة ضمن نطاق عدن، وهناك معارك دائرية بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثيين في «المعلا»، وتحديدا على الخط الخلفي للميناء، والصوامع، وتعمل المقاومة على تطهير هذه المواقع الحيوية التي تخدم سكان عدن، لافتا إلى وجود خلل فني في محطات توليد الطاقة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن عدن، والفرق الفنية تعمل جاهدة لإصلاح الخلل وإعادة التيار الكهربائي.

وفي تحول عسكري للميليشيات الحوثية بمنع المدنيين من الخروج من منازلهم، قال العدني إن هذه الاستراتيجية الجديدة تؤكد ضعف هذه الميليشيات، التي تلجأ للاحتماء بالمدنيين وإلزامهم بعدم مغادرة منازلهم ومن ثم تقوم بإدخال الدبابات والمدرعات العسكرية في هذه الأحياء لحمايتها من ضربات قوات التحالف، الأمر الذي تتعامل معه المقاومة بشكل دقيق في استدراج هذه الميليشيات وضربها بقذائف الهاون والكاتيوشا، مما سيدفعها للخروج من المناطق السكنية للدفاع عن هذه الهجمات.

واستطرد المنسق الإعلامي للمقاومة بأن المساجد وفي خطوة لتفعيل دور المقاومة قامت بدعوة أبناء عدن للانخراط مع المقاومة الشعبية في خطوة لدعم الشباب الموجود في محاور عدة خلال هذه الفترة التي تخوض فيها المقاومة معارك شرسة بأسلحة تقليدية مقارنة بما تمتلك الميليشيات الحوثية، التي تستهدف بها البنية التحتية للمدينة، فيما يعمل عدد من المتطوعين على توفير الاحتياجات اليومية.

واستهدف الحوثيون – بحسب المنسق الإعلامي – العقيد جلال محمد (44 عاما)، من ضباط الأمن السياسي، برصاصة في رقبته من قناص على أحد الأبنية تابع للحوثيين، فيما أسر العميد طه علوان، وعلي حسن الأغبري، من اللواء 17، مشاة باب المندب، في جبهة الصبيحة. في المقابل تمكنت المقاومة من أسر أكثر من 12 حوثيا أول من أمس يجري التعامل معهم، في حين ارتفع عدد الوفيات والإصابات بين الأطفال برصاص قناصة الميليشيات الحوثية لأكثر من 20 طفلا في الأيام الماضية، الذي معه وجه المنسق الإعلامي نداء استغاثة للمنظمات لتقديم المساعدة الطبية للمستشفيات في عدن التي تعاني نقصا حادا في المواد الأولية الإسعافية.

وقال العدني إن ميليشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح، شنت هجوما عنيفا على عدد من منازل القيادات في الأحزاب الوطنية الموالية للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، وشرعت في تفجير بيوت المقاومة الشعبية في وهط، كذلك تفجير منزل الدكتور عبد الله بامطرف محافظ لحج السابق، والدكتور محمد زين السقاف رئيس شورى إصلاح لحج.

وفي وصف للمعارك الدائرة، ذكر العدني أن المعارك في بعض المواقع هي معارك كرّ وفرّ، وشديدة في جميع الجبهات، واصفا معركة خور عميرة بالمواجهات الشرسة، ودامت لوقت طويل، واستطاعت المقاومة بعد ذلك السيطرة على المفرق من قبل قبائل عمران، بالتنسيق مع طيران التحالف الذي قصف مدرسة عمران التي حولت من قبل الحوثيين لثكنة عسكرية.

وعن الضربات الجوية لقوات التحالف، قال المنسق الإعلامي: «إن طيران التحالف أطلق ثلاثة صواريخ تستهدف نقطة الرباط على مدخل عدن، كما قام التحالف بضرب أحد مواقع تجمع الحوثيين بالقرب من ملعب 22 مايو (أيار)، وقصف الطيران، جولة الكراع بدار سعد ومنطقة جعولة بأربع طلعات لطيران عاصفة الحزم، التي كانت لها نتائج إيجابية في تكبد الميليشيات لخسائر كبيرة في العتاد، موضحا أن هناك تنسيقا خاصة في ضرب المدارة، التي قصفها التحالف، وتبعهته مواجهة عسكرية على الأرض من قبل المقاومة الشعبية.

الشرق الأوسط
أخبار ذات صله