مقالات للكاتب
بقلم / غسان الكلدي
يتباكى قادة وشيوخ وأحزاب وإعلاميي وسكان الشمال من قصف عاصفة الحزم لمعسكر فج عطان بصنعاء لتدمير الصواريخ البالستيه التي سيطر عليها الحوثيين والرئيس المخلوع صالح , وتسبب في أضرار بسيطة للمنازل المجاورة كخلع الشبابيك والأبواب نتيجة انفجارات المخازن المليئة بالصواريخ والذخائر . وتعالت أصواتهم بالصياح والنواح في وسائل الإعلام المحلية والدولية , ولتهويل الحدث صحيت ضمائرهم الميته والمغيبة على مدى 25 عاما من الدمار والقتل والعبث الذي طال الجنوب وشعبه بصناعة وتنفيذ أيادي شمالية .
من العام 1990م الذي وقعت فيه الوحدة المشئومة وحتى اليوم , خمسة وعشرون عاما من القتل المتعمد للكوادر الجنوبية وتدمير المدن والقرى الجنوبية بآلة الدمار الشمالية التي يتباكى المجرمون القتلة على تدميرها اليوم من قبل عاصفة الحزم . خمسة وعشرون عاما ونظام الشمال يرتكب المجازر الجماعية بحق شعب الجنوب , مجازر الاجتياح العسكري القبلي للجنوب في العام 1994م ومجزرة المعجلة بمحافظة أبين ومجزرة سناح في الضالع والمجازر اليومية في العاصمة عدن .
خمسة وعشرون عاما من الظلم والاضطهاد والنهب والسلب والاعتقالات والمطاردة والتشريد لشعب الجنوب الأعزل ولم نرى أو نسمع أي صوت شمالي يدين أو يستنكر , عشرون مليون شمالي ماتت ضمائرهم وضاعت نخوتهم أمام مشاهد اغتيال النساء الجنوبيات في غرف نومهن واغتيال الأطفال على أبواب منازلهم وفي باحات مدارسهم برصاص قوات نظام صنعاء الهمجي . يتباكون ونسو بكاء الأرامل والثكالى والأيتام والمقهورين في الجنوب .
لقد شاءت عدالة الله جل شأنه إن ترسل إلينا ملك العدل والإنسانية الملك سلمان حفظه الله لينصف المظلوم من الظالم , وليعيد الأمل والابتسامة الى كل جنوبي اكتوى بنيران قوات نظام صنعاء الأمنية والعسكرية .