fbpx
خروج هادي إلى عدن ضربة معلم و السيناريوهات المفتوحة

أعاد الرئيس هادي للعقل الجنوبي مكانته علي المستوي السياسي أنها ضربة معلم وامام  الرئيس ثلاثة سيناريوهات من وجهة نظري السيناريو الأول -تبني القضية الجنوبية ليصبح زعيمها وقائدها

برغم تقولات الكثيرين عليه من الجنوبيين فهو اثناء   مدة رئاسته خدم القضية الجنوبية أكثر من القادة الجنوبيين السابقين وعليه الآن أمام التركيز الإعلامي علي خبر خروجه من صنعاء إلى  بلده عدن والجنوب ان يوجه عدة رسائل إلى  الداخل والإقليم والدولي

١- إلى  الداخل

إلى  اليمنيين وقواه السياسية والمجتمعية انه حاول بقدر الإمكان العمل على محاولة الحفاظ على  الوحدة التي كان للجنوبيين المبادرة بإطلاقها عبر خيار النظام الفيدرالي  للتأسيس  للدولة المدنية وسيادة القانون ولكن اتضح له وامام الشعب إلى مني ان هذا المشروع قد تم إفشاله من قبل القوي التقليدية والعسكرية والدينية المتطرفة التي القوي المدنية المقابلة في الشمال بسبب ضعفها ونواتها المبتدئة لن تتمكن في وقت قريب التغلب علي تلك القوي المتحالفة  والشعب إلى مني في اغلبه الذي وضع في حالة من الأمية المتعمدة يتجاوب مع تلك القوى   المتخلفة ضد مصلحته وعليه يري ان وجود دولة جنوبية قوية علي حدوده ستساعده في المستقبل في تحقيق تطلعات الشعب إلى مني الذي لا تستطيع غالبية الأحزاب اليمنية الكبرى  مساعدته كما أظهرت الأزمة الأخيرة استعدادهم في المناورة والبحث على  مكاسب لأحزابهم ولو كان ذلك على  حساب المصلحة الوطنية لليمن.

 

٢- إلى   القوى الإقليمية

عليكم دعم تطلع شعب الجنوب في استعادة دولته بحكم موقعه الاستراتيجي ومساحته وثروته ووجود جالية جنوبية كبيرة في أراضي دول مجلس التعاون الخليجي التي أظهرت طيلة وجودها في الخليج احترامها للدول وأنظمتها السياسية المتواجدة فيها وستكون همزة الدعم. والتكامل مع الدول الخليجية وليست ضدها استعداد الجنوب في مواجهة القاعدة والدواعش قبل ان تتطور وتنمو في الجنوب وتشكل خطرا على  الخليج بحكم إيمان الجنوبيين بالمفهوم الوسطية للدين الإسلامي والذي لم يشهد طيلة تاريخه انه كان مصدر أو موطنا لجماعات التطرف الديني كما هو الحال في الشمال .

المخاوف المشروعة عند بعض الدول مثل المملكة والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان من إمكان منافسة ميناء عدن ومنطقته الحرة لجدة ودبي ومسقط يمكن معالجة ذلك عبر مشاريع متكاملة بين الأطراف الثلاثة ولدينا تجارب دول الاتحاد الأوروبي كنموذج يمكن الاقتداء به

 

٣- إلى  القوي الدولية

——————

تأمين الملاحة الدولية من خلال سيطرة الجنوب علي المواقع الإستراتيجية الهامة من باب المندب وخليج عدن وبحر العرب وإطلالها علي المحيط الهندي العمل بجدية وفعالية في محاربة الإرهاب والحيلولة دون انتشار داعش إلى  هذه المنطقة واستئصال القاعدة بالتعاون مع القوي الكبرى الدولية التي تحارب الإرهاب على مستوي العالم التخلي عن ازدواجية المعايير عند الغرب من تأييد حق الشعوب في تقرير مصيرها ودعمها لاستقلال أوروبا الشرقية وفي مناطق أخرى من العالم في الوقت الذي تتحفظ على ممارسة هذه الحقوق نفسها لشعب الجنوب .

أظهرت الأحداث الأخيرة في اليمن اثناء إعداد مخرجات الحوار الوطني وبعد الانتهاء منه ان اليمن ليس جاهزا لتقبل الدولة المدنية وسيادة القانون و ببناء التجربة في الجنوب الذي بحكم الاستعمار البريطاني قد عمل بنجاح على إقامة الدولة المدنية وإعطائه الفرصة الآن بتكرار التجربة سيخلق نموذجا لليمن والقوي المدنية فيه إلى  السعي بالاقتداء بالنموذج لتحقيقه في بلدهم في المستقبل و أهمية النماذج  كبيرة للشعوب كلها

 

السيناريو الثاني – استقلال الشرعية الدستورية في العمل علي تنفيذ مخرجات الحوار

– تجميع المناطق التي اعترضت علي انقلاب الحوثيين تحت قيادته كرئيس شرعي منتخب من قبل الشعب ومعترف به من المجتمع الدولي والإقليم

– العمل وفق المبادرة الخليجية والقرارات الأممية وإلغاء اتفاق السلم والشراكة الذي يقيد صلاحياته وفق الدستور

 

السيناريو الثالث – الحل بين السيناريو الأول والثاني

– التأكد من قدرة النخب السياسية في التلون وتغيير مواقفها حسب مصالحها الآنية الأنانية بغض النظر عن مصالح إلى من نفسه

– التنبه ان الدعوة إلى  التدخل الخارجي سلاح ذو حدين فإذا تدخلت قوي خليجية في إلى من سيؤدي إلى تدخل مفتوح أيضاً من قبل إيران لدعم الحوثيين وإذا كان تدخل دولي وليس إقليمي قد يكون شرا اقل ومع ذلك سيخلق وضعا خطيرا في المنطقة ويدخلنا في صراعات خطيرة

– السيد الرئيس ادري بمعرفته كعسكري وسياسي انه إذا أراد استغلال الفرصة من اجل استقلال الجنوب قد يواجه في التوقيت الحالي  إلى  تناسي الشمال لخلافاتهم وتجمعهم للحفاظ علي الجنوب ليس حبا في الوحدة وإنما من اجل الحفاظ على ثروة الجنوب وموقعه الاستراتيجي التي تهم العالم

ولكن إذا تبني استقلال الجنوب فهو الأفضل في كيفية تعبئة القوي العسكرية والأمنية الجنوبية في مواجهة الوضع ومعرفته بعناصر القوة والضعف لدي الجيش اليمني لمواجهته

إذن حساسية الوضع قد تجعل الرئيس إما الشروع في إعلان استعادة الجنوب لدولته أو تأجيل هذا الأمر لفرصة أخرى وفق موازين القوي و وتهيئة ظروف إقليمية ودولية أكثر مناسبة لتقبل استقلال الجنوب الرئيس وحده هو الذي يستطيع.

تقييم ذلك حاليا في حالة اختياره السيناريو الثاني عليه هذه المرة اتخاذ القرارات المناسبة دون تردد من اجل زرع الكفاءات الجنوبية في جميع مفاصل الدولة.

 

الخلاصة

أنها لحظة تاريخية ومنعطف خطير أمام الرئيس هادي في دراسة الخيارات المختلفة بدقة وبصيرة والله المعين لشعب الجنوب والمنطقة