fbpx
كل رجمه على (الحراك)

أثبتت الأحداث وأكدت الشواهد وبرهنت سنوات النضال الجنوبي الطويل والمرير أخلاقيات الثورة الجنوبية التي تقودها قوى ومكونات الحراك السلمي الجنوبي ورقي سلوكيات الثوار الأحرار من قادة ونشطاء وأنصار الحراك في كل أمكنة وأزمنة الثورة وترفعهم عن صغائر الأمور وتفاهات الأشياء من فتات الدنيا الزائلة على الرغم من وقوع معظم بل ربما كل المنضويين تحت لواء الحراك الجنوبي  تحت خط الفقر .

عرف (بضم حرف العين )الحراك الجنوبي بكافة المنتمين له أنه الأكثر حرصا على الأمن والسلم الاجتماعيين والاشد تمسكا بسلمية فعالياته وأنشطته الثورية وأنه عمل منذ ولادته على تجنب المواجهات المباشرة مع خصمه الذي دأب على استخدام القوة المفرطة ضد شباب الجنوب الحراكيون في شوارع وساحات وميادين الجنوب اسفر ذلك دون شك عن استشهاد اكثر من ثلاثة الف مواطن جنوبي من مختلف الاجناس والاعمار وجرح نحو عشرة الف مواطن واسر واعتقال المئات وتشريد العشرات ومع ذلك نأت قوى الحراك بنفسها عن الانزلاق في موجة العنف عبر الرد بنفس الوسائل التي استخدمت ضدها كما أنها تجنبت التعرض لمواطني الشمال المتواجدين في مناطق الجنوب وما كثرهم برغم ثبوت ضلوع الكثير منهم في التعاون مع قوى القمع المتمثلة في الأجهزة الأمنية والعسكرية وتغريرها ضد الجنوبيين بل والمرشدين لقوى الأمن الى منازل وأماكن تواجد قادة الحراك ونشطائه مما أفضى إلى اعتقالهم وتعذيبهم والتنكيل بهم.

كل تلك الفترة والحراك برغم مما ذكرته ضل متمسكا بأخلاقياته وسمو ورقي نهجه وسلامة تعامله ولن يحيد عنها قيد انملة حتى وهو يعيش اسوى أيامه وأصعب لحظاته ضل هكذا وشبابه يسبحون في بحيرات من الدماء وصدى أنين الجرحى من انصاره يصل إلى السماء ونحيب أمهات وارامل شهدائه تتجاوز كل المعابر وتتخطى كافة الحدود .

واليوم وفي هكذا ظروف وفرصة سانحة لتتويج نضال الجنوبيين الطويل والشاق نشاهد من يأت ويفعل ما يحلو له من أعمال مسيئة جدا ليس للحراك وقادته ونشطائه وانصاره بل للجنوب عامة وأعرافه وتقاليده الأصيلة صله بها لا من بعيد ولا من قريب.

اليوم نشاهد من يقطع الطريق ويسرق وينهب ويبتز ويجبي باسم الجنوب والحراك بالذات يفعل ذلك فيما يحمل علم الجنوب على كتفيه أو على سيارته أو برميله الموضوع خصيصا لغرض ليس للحراك واهدافه ناقه ولا جمل فيه.

اليوم نسمع وتقرا عن أعمال تقطع وخطف وسلب ونهب يقوم بها مجهولين ضد مواطنون آخرين بما فيهم جنوبيين عادة ما يكون مسارحها الطرقات العامة الطويلة فسرعان ما يسارع الكثيرين إلى تحديد هوية الفاعلين بأنهم عناصر من الحراك والصاق التهمة بالحراك البري منها براءة الذئب من دم أبن يعقوب .

خلاصة القول أنني أشاهد اليوم كما يشاهد غيري حمى السباق على تشكيل اللجان الشعبية وتموضع العشرات منهم وسط شوارع وتقاطعات شوارع مدن الجنوب مستحدثون نقاط تفتيش لا داعي لتواجد معظمها في قلب هذه المدينة أو تلك في عمل أقل ما يقال عنه عمل فوضوي عشوائي تشعر وكأنه بدون قيادة أو خطة عملية مسبقه ومبعث خوفي ليس من تلك النقاط بقدر ما هو من أي أعمال ترتكبها بعض ولم اقول كل تلك النقاط ومن ثم تلصق تهمة ارتكابها للحراك الجنوبي السلمي لأننا تعودنا في هذه البلاد بحسب المثل الشعبي الشهير أن (كل رجمه على ابليس ) .