fbpx
مستقبل مشرق بدون ماضي مؤلم

مستقبل مشرق بدون ماضي مؤلم

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com 

ينزعج البعض من التذكير بالماضي ويعتبر الحديث فيه   من المنغصات التي ينبغي عدم تناولها بحال من الأحوال إلا إذا تناولته بشكل ايجابي وقلبت الحقائق رأسا على عقب ولن يكون هكذا إلا إذا قلت للمسيء أحسنت وان أساء وبالغ في الاسآءه. .

  

فالماضي القريب لم تتجاوز مدته نصف قرن ونحن نعيش آثاره حتى هذه اللحظة فهو مازال يلقي بظلاله علينا شئنا أم أبينا فلو كان ذالك الماضي جميل لما عشنا هذا السوء في هذا الحاضر البئيس.

 والمشكلة الكبرى إن نعطي انطباعا  أننا نعيش لحظات الحنين للماضي القريب نظير سوء الحاضر الذي نعيشه وكأننا افتقدنا الأندلس أو عدل الخليفة عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه .أو ضاع من بين أيدينا مهاتير محمد الذي نقل ماليزيا من العشش ومساكن الصفيح لتصبح إحدى النمور الآسيوية أو السيد رجب طيب اردوقان احد تلاميذ مدرسة الإخوان المسلمين العالميه الذي أعاد لتركيا قيمتها وهيبتها بعد أن مرّغها فروخ العلمانية في الذل والدونية قرابة قرن من الزمان.

 

كل ما في الأمر أيها الأفاضل والفاضلات إننا نعيش زمنا في غاية السوء والتردي في كافة مجالات الحياة فظن العالقون في الماضي إن زمنهم كان أفضل وأنهم كانوا هم الأصح .

 

وغيرهم الخطأ وبالتالي يعطيهم هذا الوهم الحق لصناعة الأحداث وصناعة المستقبل بإعادة إنتاج الماضي فكرا وسلوكا مع اضافة بعض الرتوش الضرورية للتعايش مع عصر الموضة كربطة العنق والبدلات المودرن بدلا من تلك السفاري  التي كان يلبسها الرفيق( ماوتسي تونغ).

 

و(شوان لاي) أو (فيدل كاسترو) وغيرهم . فنحن في زمن العم( اوباما ) سيد العالم وسيد النظام العالمي الجديد والكل يخطب وده والكل عنده استعداد لتغيير جلده وتنفيذ الأوامر حرفيا وعن ظهر قلب منتهى البراعة في التبعية .

 

وإلا فبالله عليكم من فشل في الماضي وضاع في الحاضر هل سيجيد صناعة المستقبل ؟

إن لم ندرك هذه الحقيقة فأننا لأفرق بيننا وبين من اتبع ذلك الشيخ الذي يسوق القبيلة خلفه أين ما سار أو اتجه .

فالماضي كما هو معلوم فرض بالحديد والنار والسحل والإرهاب الفكري والحسي وبطوق من الزنازين والستار الحديدي وبما سمي امن الدولة الذي كان يحصي الأنفاس وتحكم فيه من أتى على ناقة العشيرة أو دبابة أجيره .

 

 

وبالتالي لن نصل إلى  المستقبل بفكر الماضي وأدواته   بحال من الأحوال ولن نصل كذلك بصنائع مستنقعات الحاضر الآسنة التي طفت وطغت  في أحضان الفساد والمفسدين الذين أتوا على دبابات 7 يوليو وعلى ثقافة الغنيمة والفيد .

المستقبل سيصنعه جيل جديد وبفكر جديد بعيدا عن عقد الماضي والحاضر .

فتذكيرنا بالماضي وآلامه مهم جدا حتى لا نسحبه معنا من غير وعي إلى المستقبل وكذلك  لنأخذ منه الدروس والعبر

كما قال الحق سبحانه وتعالى ( لقد كان لكم في قصصهم عبرة)

وإلا فهم(تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت )

وأعيد واكرر للجميع إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .

خاتمة :

للشاعر احمد مطر

قلت : للحاكم هل أنت الذي أنجبتنا ؟

قال : لا لست انأ .

قلت : هل صيرك الله إلها فوقنا ؟

قال : حاشا ربنا .

قلت : هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا ؟

قال : كلأ.

قلت : هل كان لنا عشرة أوطان

وفيها وطن مستعمل زاد على حاجتنا

فوهبنا لك هذا الوطنا؟

قال : لم يحدث ولا أظن هذا ممكنا.

قلت:  هل أقرضتنا شيئا

على أن تخسف الأرض بنا

إن لم نسدد ديننا ؟

قال : كلا

قلت : ما دمت إذا لست إلها

أو أبا

أو حاكما منتخبنا

أو مالكا

أو دائنا

فلماذا لم تزل ، يا ابن الكذا تركبنا ؟

*خاص عدن الغد عن صحيفة “عدن الغد” الورقية