هدد المئات من أنصار “الحراك الجنوبي”، الذي يقود الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ سنوات، بالزحف نحو مدينة عدن الساحلية، كبرى مدن الجنوب، والتي تشهد مواجهات متقطعة بين الشرطة المحلية ومسلحين انفصاليين منذ منتصف الشهر الجاري.
وتظاهر آلاف من أنصار “الحراك الجنوبي”، الذي يضم فصائل سياسية ومسلحة متعددة، أمس الأربعاء، في عدد من مدن الجنوب، للتنديد بما وصفوه “عدوان” قوات الأمن في عدن على سكان حي “المنصورة”، وسط عدن، الذي يشهد اشتباكات مسلحة منذ أن استعادت السلطات اليمنية، في 15 يونيو الحالي، السيطرة عليه، بعد أكثر من عام من خضوعه لسيطرة المسلحين الانفصاليين.
إلا أنه ومنذ تنحي الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح (شمالي) عن السلطة، نهاية فبراير الماضي، بعد عام من موجة احتجاجات مناهضة له، بات “الجنوبيون” يسيطرون على أهم المناصب الحكومية في هذا البلد، وهي رئاسة الدولة، ورئاسة الحكومة، ووزارة الدفاع
من جانب آخر بحث رئيس الوزراء اليمني، محمد سالم باسندوة، أمس الأربعاء في صنعاء، مع سفير الاتحاد الأوروبي، ميكليه سيرفونيه دورسو، الترتيبات الجارية لتهيئة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، في موعد أقصاه مارس القادم. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، أن اللقاء بحث خصوصا مسألة “مشاركة الشباب” في مؤتمر الحوار الوطني، الذي نص عليه اتفاق “المبادرة الخليجية”، لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ يناير 2011، على وقع احتجاجات مطالبة بالتغيير.
وفيما أكد باسندوة حرص حكومته الانتقالية على “التحضير الجيد” لمؤتمر الحوار الوطني، جدد السفير الأوروبي استعداد الاتحاد “لتقديم كافة أوجه الدعم اللازمة ومساعدة اليمن في مختلف المجالات لاجتياز الظروف الراهنة”. وكان الحوار التمهيدي بين لجنة الحوار الوطني، وممثلين عن الشباب، تعثر، الأسبوع الماضي، إثر نشوب خلافات حادة، تطورت إلى اشتباك بالأيدي، بين شباب معارضين وآخرين مؤيدي للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح.
ودعت وزيرة حقوق الإنسان، حورية مشهور، التي ترأس لجنة حكومية خاصة مكلفة بالحوار مع التكتلات الشبابية المعارضة لصالح، أمس الأربعاء، “الشباب” إلى “عدم إهدار الكثير من الوقت في الحديث عن التمثيل والمحاصصة في التمثيل”، وطالبتهم بضرورة “ترتيب الأولويات للوصول إلى حوار وطني جاد ومسؤول”.