هناك الكثيرين واضعين ايديهم على قلوبهم خوفا من حربا قد تندلع بين البلدين المسلمين ” تركيا وسوريا ” فبعد اسقاط الطائرة التركية على ايدي القوات السورية في المياه الاقليمية بحسب تركيا وحيث سوريا تقول انها دخلت مياهها الاقليمية .
هنا لا يزال الرد التركي يبدوا معدلا فقد كان تصريح لأروغان ان بلادة لن تتحمل بعد اليوم أي تهديد أمني من قبل سوريا على حدودها , معتبرا ان اسقاط الطائرة من قبل القوات السورية يوم الجمعة الماضي، جرى فوق المياه الدولية وعن عمد .
سوريا تقول انها لم تعلم ان الطائرة تركيا ,,, داود اوغلوا يرد بالقول إن الطائرة كانت تحمل علامة واضحة على أنها تركية، مضيفًا أنه لا يوافق على البيان السوري بأن دمشق لم تكن تعلم أن الطائرة تركية..
الكثير من المراقبين يرون ان حادثة اسقاط الطائرة تضع البلدين على بوابة تصعيد عسكري، لم يسبق للبلدين أن دخلا في حدوده منذ الأزمة الساخنة في التسعينات، يوم هدد الأتراك باجتياح الأراضي السورية وصولا إلى دمشق نتيجة علاقة دمشق مع مسلحي حزب العمال الكردستاني ..
تركيا سوف تعتبر اسقاط طائرة حربية تابعة لها انتهاكا لها وانتقاصا لها ولهذا فهي قد دعت لعقد اجتماع عاجل مع دول الحلف الاطلسي سيتم الثلاثاء في بروكسل. وتركيا عضوا فاعل ومؤثر في هذا التحالف ,, وهنا يطرح سؤال هل تركيا تدعوا وتحث الناتو لتدخل العسكري للخلاص من نظام الاسد الذي اصبحت تجاهر بعداءة صباح ومساء ..
وبعد انتهى اجتماع الناتو بالأمس فقد سلطت كبريات الصحف الغربية الضوء على هذا الاجتماع حيث ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في عددها اليوم الاربعاء ” ان تركيا زادت من تصعيدها ضد سوريا .. واضافت الصحيفة بالقول إن مسألة نشر تركيا أسلحة ثقيلة على حدودها مع سوريا يعد بمثابة إشارة واضحة على أن الأولى تستعد لأى هجوم مما يصعد حالة التوتر بين البلدين.
الكثير من الخبراء العسكريين تحدثوا الى ان قوة تركيا العسكرية تفوق القوة العسكرية لسوريا … وتحدثوا الى ان تركيا ربما ارادة من هذا العملية عملية استخبارية، لجمع المزيد من المعلومات والصور عن اماكن انتشار وتموضع الجيش السوري واسلحته الصاروخية ودفاعاته الجوية…والثانية، مهمة استفزازية لاختبار منظومة المقاومات الأرضية السورية..
لا تزال الأجوى المحيطة بالشرق الاوسط تحيط بها الضبابية والغموض .. من يتابع الصحف الغربية والاسرائيلية سيجد الى ان هناك مديح لشخص اردوغان حولتها الى بطل قومي بعد كالت علية الاساءات قبل اشهر تلك الصحف تحاول من خلال موادها التهويل من خطر الانتهاكات السورية ومن احتمالات بصورة اسوى ربما تصل الى العمق التركي ..
انا شخصيا لا استبعد من ان تكون هناك صفقة بين تركيا ودول الاتحاد الاوروبي ,, الصفقة ان تقوم تركيا بهجمة عسكرية على نظام الاسد مع توفير الشرعية الدولية لهذا الهجوم ” صك دولي ” ,, مقابل التعجيل بضم تركيا للاتحاد الاوربي الذي طالما بقيت تركيا تطالب به من العام .. خاصة وان فرنسا ساركوزي الذي كان يعارض انضمام تركيا للاتحاد قد اصبح خارج اللعبة واتى الاشتراكي هولاند ..
ختاما أي حرب قادمة بين تركيا وسوريا .. فان المنطقة سوف تشتعل عن بكرة ابيها وستصل نيران هذا الحرب الى جميع البلدان .. فهناك حزب الله اللبناني وحماس واسرائيل .. وهناك ايران المرتبطة باتفاقية دفاع مشترك مع سوريا وهناك سوريا التي ارسلت اساطيلها الى الى ميناء طرطوس السوري .. وهناك الخلايا الكردية وحزب العمال الكردي المنتشر في كل من سوريا ايران العراق وتركيا .. اذا اندلعت الحرب تلك فانها لن تقوم لنا قائمة بعدها لا عرب ولا مسلمين .. فدعواتكم ان لا نجد هناك حربا بين الدولتين الشقيتين ..
ونحن هنا في الجنوب فان ان تلك الحرب في حالة تم اندلاعها فانها لابد ان تؤثر علينا وعلى وضع قضيتنا على مدى البعيد والقريب ..
