fbpx
كلمات وداع للمكلا التي عشقتها.. بقلم: فتاح المحرمي
شارك الخبر
كلمات وداع للمكلا التي عشقتها.. بقلم: فتاح المحرمي

كان الوقت حينها منتصف النهار والشمس في كبد السماء ترسل اشعتها العمودية على رأسي وقدماي ثابته وكأنها عالقة في طين وانا واقفا في منتصف رصيف خور المكلا حاضرت حضرموت.

اما عيناي فقد كانت تسابق الدقائق من اجل التقاط  كم كبير من مناظر المكلا وخورها الراقي بأجواء باريسية ونظافته ومناظره الخلابة ونسمات عليلة.

اما خيالي فقد غاص في اصالة وعلم وادارة وحضارة الحضارم الضاربة في اعماق التاريخ

في الوقت الذي كنت اشتم نسمات الخور العليلة وعطر وبخور الحضارم الذي يتجذر في نفسوهم الطيبة الباسمة الكريمة

اذناي كانت في حالة انتباه تصطاد إي صوت حضرمي بجوارنا وتقلق السمع حين ينادي احد رفقاء الرحلة بأن نسرع لكي نسافر صوب العاصمة عدن.

 

نسيت اذكركم انني وقبل هذا الموقف قد ارتشفت كاس شأي حليب حضرمي على ضفاف خور المكلا.

وهو ما ساعد خيالي على اعادة نسج مواقف يومي اقامتنا في المكلا

ومن هذه المواقف جلستنا فجر يوم ذكرى الهبة مع مجموعة من شباب المكلا ورغم ان صديقي هو فقط من كان له معرفه بهؤلاء الشباب الا ان استقبالهم لي ولصديقي وليد بدأ فيه وكان معرفتنا ازليه تبادلنا الحديث مع الشباب على ضفاف الخور ونحن نرتشف الشاء الحضرمي وكانت اجواء لا تنوصف اجواء حلوة بحلاوة حضرموت واهلها وحلاوة منطق اللهجة الحضرمية التي تطرب السامع..

(فقلت في نفسي ان اجتمع شباب الجنوب بهذه الروح فسوف يكون لهم شأن بأذن الله).

ومساء يوم الهبة عدنا لضفاف الخور واذا بصوت احد الاباء ينادي باسم صديقي اقتربنا فاذا بأربعة اباء يجتمعون حول طاولة واحدة والبسمة على وجوههم ولحظة وصولنا عندهم وهم يفترشون (سلقة) تركوا من ايديهم حجار الدمنة وتعانقنا وافسحوا لنا اماكنهم وتسابقوا على جلب الشاي لنا

وطابت الجلسة وتبادلنا اطراف الحديث ليطل علينا حاج رزين وحكيم في نطقه ومنطقة واخذ يسرد علينا من حكايات الزمن الجميل التي تجعل الفرد يغادر للزمن الماضي البسيط الجميل بطيب اهله وعفويتهم..

(وقلت في نفسي ماذا ان اجتمع ابائنا في الجنوب مع الشباب حول طاولة مثل هذه الطاولة واستمعوا للحكماء منهم اكيد سوف يصنعوا مجدا)

 

اعتذر للجميع على الاطالة..

فأصدقائي زعلوا وهم ينتظروني في الباص..

 

المهم هذا الموقف حرك احاسيسي ومشاعري واشغل حواسي.

انتزعت ارجلي انتزاعا وعلى رصيف خور المكلا ذرفت ادمعي وزدت من استنشاق نسمات الخور وعطر الحضارم واكثرت من التقاط المشاهد بعدستي عيناي

وقررت العودة إلى عدن

نعم ركبت الباص مع الرفقاء

ورغم انني ابقيت روحي معلقة في رحابها وقلبي غرسته في وسط خورها ووزعت نظراتي على مناظرها  وتركت انفاسي حبيسه اجوائها وعطرها

الا انني فارقتها على امل العودة إليها قريبا وقد اشرقت شمس الحرية.

انه الفراق صعب

غادرنا ولسان حالي يقول بعد المكلا شاق.

أخبار ذات صله