يافع نيوز – نقلا عن رويترز :
نشرت وكالة رويترز، رؤية محرريها وكبار مراسليها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وتنبؤاتهم بالوضع في العام القادم 2015م .
واكدت الرؤية بالنسبة لليمن، انه يواجه خطر التفكك نتيجة للحرب الاهلية.
واستولى المتمردون الحوثيون الشيعة الذين يزعم انهم مدعومون من ايران على العاصمة صنعاء. وأصبح البلد ميدان معركة آخر بين المتنافسين الاقليميين ايران والسعودية التي كان لها في السابق اليد العليا في اليمن وكانت تمول الحركات السنية السلفية لمواجهة الحوثيين.
” يافع نيوز ” يعيد نشر رؤية رويترز :
رؤية محرري رويترز وكبار مراسليها للوضع السياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال العام القادم. الآراء الواردة تعبر عن وجهات نظرهم.
1) أفريقيا
بالرغم من كل التوقعات المتشائمة والكئيبة بشأن الأوضاع السياسية وأسعار السلع الأولية ستسجل اقتصادات معظم الدول الأفريقية نموا قويا نسبته خمسة بالمئة أو أكثر في العام القادم وهي توقعات تسيل لعاب المستثمرين الذين يفكرون في الركود في أوروبا وتباطوء النمو في الأسواق الناشئة في آسيا.
وستتواصل عمليات الاندماج والاستحواذ من شركات جنوب أفريقيا بلا هوادة حيث تتنافس جميع الشركات من يونيليفر إلى ساب ووول ومارت لأن تحصل على حصة من الطبقات الوسطى الأفريقية المتزايدة.
وفيما يتعلق بالديون مرت عشر سنوات على قمة مجموعة الثماني في جلين إيجلز في اسكتلندا عندما اقنع بوب جلدوف وتوني بلير الدول الغربية بإسقاط مليارات الدولارات من الديون السيادية للدول الأفريقية.
ويعزى الفضل إلى إسقاط الديون باعتباره أحد العوامل التي أدت إلى طفرة النمو في “أفريقيا الصاعدة” التي تلت ذلك لكن منذ ذلك الحين زاد عبء الدين المحلي والديون الخارجية الرخيصة على كاهل الكثير من الحكومات وكان ذلك أحد النتائج غير المقصودة المترتبة على سياسات التيسير الكمي التي اتبعتها الولايات المتحدة.
وسيبدأ كثير من الدول الأفريقية يشعر بوطأة انخفاض أسعار السلع الأولية وركود النمو والضغوط على العملات الوطنية.
وفي الوقت نفسه كان ينظر إلى الكثير من الأنحاء الأبعد في أفريقيا على أنها الحد الأخير للشركات والأفراد الذين يبحثون عن الثروات المعدنية والطاقة.
وماذا سيحدث لكل هذه المشروعات والناس والشركات الذين كانوا يتطلعون إلى جني الملايين منها مع انخفاض أسعار السلع الأولية في الوقت الحالي؟
الزعماء
أثارت الانتفاضة الشعبية الناجحة على بليز كومباوري رئيس بوركينا فاسو قلق الحكام الأقدم عهدا في أفريقيا إذ يخوض كثير منهم انتخابات في عام 2015 أو يواجهون تحديات جسيمة في مساعيهم لتعديل الدساتير من أجل تمديد فترة بقائهم في القصور الرئاسية.
وتتزايد الاحتجاجات في توجو قبل الانتخابات المزمع أن تجرى في مارس آذار حيث يسعى فوريه جناسينجبي اياديما الذي خلف والده كرئيس للبلاد لفترة رئاسية أخرى بينما تلوح نذر مواجهات مماثلة في جمهورية الكونجو الديمقراطية وفي جمهورية الكونجو.
وبالحديث عن القدامى فإن روبرت موجابي رئيس زيمبابوي سيدخل عامه الخامس والثلاثين في السلطة وعامه الثاني والتسعين من العمر.
ومع تعيين خلف واضح له في الآونة الأخيرة فإن كل الأنظار تتوجه إلى ما ستكون عليه زيمبابوي بعد موجابي وما إذا كان استسلام المحارب القديم المخضرم للموت سيكون إيذانا بانفجار داخل الحزب الحاكم – وهو حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية.
نيجيريا
ستجرى انتخابات في نيجيريا صاحبة أكبر اقتصاد وأكبر منتج للنفط في أفريقيا وأكبر بلدان القارة سكانا في منتصف فبراير شباط القادم في ظل تمرد مسلح لإسلاميين متشددين في شمال شرق البلاد يجعل من المستحيل إجراء انتخابات تتمتع بأي قدر من المصداقية هناك.
وينبئ انهيار أسعار النفط والحالة الباهتة للاقتصاد بعد أن قضى الرئيس جودلاك جوناثان أربعة أعوام في السلطة أن الانتخابات ستكون سباقا متقارب النتائج.
الإيبولا
سيواصل فيروس الإيبولا انتشاره في غرب أفريقيا مع نوبات تفش متقطعة للوباء في البلدان القريبة من سيراليون وليبيريا وغينيا وربما تظهر حالات في مناطق أبعد. لكن السلطات أكثر تفهما للمخاطر والحاجة إلى تتبع من خالطوا المرضى الأمر الذي يشير إلى أنه سيتم احتواء تفشي المرض قبل أن يزداد حجم الخسائر البشرية والاقتصادية.
وفي الوقت نفسه سيغير التطوير السريع للأمصال والعقاقير التجريبية اتجاه الأحداث في الدول الأكثر تضررا إلا أن ذلك لن يحدث إلا بعد أن يكون مرض الإيبولا قد مزق النسيج الاجتماعي والاقتصادي الضعيف بالفعل في هذا الجزء من أفريقيا.
إثيوبيا
أتمت إثيوبيا ثاني أكبر دولة أفريقية سكانا بعد نيجيريا للتو طرح أول سندات دولية لها بقيمة مليار دولار. وبعد خمس سنوات من النمو الملحوظ هل سينطلق هذا المارد النائم في شرق أفريقيا هذا العام؟ ذلك ما سيتعين علينا أن نراقبه.
الأمن
ستستمر حركة الشباب وبوكو حرام في الاستحواذ على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام عندما يتعلق الأمر بالفظائع التي يقترفانها بينما تقوى شوكة جماعات أصغر من المحتمل أنها تستلهم نهج الجماعتين الصومالية والنيجيرية و/ أو الدولة الإسلامية من شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية إلى زانزيبار والسنغال.
الشرق الأوسط
استطاع تنظيم الدولة الإسلامية أن يوحد القوى السنية العربية وإيران والعراق والولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين ضده. ومع أنه ظهرت علامات على أنه يجري احتواؤه فإنه يعزز على ما يبدو قبضته على الأراضي التي يسيطر عليها في شرق سوريا وغرب العراق.
ويفتح التنظيم جبهات جديدة على ما يبدو في شبه جزيرة سيناء وفي ليبيا وربما في اليمن في حين أنه لا يزال قادرا على التوغل في لبنان.
فهل يمكن صده بدون قوات برية فعالة؟ في الوقت الحالي يتصدى لقتال تنظيم الدولة الإسلامية الجيش العراقي الذي أضعفت معنويانه والتيار الرئيسي للمعارضة السورية المسلحة المدمر وقوات البشمركة الكردية التي تعاني نقصا في العتاد وتقود الضربات الجوية المعركة.
العراق
أتاح تغيير الحكومة في العراق بانتقال الحكم من رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي إلى حيدر العبادي الذي يبدو من الناحية النظرية أكثر ميلا إلى استيعاب كافة القوى السياسية مجالا لتعزيز المعارضة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. لكن البلاد مقسمة بالفعل بين الأكراد في الشمال والشيعة في بغداد والجنوب والسنة في الوسط والغرب وهي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الحالي.
ولن تقتصر قصة العراق في العام القادم على القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وما إذا كانت العشائر السنية ستنقلب عليه وإنما ستتعلق أيضا بما إذا كانت البلاد تستطيع الحفاظ على تماسكها كدولة موحدة.
إيران
فيما يتعلق بإيران فإن إمكانية إبرام اتفاق نووي مع الغرب قد تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة الإقليمية. وسيؤدي مثل هذا الاتفاق إلى إعادة دمج الجمهورية الإسلامية إقليميا ودوليا وهو ما يفتح الباب لفرص استثمارية هائلة محتملة وتعاون أكبر مع السعودية لحل مجموعة من الصراعات الإقليمية من أفغانستان إلى سوريا وبالتالي بناء تفاهمات أمنية إقليمية أكثر استقرارا.
والاتفاقات الإقليمية ضرورية لكبح العداء الطائفي الذي تعد إيران الشيعية والسعودية السنية راعييه الأساسيين. وبدون التوصل إلى اتفاق إقليمي فإن الطائفية ستزدهر.
سوريا
قد يساعد التوصل الى اتفاق مع ايران في فتح مرحلة انتقال من الحرب في سوريا. إذ يعتمد نظام الأسد في نهاية الأمر على دعم ايران وحلفائها مثل حزب الله اللبناني.
وتتردد تكهنات كثيرة في مسألة هل ستكون طهران سهلة الإقناع بالتخلي عن الأسد ومجموعته- مثلما تخلت عن المالكي في العراق – اذا كان هذا يطرح امكانية تشكيل ائتلاف جديد بين الجزء الباقي الأقل عرضة للخطر من النظام وبقايا التيار الرئيسي من المعارضة.
وستحتاج ايران بعض الضمانات بأنه لن يتم ابعادها تماما عن سوريا.
تركيا
في تركيا يريد الرئيس رجب طيب اردوغان أغلبية أقوى لحزب العدالة والتنمية حتى يمكنه ان يحقق نظاما رئاسيا تنفيذيا.
وقبل الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران يتوقع ان يمارس المزيد من سياسات الاستقطاب التي ينتهجها – والتي انطوت على شن حملة على مؤيدي خصمه فتح الله كولن وفرض سيطرة أكبر على وسائل الاعلام والمحاكم وتوجيه انتقادات الى المعارضة العلمانية.
وقد يكون تأييد الاكراد المفتاح نحو الرئاسة التنفيذية مقابل مزيد من الحقوق في دستور جديد – وهذا يعني انه من المرجح ان تبقى العملية في مسارها رغم الأحداث في سوريا.
ومن المرجح ان يزيد الضغط على تركيا لكي تفعل المزيد لمواجهة الدولة الاسلامية مع احتمال التوصل الى حل وسط مع واشنطن بشأن استخدام قواعد جوية أمريكية في تركيا مقابل نوع ما من منطقة تتمتع بالحماية على امتداد الحدود السورية.
اسرائيل
تجري اسرائيل انتخابات عامة في مارس اذار. والاحتمالات بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هي العودة الى السلطة. واذا كان الأمر كذلك فان الحكومة ستكون على الأرجح أكثر يمينية وما يتبع ذلك من عواقب سلبية على صنع السلام ومحادثات حل الدولتين ووضع اسرائيل في العالم.
وحدوث مفاجأة بفوز الذين ينتمون لتيار الوسط مسألة محتملة وقد تغير الحسابات وتحدث تغييرا هائلا من أجل صنع السلام.
ويتجه الاعتراف الأوروبي بفلسطين لكسب مزيد من القوة الدافعة ويضع اسرائيل والفلسطينيين في خلافات أكبر ويخلق تحديات أصعب للأمريكيين.
والرئيس الفلسطيني محمود عباس في صحة جيدة لكن رئاسته في حالة يرثى لها وتوجد حاجة ماسة للوضوح بشأن الشكل الذي ستكون عليه القيادة الفلسطينية بعد عباس. وقد تظهر قيادة جديدة أو قائد جديد خلال عام 2015 .
وسيكون المفتاح هو الكيفية التي ستتعامل بها حركة فتح مع الصعود المتزايد لحركة حماس في الضفة الغربية وهل اذا سمحوا للديمقراطية بأن تأخذ مسارها سينتهي الأمر بأن تمسك حماس بميزان القوى في الأراضي الفلسطينية.
مصر
الآن وقد حصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على سلطة كاملة تقريبا فان عليه ان يحقق نتائج. وهو يحظى بدعم مالي في المدى المتوسط من السعودية والإمارات العربية المتحدة لكن الجيش يتولى الدور الريادي في الاقتصاد ويوسع نفوذه الاقتصادي الضخم بالفعل.
وربما تنتعش أكبر القطاعات توفيرا للوظائف وفرص العمل مثل السياحة لكن من الصعب رؤية هذا النموذج السلطوي الذي يحابي المصالح الخاصة يوفر ملايين الوظائف التي تحتاج إليها مصر لمواطنيها الشبان الذين يزداد عددهم ويضيق بهم وادي النيل.
وتشدد السيسي مع أي معارضة يبعد الليبراليين وابناء الطبقة المتوسطة في المدن الذين أيدوه في ازاحة الإخوان المسلمين. والحظر الشامل على جميع الإسلاميين ماعدا قلة مفيدة ربما هو الذي يذكي تمردا من المتشددين الإسلاميين في وقت تظهر فيه قوات الأمن قدرة محدودة على السيطرة على سيناء.
ليبيا
ليبيا تتمزق وتتحول فيما يبدو الى دولة فاشلة أخرى في المنطقة وربما إلى بؤرة جديدة للدولة الاسلامية. وربما تتفكك الى إقطاعيات تخضع لسيطرة قادة فصائل قبليين يقدمون العديد من الفرص للجهاديين.
وانهيار حكم الرجل الواحد معمر القذافي الذي استمر أربعة عقود ترك ليبيا وفيها أسلحة متاحة للجميع حيث تتخذ كل من المدن والمناطق والأفراد والقبائل جميعها قوات مسلحة خاصة بها. وتنسحب الدول الغربية وتغلق سفاراتها وتجلي العاملين بها بينما تقترب الدولة المنتجة للنفط من وضع الدولة الفاشلة.
والانهيار الكامل لليبيا وزيادة نفوذ الجهاديين في بعض الاجزاء سبب أساسي للقلق للدول لمجاورة مثل مصر والجزائر اللتين تخوضان حربا ضد المتشددين لديهما في الداخل.
اليمن
يواجه اليمن خطر التفكك نتيجة للحرب الاهلية. واستولى المتمردون الحوثيون الشيعة الذين يزعم انهم مدعومون من ايران على العاصمة صنعاء. وأصبح البلد ميدان معركة آخر بين المتنافسين الاقليميين ايران والسعودية التي كان لها في السابق اليد العليا في اليمن وكانت تمول الحركات السنية السلفية لمواجهة الحوثيين.
ويتدهور الوضع الامني بشدة حيث من المرجح ان تتصاعد الهجمات والمواجهات بين القاعدة في اليمن والحوثيين.
الجزائر وتونس
سيحدث انتقال سياسي في الجزائر بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتزداد التوترات بين الفصائل المتنافسة.
ومع انخفاض اسعار النفط تكافح الجزائر لجلب مزيد من الاستثمارات في قطاع النفط والتعامل مع ضغوط اجتماعية من أجل أحوال معيشية واسكان ودعم أفضل. وربما يكون ذلك وقت أزمة لأكبر بلد في أفريقيا في عام 2015 .
بعد الانتخابات التونسية سيصبح تشكيل حكومة جديدة أول مهمة في عام 2015. والبلد الذي كان يشاد به بوصفه نموذجا يحتذى للمنطقة سيواجه تحديا لكي يجعل المواءمات السياسية الوسطية تنجح.
فهل ينجح النظام القديم والإسلاميون في ابرام اتفاق وهل ستنجح شراكات الحكومة الائتلافية الأخرى؟ وكيف ستواجه الحكومة الجديدة التحديات لإجراء اصلاحات اقتصادية جادة وتقوم بخفض الدعم وهو ما يطالب به المقرضون الدوليون لكنه ينطوي على احتمال أن يتسبب في إفساد الانتقال الديمقراطي الهش؟
(إعداد أشرف راضي ورفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد عبد العال وأحمد حسن