fbpx
الحوثيون يتجاهلون الرئاسة اليمنية ويقيلون محافظ الحديدة.. ويعينون نائبه خلفا له
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الاوسط

أرغم الحوثيون الذين يواصلون عمليات مداهمتهم مناطق ومعسكرات الجيش والاستيلاء عليها وتفجير بعض المنازل والمؤسسات الدينية، عددا من أعضاء المجلس المحلي في محافظة الحديدة على سحب الثقة من المحافظ، صخر الوجيه، في إجراء اعتبرته مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» تعديا واضحا على صلاحيات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي. وقتل مسؤول محلي في تفجير سيارته في محافظة مأرب.

وأكدت المصادر الخاصة أن عناصر «أنصار الله»، في الحديدة، طالبوا أعضاء المجلس المحلي، بتوقيع وثيقة لسحب الثقة من المحافظ الوجيه، وتعيين نائبه، حسن أحمد الهيج، قائما بأعماله، في إجراء عدته المصادر تعديا واضحا على صلاحيات رئيس الجمهورية. وكلفت رئاسة الجمهورية وزير الداخلية اللواء الركن جلال الرويشان، ووزير الإدارة المحلية عبد الرقيب سيف، متابعة الوضع في الحديدة ومعالجة الأزمة الحاصلة بين المحافظ صخر الوجيه والحوثيين بعدما رفض الوجيه مطالب الحوثيين.

وقالت المصادر، إن من أصدر قرار سحب الثقة وتعيين محافظ جديد للحديدة ليس المجلس المحلي بالمحافظة، وإنما جماعة الحوثي المسلحة.

ويأتي قرار سحب الثقة من محافظ المحافظة صخر الوجيه بعد رفضه الاستجابة لجملة مطالب لجماعة الحوثي المسلحة التي وصفها المحافظ بأنها غير قانونية بما فيها اعتمادات مالية لـ3800 من أنصارها ومنع أي صرف أو قرارات مالية وإدارية إلا بموافقة من الحوثيين (أنصار الله).

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين اجتمعوا بعدد من أعضاء السلطة المحلية قبل قرار سحب الثقة من المحافظ المستقيل مع قيد التنفيذ.

وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار سحب الثقة من المحافظ صخر الوجيه وتعيين خلف له يعد تعديا واضحا على صلاحيات الرئيس هادي لأن من يتخذ هذه القرارات هو الرئيس وحده». وحصلت «الشرق الأوسط» على وثيقة وقع عليها أكثر من 18 شخصا يؤيدون فيها قرار الإطاحة بمحافظ المحافظة صخر الوجيه. وتقول الوثيقة: «إنه بناء على تكليف المجلس المحلي بالمحافظة في اجتماعية بتاريخ 14 – 12 – 2014 فإن المجلس المحلي يقر سحب الثقة من المحافظ صخر أحمد عباس الوجيه، وتبقى الأمور على وضعها الطبيعي من حيث قيام الأمين العام حسن أحمد الهيج بتسيير أعمال المحافظة أمينا عاما ومحافظا بالمحافظة وفقا لقانون السلطة المحلية رقم (4)». وكان الحوثيون قد عزلوا، قبل أسابيع، محافظ عمران وعينوا بدلا منه.

في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين داهموا أمس، معسكر «لواء المدفعية» في محافظة صعدة واستولوا على كل الأسلحة والمعدات العسكرية التي بداخله، رغم أن المعسكر يقع في إطار المنطقة الأم التي يسيطرون عليها في شمال اليمن، والتي انطلقوا منها نحو الاستيلاء على باقي المحافظات الشمالية والغربية وفي وسط البلاد.

وفي تطورات أخرى، بمحافظة إب، في وسط البلاد، سيطر المسلحون الحوثيون على مديرية النادرة ودخلوا إلى إدارة أمنها ونهبوا كافة محتوياتها من وثائق، وأطلق المسلحون الحوثيون النار على مسيرة مناوئة لوجودهم في مدينة إب، مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين فيما اعتقل عدد آخر.

وفي تطورات الموقف في مديرية أرحب بشمال صنعاء أفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن الحوثيين فجروا عددا من المنازل ودارا للقرآن الكريم واختطفوا عددا من المواطنين بحجة انتمائهم لتنظيم القاعدة.

وضمن التداعيات الأمنية على الساحة اليمنية، اغتال مجهولون أمس سالم غضينة، أمين عام المجلس المحلي بمديرية مجزر، رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي اليمني العام في محافظة مأرب، شمال شرق العاصمة صنعاء. وقتل غضينة ونجله، بينما أصيب أحد مرافقيه، إثر استهداف سيارته بعبوة ناسفة زرعت فيها، ووقع الانفجار في منطقة مفرق الجوف الذي يربط بين محافظات صنعاء ومأرب والجوف. ولم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة، إلا أن غضينة يعتبر من الموالين لجماعة أنصار الله الحوثية التي يعارضها معظم أبناء محافظة مأرب، والتي تعتبرها جماعة أنصار الشريعة (القاعدة) أحد أعدائها على الساحة.

وقال أحد مشايخ محافظة مأرب، الشيخ مرسل القبلي، لوكالة الأنباء الألمانية، إنه لا يستبعد أن يكون مسلحو أنصار الشريعة وراء الحادث لأنهم أكثر الجهات معارضة لجماعة الحوثي في مأرب، بالإضافة لاستخدامهم لطريقة زرع العبوات الناسفة في استهداف معارضيهم. وأدان موقع «المؤتمر نت» الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح) ما وصفه بجريمة اغتيال الشيخ سالم غضينة، معتبرا إياها عملا «إرهابيا جبانا».

إلى ذلك، تتصاعد حدة الخلافات داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، فقد عقد عدد من القيادات الجنوبية في الحزب اجتماعا في مدينة عدن بهدف الإطاحة بصالح من رئاسة الحزب، ردا على قرار قيادة الحزب في صنعاء إزاحة الرئيس عبد ربه منصور هادي من منصبه كنائب لرئيس الحزب وإزاحة مستشاره الدكتور عبد الكريم الإرياني من منصبه كأمين عام للحزب. ويتزعم هذا التيار الجنوبي في حزب المؤتمر عدد من القيادات البارزة في الحزب التي تحشد أعضاء الحزب وقياداته من الجنوبيين من أجل عزل صالح أو الانشقاق وتأسيس حزب مؤتمر جنوبي، وحُدد لقاء تشاوري في عدن لقادة المؤتمر الـ20 من الشهر الحالي موعدا لعقد اجتماع حاسم بخصوص إزاحة هادي وبقاء صالح.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن صالح أوفد الأمين العام للحزب عارف الزوكا (جنوبي) إلى عدن من أجل أثناء القيادات المؤتمرية الجنوبية عن مواقفها، إلا أن الاجتماع فشل في أن يُعقد، أمس، في حين ما زالت المحاولات مستمرة حتى اللحظة. وقال مصدر في المعارضة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط»، إن ما يجري داخل حزب المؤتمر سيكون رديفا في المستقبل لأي تحرك جنوبي نحو الاستقلال، حسب تعبير المصدر.

أخبار ذات صله