يافع نيوز – الجزيرة – سمير حسن
كان لافتا انسحاب مسلحي الحوثيين من بعض مناطق وقرى مدينة رداع، فبعضهم قال إنهم وقعوا في فخ رداع بعدما وعدوا بتسليم المدينة دون مقاومة تذكر إلا أن هذه المعركة كلفتهم المئات بين قتيل وجريح حتى الآن.
يبدو أن سيطرة الحوثيين على مدينة رداع اليمنية لم تعد محكمة، خصوصا بعد تلقيهم ضربات موجعة، وفي ظل مقاومة شرسة أجبرتهم في الأيام الماضية على الانسحاب من عدة مناطق وقرى في المدينة.
ومدينة رداع في محافظة البيضاء (وسط اليمن) من أبرز المناطق التي يتواجد فيها مسلحو تنظيم القاعدة، وتشهد منذ أسابيع اشتباكات دامية بين الحوثيين ورجال القبائل المدعومين من مسلحي القاعدة، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.
ويخوض الحوثيون -الذين سيطروا على المدينة منتصف أكتوبر/تشرين الأول- حرب استنزاف “مؤلمة ومكلفة” بحسب مراقبين، حيث تكبدوا خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
علي ناصر نفى علاقة مسلحي القبائل بالقاعدة (الجزيرة)
انحسار السيطرة
وأعلن مسلحو جماعة الحوثي أمس انسحابهم من بلدة خبزة بمنطقة قيفة برداع، بعد التوصل لاتفاق يوقف المواجهات الدامية، ويقضي بخروج الحوثيين بشكل كامل من هذه البلدة وتعويض المتضررين.
مدير مكتب الإعلام في رداع، ناصر الصانع، يقول إن الاتفاق يقضي بخروج الحوثيين من البلدة والانسحاب باتجاه جبل الثعالب وجبل العليب اللذين جاؤوا منهما، وبتعويض كل الأضرار المترتبة على الحرب، مقابل التزام أبناء القبيلة بعدم الاعتداء عليهم أو القبول بتواجد عناصر تنظيم القاعدة في قريتهم.
ونص الاتفاق أيضا -وفقا للصانع- على تشكيل لجنة لحصر وتقييم الأضرار التي خلفتها المواجهات في قرية خبزة.
ويأتي انسحاب الحوثيين من هذه البلدة بعد أكثر من عشرين يوماً من السيطرة عليها، وبالتزامن مع انسحابهم من مناطق وقرى أخرى في منطقة قيفة برداع، التي نفذ أبناؤها عددا من الهجمات الليلية لاستهداف تجمعات ومواقع الحوثيين.
ويؤكد علي ناصر، أحد مسلحي قبائل قيفة، أن تلك الهجمات أسفرت -في إحدى جبهات القتال في قيفة- عن مقتل 245 من مسلحي الحوثي و17 شخصاً مسلحا من القبائل، نافياً للجزيرة نت، سيطرة الحوثيين بشكل كامل على رداع.
عايش أبو صريمة تحدث عن سيطرة شكلية للحوثيين في رداع (الجزيرة)
نفق مظلم
وأضاف أن الحوثيين يسيطرون فقط على مركز مدينة رداع وجبل الثعالب ببلدة قيفة، فيما لا تزال المواجهات مستمرة في بعض المواقع والجبال، ويتابع أنهم ينوون “مواصلة القتال ضدهم دفاعاً عن أنفسنا في داخل مناطقنا التي جاؤوا لغزونا فيها واحتلالها”.
وبينما نفى ناصر ما وصفها بادعاءات الحوثيين بأنهم على علاقة بمسلحي القاعدة، أكد رئيس لجنة التخطيط والمالية في المجلس المحلي لمديرية رداع، حسين صالح، أن الحاكم الفعلي في مدينة رداع قبل دخول أنصار الله (الحوثيين) كان تنظيم القاعدة. وقال للجزيرة نت إن “الصراع الحالي لا علاقة له بمسلحي القبائل”.
وأضاف أن مسلحي القبائل حيدوا أنفسهم ولم يتدخلوا في الصراع الدائر، وأن المواجهات الحالية في مدينة رداع تجري بين القاعدة والحوثيين. مشيراً إلى أن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا باغتيالات متفرقة داخل المدينة أودت بحياة أكثر من مائتي شخص من السكان خلال فترة وجودهم في المدينة.
وتعليقاً على الأوضاع الراهنة في رداع، أكد صالح أن الوضع الأمني لا يزال مضطربا في ظل استمرار المواجهات المتقطعة في بعض المناطق التي ما زالت تحت سيطرة مسلحي القاعدة ولم يتم الاستيلاء عليها بعد، وأضاف أنهم “في نفق مظلم ولا نعرف ما ستؤول إليه الأمور في المدينة”.
فخ رداع
من جانبه، اعتبر الناشط السياسي برداع عايش أبو صريمة، أن دخول الحوثيين إلى المدينة للسيطرة عليها كان تحت ذريعة حماية أنصارهم من بطش القاعدة، مشيراً إلى أن هذه الذريعة كانت تخفي خلفها أطماعا ضمن إسقاط محافظات اليمن بالكامل.
وبعد توالي سقوط المحافظات اليمنية في أيديهم دون مقاومة، تلقى الحوثيون -بحسب أبو صريمة- وعوداً من شخصيات اجتماعية ووجهاء بأن الأمر سيكون سهلاً، وستكون هناك مقاومة بسيطة وبعدها تسقط المدينة بالكامل، غير أنهم فوجئوا بالوقوع في فخ رداع بعد مواجهة مقاومة شرسة لم تكن في الحسبان.
وخلص إلى أنه من الواضح أن رداع لم تسقط فعليا حتى الآن في يد الحوثيين، وإنما هناك سيطرة شكلية على مركز المدينة من خلال نقاط أمنية وعسكرية، بينما حقيقة الأمر أنه لا يوجد أي سيطرة فعلية على زمام الأمور في المدينة.