fbpx
غاب هشام وستشرق ايامه

غاب هشام وستشرق ايامه

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

     فجعنا يوم امس الاول بنبأ وفاة الهامه الاعلامية المميزة ناشر صحيفة الايام العدنية الاستاذ/ هشام محمد علي باشراحيل رحمه الله  بعد معاناة مع المرض وجولات متعددة في مستشفيات محلية وخارجية حتى قضى الاجل المحتوم .

  ولم تكن معاناته رحمه الله عليه مع المرض الجسدي فحسب بل كانت معاناته الكبرى مع سلطة غاشمة ونظام قمعي متميز في غطرسته وجبروته وإهداره لكرامة الانسان التي اقرها المولى عز وجل “ولقد كرمنا بني ادم ” فما قام به النظام القمعي  تجاه صحيفة الايام وناشريها من بلطجة منقطعة النظير طوال السنوات الماضية  لم تكن تهدف سوى اسكات صوت الحق صوت الكلمة الصادقة الذي حملت رأيته صحيفة الايام منذ الوهلة الاولى بعد اعادة صدورها (بعد التوقف القسري في سبعينيات القرن الماضي من قبل سلطة غاشمة فاشية هي الاخرى).

 وجميعنا نتذكر المحاكمات الكيدية التي تعرضت لها الايام ومازالت قائمة حتى الآن .

 ونتذكر ذلك الهجوم البربري على مقرها ومنزل ناشريها في صنعاء   في وضح النهار تحت سمع وبصر السلطة الحاكمة بغرض الاستيلاء على المبنى وفرض امر واقع . قمة البلطجة !

وكانت النتيجة اعتقال حارس المبنى احمد العبادي المرقشي وإصدار احكام بالإعدام عليه في قضية كيدية بامتياز فأين نزاهة القضاء ؟!

وتوالت مسلسلات الاعتداءات المتكررة على الايام بعد عودة الراحل هشام وأسرته الى عدن فكان منزلهم في عدن والذي يتواجد به مقر الصحيفة ايضا هدف لهجوم بربري آخر وهذه المرة من خلال الاجهزة الامنية ذاتها .

ويسقط ايضا عدد من القتلى والجرحى من حراسة المبنى ومن المارة جراء ذلك الاعتداء الغاشم .

واعتقل الراحل هشام وابنه محمد وزج بهم في غياهب السجون فلم يراعوا امراضه المتعددة ولا كبر سنه ولا كبر مقامه في مجتمعه كما يراعوا هم مثل ذلك في مجتمعهم .  تعرض لكسر في القدم سبب له العديد من المضاعفات وهو المريض بالسكر والقلب فكانت المضاعفات شديدة .

افرج عنه للعلاج وسافر للخارج سفرات متعددة تنقل خلالها بين مستشفيات عدد من الدول حتى كانت النهاية في المانيا والتي جاءته المنية فيها فنسأل الله ان يتغمده بالرحمة والغفران وان يسكنه فسيح جناته.

وهذا هو حال الدنيا ومصير كل حي ونسأل الله حسن الخاتمة .

كان رحمة الله عليه قويا في الحق  اتخذه  كنهج  للأيام مع شقيقه تمام امتداد لنهج مؤسسها والدهم محمد علي باشراحيل رحمة الله .

ولكن هل لنا ان نتساءل لماذا كانت تلك الحملة القمعية الشعواء على الايام وناشريها؟

توقيف السبعينات كان من نظام عصابة شمولية اعتبرت نفسها عقل وضمير وفكر الشعب فأوقفت عجلة الحياة وحطموا القيم والأخلاق والمبادئ  

لكل الشعب دون استثناء .فالمساواة في الظلم عدل ولكن أي عدل ؟  

ذلك كان نظاما شموليا  ولكن ماذا نسمي الاستهداف للأيام من النظام اليمني السابق اذا افترضنا مجازا انه اصبح سابقا  ؟

  لأنها صدحت بالحق ؟

 لأنها  كانت تحظى باحترام القارئ ؟

لأنها بلغت رقما عاليا جدا   في التوزيع لما يقارب 75000 نسخه ؟ لم تصله الصحف الرسمية التي ينفق عليها من الميزانية العامة .

لأنها تبنت الدفاع عن القضية الجنوبية ؟

لأنها تبنت قضايا كل مظلوم ؟

 لأنها سلكت طريق النجاح ؟ فتصدوا لها اعداء النجاح.

اذا كان كل ذلك حصل في عهد النظام العائلي كما يحب ان يسميه  بعض الفرقاء المتصارعون .

النظام العائلي سقط فلماذا لم تغلق  حكومة الوفاق  ملفات المحاكمات الكيدية ؟ لماذا لم يتم الافراج عن البطل احمد العبادي المرقشي؟ لماذا لم يتم تعويض الايام عن ما لحقها من ضرر مادي ومعنوي ؟

وحكومتكم  تصرف المبالغ الطائلة  لتسديد مستحقات عقود  ابرمها النظام السابق تشتم  منها رائحة الفساد وتزكم من شدتها الانوف.

فهل السابق هو اللاحق ؟ ام انهم الاثنين معا ؟

غاب هشام رحمة الله عليه عن المشهد ولكن ايامه ستشرق بسيرته العطره بذكره الطيب بجميل خصاله .

وستشرق  الايام الصحيفة من جديد ويشع نورها ليضيء الحقيقة نورها الساطع بإذن الله .