قالت مصادر محلية وشهود عيان لـ»المدينة» أمس الجمعة: إن عشرات الأطقم العسكرية التابعة لجماعة الحوثي، سيطرت على مطار تعز الدولي، جنوب غرب اليمن. فيما احتشدت قوى الثورة امس بساحة الحرية وسط مدينة تعز للتظاهر بذكرى عيد الاستقلال في جمعة أطلقت عليها «ذكرى الاستقلال» عن الاستعمار البريطاني، الذي يصادف الـ30 من نوفمبر الاحد المقبل. بينما تشهد المحافظات الجنوبية حراكا مطالبا بتقرير المصير، حيث حددت القوى الجنوبي الأحد المقبل مناسبة لتقرير مصيرهم.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي اكدت فيه مصادر عسكرية وامنية لـ»المدينة» ان خبراء عسكريين من حزب الله، غادروا العاصمة صنعاء مساء الخميس متجهين الى محافظة مأرب لرسم خطة عسكرية لاقتحام المحافظة الغنية بالنفط والغاز وتوليد الطاقة الكهربائية. وقالت مصادر أمنية، ان خبراء عسكريين تابعين لحزب الله اللبناني، توجهوا إلى محافظة مأرب لتوجيه مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية المحتشدين على تخوم المحافظة.
وأضافت المصادر: إن خطوة حزب الله جاءت عقب توالي الأنباء عن سقوط عشرات القتلى في صفوف الحوثيين إثر المحاولات الفاشلة لاقتحام المحافظة، بفضل جهود أبناء القبائل المقاتلين الذين نجحوا حتى الآن في صد الحوثيين ومنع تقدمهم. وأكدت مصادر لبنانية عن سفر خبراء من حزب الله من مطار بيروت نحو اليمن متجهين في البداية إلى صنعاء، ومن ثم انتقلوا برفقة قياديين حوثيين إلى صعدة ومن ثم إلى مأرب والبيضاء. وتقول مصادر مقربة: إن مهمة خبراء حزب الله، تتلخص في توجيه المسلحين الحوثيين لتنفيذ هجوم محكم للسيطرة على مأرب، يتوقع أن يكون وشيكا. من جهتها، أكدت مصادر محلية في محافظة تعز لـ»المدينة» ان مئات من المسلحين الحوثيين اقتحموا فجر الجمعة، الضاحية الشرقية والشمالية لمدنية تعز، فيما اتجهت عشرات السيارات المحملة بالحوثيين إلى مطار تعز للسيطرة عليه دون مقاومة. بينما دعا وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي، جماعة الحوثي إلى تسليم كافة المؤسسات والالتزام باتفاقية السلم والشراكة التي وقعوا عليها.
وقال اللواء الصبيحي امس: إن اتفاق السلم والشراكة يعطي جماعة الحوثي حقاً وعليهم واجب أيضاً، والواجب أن يسلموا كل مؤسسات الدولة للحكومة والمسؤولين القائمين عليها. وأضاف الصبيحي: إن العاصمة تعرضت لهزة أمنية ونوع من الإساءة لأول مرة تحدث في تاريخها وذلك بسبب عدم الدفاع عن الشرف العسكري، بحسب قوله.
وجاء حديث الصبيحي في كلمة له لدى زيارته لمحور عتق بمحافظة شبوة شرقي اليمن، برفقة عدد من القيادات العسكرية والأمنية الكبيرة، وقال الصبيحي: للأسف وجدنا بعض المعسكرات عليها حراسات من مليشيات أنصار الله، وجدنا الكثير من الوزارات لا يستطيع أحد أن يديرها بسبب وجود مليشيات الحوثيين. وأردف: يحز في النفس أن أرى طقماً عسكرياً تفتشه لجان شعبية وهذا لم يحصل في كل جيوش العالم. وكانت جماعة الحوثي قد سيطرت الخميس على مدينة القاعدة في محافظة إب جنوب غرب اليمن دون مقاومة، بعد ان سيطرت الاربعاء على مدينة السياني المطلة على مدينة القاعدة.
إلى ذلك، أعلنت قبائل مأرب حالة الاستنفار العسكري وحشد قواتها الى محيط المحافظة الغنية بالنفط والغاز، تحسبا لاقتحامها من قبل جماعة الحوثيين. وطالبت القبائل الرئيس اليمني منصور هادي بتجنيد 85 ألفا من أبنائها في القوات المسلحة والأمن تحسبا لهجوم جماعة الحوثي، فيما طالب وزير الدفاع الجماعة بتسليم مؤسسات الدولة.
وأوضح محافظ مأرب الغنية بالنفط أنه كلف القبائل بحماية المشروعات السيادية الموجودة في المحافظة من مسلحي الحوثي ومما وصفه «بالإرهاب. وكان وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي أكد أنه سيضع خطة عسكرية وأمنية تساهم فيها كافة الفعاليات السياسية والقبلية والمجتمعية لحفظ الأمن في محافظة مأرب.