fbpx
جنوب الغد

ياسر اليافعي

الجنوب يحمل تركة سياسية ثقيلة منذُ ستينيات القرن الماضي، خلافات كثيرة ومتعددة وصلت حد الاقتتال والقطيعة والتهجير القسري بسبب صراع سياسي تداخلت فيه عوامل داخلية وخارجية متعددة، وهو ما ساهم بوجود قطيعة وحالة من عدم الثقة بين مكونات الجنوب ولا سيما ” الحزب الاشتراكي ” وحزب الرابطة والمشائخ والسلاطين وبالتالي تراكم تركة ثقيلة من الخلافات والهواجس وعدم الثقة كانت سبب رئيسي في عدم وجود حامل سياسي موحد حتى الان رغم وحدة الهدف.

ومع إعلان شعب الجنوب التصالح والتسامح واندلاع الثورة الجنوبية في عام 2007  بدأ هذا الخلاف يذوب وببطىء شديد ولكنه لم ينتهي وهذا أبرزته الأحداث الأخيرة وتحديداً بعد عودة قيادات جنوبية من الخارج ولا سيما عودة السيد عبدالرحمن الجفري، حيث برز تخوف عند اشتراكيي الجنوب من هذه العودة خصوصا ان في مؤشرات انها تحمل دعم اقليمي، وبالتالي شاهدنا حملة على نطاق ضيق ضد السيد الجفري وحزب الرابطة.

هذا الأمر ترك انطباعاً سلبياً وتخوفاً عن البعض من خطورة تأثير الأحداث في الماضي على الحاضر وبالتالي إيجاد معرقلات جديدة تضاف الى المعرقلات العديدة التي تعاني منها قضية الجنوب والتي كانت السبب الرئيسي في عدم توحيد القرار السياسي الجنوبي وإيجاد حامل سياسي موحد.

اليوم لابد ان يتحلى الجميع بالمسؤولية الكبرى سوء كانوا من الاشتراكي او الرابطة او المشائخ والسلاطين او الشباب المرحلة خطيرة جداً والجنوب اليوم يعيش أوضاع صعبة ومرحلة حاسمة تتطلب تظافر الجهود ونسيان الماضي .

لذلك لابد ان نسمو على جراحنا ونفكر في ” جنوب الغد ” جنوب لكل أبناءه بمختلف توجهاتهم جنوب يجمعنا جميعاً بمختلف أحزابنا وتنظيماتنا السياسية جنوب المواطن فيه هو صاحب الفصل في اختيار من يمثله ومن يحكمه .

جنوب الغد لابد ان يكون جنوب جديد يستدعي الماضي فقط ليأخذ العبور والدروس منه لكي نتجاوز الأخطاء والهفوات التي كانت سبب رئيسي في التشرذم الذي وصلنا اليه اليوم .

نأمل من قيادات المكونات الجنوبية والأحزاب ان يكبروا بحجم قضيتهم وبحجم تضحيات شعب الجنوب وبحجم تحديات المرحلة لا وقت لدينا اليوم والفرصة أمامنا اما نكون أو لا نكون .