يافع نيوز – متابعات
ذكرت العديد من المصادر السياسية أن هناك مؤشرات قوية للاعلان عن التحالف بين حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبين جماعة الحوثي المسلحة، لتشكيل جبهة موحدة ضد خصومهم المشتركة وفي مقدمتهم الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقالت لـ(القدس العربي) «ان المعطيات الحالية تعطي مؤشرات قوية على انكشاف التحالف الخفي بين أتباع الرئيس السابق علي صالح وبين جماعة الحوثي المسلحة، والذي بدأت ملامحه تظهر على السطح، عبر التسريبات الاخبارية أو عبر الأعمال المشتركة بينهما».
وشهدت الساحة السياسية اليمنية تصعيدا قويا من قبل جماعة الحوثي المسلحة ومن قبل أتباع علي صالح، ووجهوا سهامهم المشتركة ضد الرئيس عبدربه منصور هادي، لدرجة أن اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الذي يرأسه صالح ويحتل هادي موقع نائب الرئيس لوّحت بفصل هادي من قيادة الحزب وفصل كل المتعاونين من قيادات الحزب الأخرى، إثر احتدام الخلاف بينهم وبين صالح.
وتوقعت المصادر السياسية «حدوث مفاجآت كبيرة خلال الأيام القليلة القادمة من قبل صالح والحوثيين ضد الرئيس هادي، قد تحدث تغييرا كبيرا في المشهد السياسي اليمني»، دون أن تكشف عن طبيعة هذه المفاجآت، واكتفت بالقول أن ارهاصات تلك المفاجآت قد بدأت وتتجه نحو اقتراب وقوعها.
واعتبرت كل التصعيدات التي حصلت خلال الأيام القليلة الماضية من قبل الحوثيين واتباع صالح، يأتي في هذا السياق الذي يسعى من خلاله الطرفان الى خلق مبررات قوية لخطواتهم القادمة التي ستكون نوعية وربما تلعب دورا في إرباك المشهد السياسي برمته والعودة الى المربع الأول في كل ما تم التوصل اليه خلال الفترات السابقة.
وخلقت التصريحات النارية من قبل قيادات مؤتمرية من أتباع صالح أمس الأول حالة من التوتر مع السفارة الأمريكية ومع الرئيس هادي، وكشفت نوعا من الصراع الخفي بين هذه الأطراف والتي اضطر الجميع إثرها اظهارها للعلن.
وشكل أتباع صالح أمس لجنة شعبية للتصدي لما أطلقوا عليها (الهيمنة الخارجية) ودعت بشكل عاجل الى المشاركة في مسيرات جماهيرية اليوم الجمعة في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.
وطالبت اللجنة الشعبية بـ»التصدي والصمود ضد الهيمنة الخارجية على الشعب اليمني ورفض التدخلات الخارجية في الشأن اليمني» .
واعتبرت ما تم الكشف عنه من مطالب إخراج علي صالح من اليمن قبل عصر اليوم الجمعة من اليمن هو «تعد على السيادة الوطنية تحت أي مسمى كان، سواء بفرض عقوبات على شخصيات يمنية أو بأي شكل من الاشكال». في غضون ذلك أكد القيادي المؤتمري ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر سلطان البركاني أن موقف المؤتمر الشعبي العام «رافض لمحاولات فرض أي عقوبات على رئيس المؤتمر الشعبي العام، علي عبدالله صالح أو أي مواطن يمني ورفض أي مطالب باخراجه او أي مواطن من اليمن» .
وجاءت تصريحات البركاني بعد لقائه بالسفير الأمريكي بصنعاء ماثيو تويلر، لمناقشة التداعيات الأخيرة التي خلقتها التصريحات المؤتمرية أمس الأول وموقف حزب المؤتمر منها.
وذكر موقع (المؤتمر نت) الاخباري، لسان حال حزب المؤتمر أن البركاني ناقش خلال لقاءه بالسفير الأمريكي «العديد من القضايا وفي مقدمتها الأوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد على مختلف المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، وخطورة هذه الأوضاع على أمن واستقرار ووحدة اليمن».
وأكد أن الطرفبن اتفقا على «أهمية تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، واتفقا على ضرورة التواصل المستمر خلال الساعات والأيام القادمة للوصول إلى تفاهم مشترك لمعالجة الأزمة اليمنية القائمة بشكل كامل وأن تعمل الأطراف السياسية اليمنية مع الدول الراعية للمبادرة على تفادي وقوع اليمن في المنزلق الخطير».
إلى ذلك، قال شهود عيان، إن مسلحي جماعة الحوثي انسحبوا أمس الخميس، من أكبر شوارع مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وأضاف شهود العيان أن مسلحي جماعة الحوثي انسحبوا من الشارع العام أكبر شوارع مدينة رداع، وقاموا برفع جميع نقاط التفتيش في الشارع الذي يربط محافظة البيضاء»وسط» بمحافظة ذمار «شمال»
وأشار الشهود إلى أن أعداد المسلحين الحوثيين انخفضت في نقاط التفتيش الأخرى بالشوارع الفرعية للمدينة.
ورجح الشهود انسحاب الحوثيين من الشارع العام بسبب تلقيهم ضربات موجعة خلال الأيام القليلة الماضية بعد مقتل العشرات منهم في هجمات واشتباكات مع مسلحي القاعدة ومسلحي القبائل.
خالد الحمادي
القدس العربي