اليمن بلا كهرباء.. وتأخر صيانة المحطة الغازية ينذر بكارثة
شارك الخبر

يافع نيوز – صنعاء :

تعيش العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظات أخرى، لليوم الرابع على التوالي، في ظلام دامس، حيث يستمر انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل إلى 21 ساعة في اليوم، وتعود لساعتين فقط.
وقال مصدر في وزارة الكهرباء اليمنية، في تصريحات خاصة لـ “العربي الجديد” إن اعتداءً تخريبياً جديداً حدث، اليوم الأحد، في منطقة آل شبوان في محافظة مأرب، أدى إلى خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة.
وأوضح أن الإعتداء التخريبي حدث بعد ساعة واحدة من انتهاء الفرق الهندسية إصلاح أضرار اعتداء سابق، وكان مقرراً أن تعود إلى الخدمة.
وكانت المحطة، تعرضت لاعتداءات تخريبية خلال يومي الخميس والجمعة، وفقا لوزارة الكهرباء، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أمانة العاصمة ومعظم المحافظات.
وكشف مصدر آخر في مؤسسة الكهرباء اليمنية لـ “العربي الجديد” أن أسباب الانطفاءات المتكررة في التيار الكهربائي بالعاصمة وعدد من المدن، يرجع إلى تعطل أحد توربينات محطة مأرب الغازية.
وأوضح أن أحد التوربينات خرج عن الخدمة بسبب إجراءات الصيانة والتي ستستمر لنحو ثلاثة أيام على الأقل، موضحا أن إدارة المحطة، قررت توقيف المحطة بعد تجاوز ساعات عمل المحطة 50 ألف ساعة، وهو أمر مخالف لتوصيات لشركة (سيمنس) المصنعة، بعدم تجاوزها 34 ألف ساعة كحد أقصى.
وذكر أن إدارة المحطة حذرت في عدة مذكرات رسمية من خطورة إهمال الصيانة لمحطة مأرب الغازية، ونبهت من المخاطر المحتملة من تجاوز الصيانات المقررة بحسب المصنع، مشيرةً إلى أن نتائجها ستكون كارثية على الأفراد والمعدات، وستؤدي إلى انهيار المحطة بالكامل.
وأكد المصدر بأن تأخر صيانة المحطة يمثل كارثة بمعنى الكلمة، مشيراً إلى أن هناك مذكرة مرفوعة من قبل المسؤولين في محطة مأرب الغازية إلى مؤسسة الكهرباء، طالبت بضرورة إخراج المحطة للصيانة.
وفاقمت انقطاعات الكهرباء من الأزمات المعيشية للمواطنين وأدت إلى شلل في قطاع الأعمال، وتزامنها مع عودة أزمة الوقود وانقطاعات في شبكة الإنترنت.
وقال رجال أعمال إن انقطاع الكهرباء وخدمة الإنترنت، تسبب في خسائر اقتصادية لقطاع الأعمال، الذي أصبح معزولاً عن العالم، وأكد نائب رئيس غرفة تجارة صنعاء، محمد صلاح لـ “العربي الجديد” أن انقطاع خدمة الإنترنت بالتزامن مع انقطاع الكهرباء، أدى إلى شلل تام أصاب القطاع التجاري، موضحاً أن  شركات ومؤسسات ومصارف تحويلات، ومراكز تجارية، تضررت من انقطاع الإنترنت وتكبدت خسائر بملايين الريالات.
وتولد اليمن طاقة مقدرة بنحو 800 ميجاوات نصفها من محطة مأرب التي تنتج 340 ميجاوات، ويتم شراء 460 ميجاوات من شركات خاصة للطاقة، في حين أن الاحتياج الفعلي للبلاد يبلغ ألفي ميجاوات.
وأدت الفوضى الأمنية والأعباء المالية للحكومة إلى تدهور قطاعة الطاقة، وكانت وزارة الكهرباء اليمنية، حذرت من التوقف التام لخدماتها بسبب الأزمة السياسية في البلاد وطالبت من الحكومة اليمنية تقديم العون لها للحيلولة من الوصول إلى مرحلة الانهيار.
وحذر تقرير حديث لوزارة الكهرباء في اليمن، من توقف خدماتها بسبب الأزمة السياسية ، وتعرض محطات الكهرباء وخطوط الإمداد، لخسائر فادحة جراء اعتداءات.
وأوضح التقرير الصادر منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن خطوط نقل التيار بين صنعاء ومحطة مأرب الغازية، تعرّضت لنحو 64 اعتداء، إضافة إلى اعتداءات تخريبية طالت خطوط الكهرباء في محافظات الحديدة وتعز وأمانة العاصمة وعدن وأبين منذ 2011.
وحسب التقرير فإن خسائر مؤسسات الكهرباء في اليمن بلغت 34 مليار ريال (156 مليون دولار) منها 15 ملياراً، جراء تخريب خط صنعاء – مأرب، ومناطق المواجهات العسكرية في صنعاء، إضافة إلى 19 مليارا عجزت المؤسسة عن تسديدها لمستثمري شراء الطاقة وشركة النفط وقيمة قطع غيار، إلى جانب نهب 16 سيارة ومعدات تابعة لمؤسسة الكهرباء اليمنية.
ويمتلك اليمن أصغر منظومة كهربائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً للبنك الدولي.
و تظهر إحصاءات رسمية أن متوسط استهلاك المشترك اليمني من الطاقة الكهربائية، لا يتجاوز 2314 كيلوواط/ساعة، وهو من المؤشرات الأدنى على مستوى العالم، كما أن نسبة السكان الذين يحصلون على خدمات الكهرباء لا تتجاوز 41.7% على مستوى البلد، وتنخفض في الريف إلى 22.8% في مقابل 87.4% للمناطق الحضرية.

“العربي الجديد  –  فاروق الكمالي “

أخبار ذات صله