fbpx
وترجّل الفارس

وترجّل الفارس

محمد بالفخر

mbalfakher@gmail.com

  ” انا لله وإنا اليه راجعون” هكذا علمنا ديننا أن نقولها عند وقوع المصائب وفي هذا اليوم  تلقينا خبراً أفجعنا جميعا دمعت من هوله العيون وخشعت جراء وقعة القلوب ونقول إنا على فراقك ياهشام باشراحيل  لمحزونون .

 رحل هشام  كما رحل غيره وكما سنرحل جميعا فهذا حال الدنيا فهي ليست لحي وطنا فهي دار ممر لا دار مقر وهذا مصير كل حي.

رحل هشام وهو الآن بين يدي رب رحيم نسأله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

رحل هشام وقد كان فارسا لا يشق له غبار فترجّل بعد ان خاض المعارك كلها بجسارة بالغة قاوم الطغيان وتحدّى صلفه وجبروته وحيدا  فكانت الايام منبرا وشعاعا مضيئا انار الطريق لجماهير الجنوب وشعب الجنوب للتعريف بقضيتهم وشكلوا من خلالها حالة استعصاء ضد التهميش ضد الاقصاء ضد نهب الثروة ضد طمس الهوية التي مارسها النظام اليمني وأتباعه بعد اجتياحهم  للجنوب في العام 1994 م. وجعلوه فيدا وغنيمة تقاسمها الفاتحون الجدد وشركائهم وادخلوا شعب الجنوب في انفاق مظلمة عانى فيها كل انواع الذل والهوان .

ترجل الفارس وصحيفة الايام الغراء تعاني القهر والتوقيف القسري  بعد ان داهمتها  اجهزة القمع واستخدمت كافة انواع الاسلحة ضدهم وتم سفك الدماء الطاهرة في رحابها واقتادت الفارس الهمام وابنه الى غياهب السجون وكانت تهدف بذلك الى تركيعه وإذلاله ولكنه  كان شامخا كشموخ شمسان رافضا الذلة والانكسار والهوان فتقبل السجن والمحاكمات التعسفية الجائرة والتي مازالت قائمة   كما فرضها  النظام السابق  واستمر عليها النظام اللاحق السابق .

فضرب الفارس أروع الأمثلة في الصبر والثبات على الحق فكان فعله دروسا عملية ستنير الطريق للأجيال القادمة .

فكم عانى هذا الرجل وكم عانت أسرته في سبيل الجنوب ومن اجل الجنوب .

ترجل الفارس ولم يتحقق النصر بعد ولكن ارهاصاته وبشائره قد لاحت في الأفق.

ترجل الفارس وهو يبذل جهوده لتوحيد الصف وجمع الكلمة لكل رجال الجنوب ونشطائه .

وتبقى المسؤولية عليهم لتحقيق أمله بعد مماته .

رحمك الله أبا باشا والهم أهلك وذيك ومحبيك الصبر والسلوان.

فوالله لو سودنا كل بياض العالم بكتاباتنا  لن نوفيك حقك فمقامك كبير ودورك كان عظيما وما لم نستطع أن نستدركه فللحدث الجلل وقعة على النفوس وما لم نستدركه الآن سكيتبه غيرنا من محبيك فهم كثر ولله الحمد .

فرحمة الله تغشاك   و الله نسأل أن يجيرنا في مصيبتنا ويخلفنا خيراً وإنا لله وإنا اليه راجعون .