ما إن اقترب موعد الذكرى الـ(51) لثورة الـ(14 أكتوبر) حتى تحولت عدن وكل مدن وقرى الجنوب إلى أشبه بورشة عمل كبيرة ، الكل يعمل ويُشارك ويُجهز في الإعداد للاحتفال بالعيد الـ(51) للثورة الأكتوبرية .
عشية العيد تحولت عدن إلى أشبه ما تكون بمدينة الألوان الأربعة (الأحمر والأبيض والأسود والأزرق) ألوان العلم الجنوبي ، حيث ازدانت كل شوارعها ومحالها وبيوتها بالعلم الوطني ذي الألوان الأربعة الزاهية ، كان الكل على موعد مع الاعداد والتجهيز ، لتزيين المدينة حتى تظهر في يوم عيدها بأبهى حلة ومظهر .
تمر في عدن وتلاحظ السيارات مخضبة بالعلم الوطني الجنوبي ، ترقب البيوت فتُشاهد الأعلام تُرفرف من أعلى أسطحها ، أعمدة الإنارة ولوحات الدعاية والاعلان وواجهات المحال التجارية كلها مزدانة بعلم الوطن .
أعلام وطنية وشعارات ثورية وهتافات نضالية هو ما يطغى على عدن ، لا شيء يعلو فوق هذا ، جاء الجنوب بقضه وقضيضه إلى عدن ليحتفل بذكرى ثورة الأولى ، ويُشارك ببهجة وطن اختمرت ثورته الثانية في سعيها للنجاح ايضاً ولتحتفل الأجيال بذكراها في قادم السنوات كما نحتفل اليوم في ذكرى ثورة أكتوبر .
عدن في عيدها الوطني لم تعد عروس البحر فقط بل أضحت عروس البر وعروس الجبل وعروس الصحراء ، عروس كل الوطن ، على صغر مساحتها اتسعت لكل الجموع الوافدة من كل أرجاء الوطن ، وازدانت شوارعها بهم وازدانوا بها .
هو عيد للعلم وعيد للوطن ، عيد ذكرى ثورة أحاله أبناء الجنوب إلى ما يُشبه لوحة فنية رائعة الجمال ألوانها أربعة وقوامها النجمة .
هذه هي حالة عدن وهي حالة مُعبرة عن كل الوطن الذي يحتفل بذكرى ثورته على وقع زخم ثوري آخر يسعى للحرية والانعتاق من قبضة احتلال يمني أهوج .