يافع نيوز – البيان

اندلعت في مدينة عدن، عاصمة الجنوب اليمني، اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن وعناصر مسلحة تتبع أحد فصائل الحراك الجنوبي في ما يبدو أنه إعلان تدشين لحملة من الكفاح المسلح سعياً وراء مطلب الانفصال..

في حين شكلت وزارة الدفاع قيادة عسكرية متقدمة في محافظة شبوة لملاحقة عناصر القاعدة في المحافظة، بالتزامن مع بدء تنفيذ خطة أمنية شاملة في العاصمة صنعاء للقضاء على المظاهر المسلحة وترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز هيبة النظام والقانون.

وفي تفاصيل المستجد الجنوبي، وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات من الأمن المركزي ومسلحين من الحراك الجنوبي في عدن استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة بعد يوم من قيام هذه القوات بفتح عدة شوارع كان المسلحون اغلقوها منذ نحو عام.

وقالت مصادر محلية إن مسلحين من «الحراك الجنوبي» هاجموا قوات الأمن المزودة بالعربات المصفحة والتي كانت ترابط في مدينة المنصورة بعد ان فتحت شوارع المدينة التي كان المسلحون أغلقوها بعد اشتباكات أدت إلى مقتل أحد المحتجين. وبحسب المصادر فإن الاشتباكات وقعت بالقرب من الساحة التي كان أنصار «الحراك» يعتصمون فيها إلا انه لم يبلغ عن سقوط ضحايا.

وسيطرت وحدات من الأمن المركزي على مديرية المنصورة، والتي تعتبر مركزا أساسيا للاحتجاجات السلمية التي ينظمها الحراك الجنوبي في عدن، خلال محاولة السلطات فتح شارع رئيسي بمديرية المنصورة مغلق منذ عام. وكان محافظ عدن وحيد رشيد تعهد الثلاثاء بفتح الطرق المغلقة في مدينة عدن الاستراتيجية من قبل مسلحي الحراك الجنوبي الذي ينادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله منذ يوليو 2005.

قيادة متقدمة

من جانب آخر، أقامت وزارة الدفاع اليمنية قيادة متقدمة لقوات الجيش في محافظة شبوة لإدارة العمليات العسكرية في المحافظة وبما يؤدي إلى تطهيرها من عناصر القاعدة خصوصاً في مدينة عزان، ومنع تسلل الإرهابين إلى المحافظة.

ومع وجود نحو 24 من ألوية قوات الجيش بتشكيلاتها المختلفة برية وبحرية وجوية، قالت المصادر إن الرئيس عبدربّه منصور هادي أمر بتعزيز تلك القوات بوحدات إضافية لتعزيز قدرتها على المواجهة لأن عدداً من الألوية العسكرية سترابط في محافظة أبين لتأمينها وإقامة حزام أمني حول المدن الرئيسية لمنع تسلل عناصر القاعدة إليها كما حصل إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

خسائر فادحة

بدورها، أفادت اللجنة الأمنية في محافظة شبوة برئاسة المحافظ علي حسن الأحمدي انها تحيي شجاعة وإقدام أفراد اللواء الثاني مشاة بحري والحرس الجمهوري والأمن المركزي وأبناء مديرية رضوم، الذين تصدوا ببسالة منقطعة النظير لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي ولقنوهم ضربات يستحقونها نكالا بما اقترفت أياديهم الآثمة من جرائم بحق الوطن والمواطن.

خطة أمنية للعاصمة

وفي ذات الإطار، بدأ في العاصمة اليمنية تنفيذ خطة أمنية شاملة للقضاء على المظاهر المسلحة وترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز هيبة النظام والقانون بمشاركة مختلف الأجهزة الأمنية. وأكد مدير أمن العاصمة العميد رزق الجوفي أن الخطة تأتي تنفيذا لتوجيهات وزير الداخلية اليمني للقضاء على مظاهر حمل السلاح والاختلالات الأمنية التي عانت منها العاصمة في الآونة الأخيرة.

ألغام كثيرة

دعا محافظ أبين جمال العاقل النازحين من أبناء المحافظة إلى التريث في العودة إلى مناطقهم حتى تستكمل قوات الجيش والأمن تأمين تلك المناطق وإخلاءها من الألغام والمتفجرات التي زرعها مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في المناطق التي كانوا يتمركزون فيها.

وقال العاقل إن الإرهابيين خلفوا وراءهم كميات هائلة من الألغام والمتفجرات في مناطق جعار وزنجبار وشقرة والطرق المؤدية إليها، مضيفاً القول إن «فرق الهندسة العسكرية المتخصصة في نزع الألغام تعمل جاهدة على نزع الألغام والمتفجرات التي زرعها المتطرفون هادفين إلى نشر الموت والرعب في كل مكان».

وبيّن محافظ أبين أن إكمال تلك العمليات سيأخذ وقتا، وأن قيادة السلطة المحلية ستبلغ النازحين حال انتهائها من إخلاء تلك المناطق من المتفجرات بعد ان تم تطهيرها من المقاتلين، لكنه أكد ان السلطة المحلية تعمل جاهدة بالتواصل مع الحكومة لتوفير الأمن والاستقرار والخدمات الضرورية للمواطنين.