fbpx
بوادر اتفاق وشيك في اليمن على هدير المدافع في صنعاء
شارك الخبر

يافع نيوز – وكالات

أبدى ممثل الأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر، أمس الجمعة، حذراً حيال التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف النار بين الحوثيين الشيعة والمقاتلين السنة في صنعاء خلافاً لما أعلنه احد المفاوضين، وقال بن عمر للصحفيين “حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها كأساس للاتفاق” .
كما أبدى أحد المقربين من الحوثي حذراً مماثلاً، مؤكداً قبل مغادرة ابن عمر صعدة “حل 98 في المئة من المشاكل” لكنه رفض تأكيد التوصل إلى اتفاق ناجز، وكانت مصادر أكدت أن جماعة الحوثي وافقت على وقف المعارك مع مقاتلي حزب الإصلاح السني في العاصمة اليمنية صنعاء، وصرح احد المفاوضين للصحفيين الموجودين في صعدة شمالي اليمن أن “زعيم التمرد عبدالملك الحوثي عين اثنين من معاونيه لتوقيع الاتفاق في صنعاء” .
وكثفت جماعة الحوثي من هجماتها التي تستهدف قوات الجيش وخصومها الدينيين، بخاصة جامعة الإيمان، التي يتزعمها الشيخ عبدالمجيد الزنداني، حيث تواصلت الاشتباكات بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش في أكثر من منطقة في العاصمة صنعاء، ولأول مرة يقدم مسلحو الحوثي على قصف مبنى التلفزيون الرسمي وقناتي “سبأ” و”الإيمان” بالهاونات مخلفين عدداً من القتلى والجرحى في صفوف حراسات المبنى، الواقع على خط مدينة عمران، فيما حوصر بعض العاملين في التلفزيون ومنع البعض الآخر من الوصول إلى المبنى، الذي تم تعزيزه في وقت لاحق بقوات إضافية من الجيش .
وأكد شاهد عيان في التلفزيون اليمني استمرار تعرض مبنى التلفزيون لقصف مسلحي الحوثيين نهار الجمعة، فيما توقف البث لدقائق، وبثت القناة شريطاً خبرياً يشير إلى تعرض المبنى للقصف المستمر .
وقام وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد يوم أمس، بزيارة تفقدية إلى مبنى التلفزيون وموقع معسكر الإذاعة الجديدة، حيث اطلع على أحوال الجنود وتفقد أوضاع العاملين في المبنيين .
وأكد ناصر أن المؤسسة العسكرية والأمنية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المواطن ويسعى للإضرار بمنشآت ومصالح الوطن والشعب وستتصدى بحزم لكل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار أو من تطاوله نفسه بالاستعلاء على الشعب وعلى الوطن عبر قوة السلاح والذي لن يكون مصيره إلا الفشل الذريع والمخزي .
وكانت صنعاء قد شهدت ليلة دامية حيث هاجم الحوثيون قوات الجيش في أكثر من حي بخاصة الحي الذي يقع بالقرب من جامعة الإيمان التي يتزعمها رجل الدين المعروف الشيخ عبدالمجيد الزنداني، ومنها الحي المعروف ب “الحي الليبي”، الذي يقع في نطاقه كذلك مقر الفرقة الأولى مدرع ومقر حزب التجمع اليمني للإصلاح .
وعاش القاطنون في تلك الأحياء أسوأ لياليهم مع أصوات الانفجارات الضخمة التي دفعت بالأسر إلى الخروج من منازلهم خوفاً من تداعيات سلبية للأوضاع، في وقت شدد الحوثيون الخناق على بعض المواقع التابعة لحزب الإصلاح وجماعة الإخوان .
وأكد أحد ساكني المنطقة التي تقع في جامعة الإيمان استمرار الاشتباكات المتقطعة وصعوبة تحرك السكان الذين خرجوا أمس الأول هرباً من الاشتباكات لدى محاولاتهم زيارة منازلهم لتفقدها، مشيراً إلى استمرار تمركز المسلحين في المنطقة .
وأكد شهود عيان ل “الخليج” دخول مجاميع مسلحة إلى ساحة كلية الطب، القريبة من الفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان قادمين من اتجاه شملان منذ مساء أمس، إلا أن القوات العسكرية تصدت لهم وسقط ضحايا منهم، حيث يسعى مسلحو الحوثي للاتجاه نحو جولة عمران ومطار صنعاء الدولي .
وكانت شبكة الاتصالات وخدمة الإنترنت قد قطعت عن العاصمة صنعاء عند الساعات الأولى من صباح أمس قبل أن تعود للعمل عند الظهر، حيث تأثرت بذلك شركات الجوال الثلاث التي تعمل في اليمن . من جهته، أكد مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا أنه في الوقت الذي يتواصل فيه الحوار مع جماعة الحوثي برعاية وإشراف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر، أن عناصر مسلحة من تلك الجماعة قامت بالانتشار في بعض الأحياء السكنية بالمنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء والاعتداء على نقاط الجيش والأمن في حي شملان وشارع الستين، مثيرة بذلك الخوف والفزع والذعر لدى المواطنين من خلال إطلاق الأعيرة النارية وإقلاق السكينة العامة .
وأشار المصدر إلى أن ما تقوم به العناصر الحوثية من ممارسات استفزازية وأفعال مخلة بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين في بعض أحياء العاصمة تهدف من ورائه إلى إرباك المشهد السياسي وعرقلة الوساطة القائمة التي يرعاها المبعوث الأممي جمال بن عمر .
ونفت اللجنة صحة أنباء عن سيطرة العناصر “الحوثية” المسلحة على بعض الأحياء السكنية في المنطقة الشمالية لأمانة العاصمة صنعاء، وقالت “إن ما تقوم به بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية إنما هو ترويج لانتصارات وهمية للعناصر الحوثية لا أساس لها من الصحة” .
وأرغمت المواجهات المسلحة في صنعاء إدارة مطار صنعاء الدولي، على وقف حركة الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي، بعد إعلان شركات الطيران العربية والأجنبية تعليق رحلاتها إلى مطار صنعاء الدولي لمدة 24 ساعة لأسباب أمنية، فيما أكدت مصادر ملاحية عن الهيئة العامة للطيران الجوي أن شركة الطيران اليمنية نقلت أكثر طائراتها إلى مطار عدن مؤقتا تحسباً لتجدد المواجهات المشتعلة بالقرب من مطار صنعاء .
وأفاد مصدر بالهيئة اليمنية العامة للطيران المدني بأن طائرة تابعة لشركة طيران الملكية الأردنية وطائرة ثانية تتبع الخطوط الجوية التركية هبطتا الليلة قبل الماضية في المطار، لأنهما كانتا قد غادرتا مطاراتها، باتجاه صنعاء قبل قرار تعليق الشركات العربية والأجنبية لرحلاتها إلى العاصمة اليمنية لمدة 24 ساعة للمستجدات التي تشهدها العاصمة .
أكد مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشائف أن الأوضاع في المطار آمنة ومستقرة وان رحلات طيراني اليمنية والسعيدة تسير بصورة طبيعية وفق جداولها المعتادة . وقال إن ما أشيع عن انضمام حراسات المطار إلى جماعة الحوثي عارٍ تماماً عن الصحة، وإن الجميع يؤدون واجبهم على أكمل وجه .