يافع نيوز – العربي الجديد
أكّد الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، “حقّ المواطنين في العاصمة بالدفاع عن منازلهم”، داعيّاً إياهم إلى “تجنّب الصدام مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء”، تزامناً مع دخول التفاوض بين الحكومة والجماعة يومه الثالث. وفيما يعارض الحوثيون بعض بنود الاتّفاق، أفادوا أن مواقع عسكرية مهمة في محيط العاصمة، أعلنت تأييدها “ثورتهم”.
واعتبر هادي أثناء لقائه، اليوم السبت، شخصيّات اجتماعيّة من منطقة حزيز وأحياء مجاورة جنوبي العاصمة، أنّ اليمن يمرّ بظروف صعبة ومعقّدة، داعيّاً إلى “توخّي الحذر والحيطة لكي لا تتعرض صنعاء الى المزيد من المشاكل والاحتكاكات بمليشيات الحوثيين المسلّحة”.
وأوضح أنّه “لا مانع لدينا، وبموجب الدستور والقوانين، بأن تكون هناك تجمعات سلميّة، لكنّ محاولة اقتحام المرافق الحكوميّة أو المدارس، وأقسام الشرطة أو البيوت، شيء محرم ولا يجوز السكوت عليه مطلقاً”.
ودعا الرئيس اليمني، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، أبناء المنطقة إلى التعاون مع قائد قوات الاحتياط، اللواء علي بن علي الجائفي، والعمل من أجل التهدئة وتجنّب الصدام إلا للدفاع عن النفس والمال والعرض”.
وأشار إلى أنّ “السلاح منتشر لدى كل الناس، وسيدافع كل عن منزله وحقه وحرماته، وستعمل الدولة كل ما يمكن من أجل تجنّب سفك الدماء”، لافتاً إلى أنّه “على الجميع تحمّل المسؤوليّة الوطنيّة كاملة، ويكفي صنعاء ما مرّت به في الماضي القريب والبعيد”، على حدّ قوله.
وتطرّق هادي إلى حيثيات تدخل إيران في شؤون اليمن، قائلاً: “حذرنا مراراً من أيّ تدخّل في شؤون اليمن الداخليّة، لكن ما يحدث ربّما هو رسائل من أجل فرض الهيمنة الإقليمية وتعريض اليمن للمخاطر الكبيرة”. كما أشار إلى أن “الدول الخمس، الدائمة العضوية في مجلس الأمن، اتّفقت مع المجتمع الدولي، على أن اليمن لن يذهب إلى حرب أهليّة”.
وشهدت منطقة حزيز، جنوبي العاصمة، اشتباكات مسلحة الأسبوع الماضي، بين الجيش ومسلحي جماعة الحوثي. وشكا وجهاء المنطقة للرئيس اليمني، وفق وكالة الأنباء الرسمية، خلال الاجتماع، اعتداءات الحوثيين ومحاولتهم اقتحام بعض المنازل.
وفي تطور نوعي، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، أن القيادات العسكريّة في جبل النبي الشعيب، أعلنت تأييدها “الثورة”، التي يقودها الحوثيون لإسقاط الحكومة. ويعدّ جبل النبي شعيب، غربي صنعاء، أعلى قمّة في الجزيرة العربيّة والشام، إذ ترتفع 3700 متر عن سطح البحر. ونشر موقع الجماعة صورة أربعة ضباط، قال إنهم أيدوا مطالب الجماعة. ولم تعلق حتى الآن، أي مصادر رسميّة، على هذا الخبر.
وعلى صعيد التفاوض مع الحوثيين لإنهاء الأزمة الحالية، علم “العربي الجديد”، أنّ بند الانسحاب الفوري من محيط صنعاء، يليه الانسحاب من محافظة عمران، وفق جدول زمني، بمجرّد تكليف رئيس جديد للوزراء، لا يزال محل رفض من الحوثيين.
وتفيد مصادر “العربي الجديد”، أنّ المفاوضات التي دخلت يومها الثالث، برعاية المبعوث الأممي، جمال بن عمر، وصلت إلى اتفاق حول أغلب البنود، وأهمها اتفاق السلطة وممثلي جماعة الحوثي على اسم رئيس الحكومة المرتقبة، من دون أن يكشف الطرفان حتى اللحظة عن هوية الشخصيّة المتفق عليها.
وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة “الشارع” المحليّة، اليوم السبت، إلى أنّ إقالة حكومة، محمد سالم باسندوة، تلقى اعتراض حزب التجمّع اليمني للإصلاح، أكبر أحزاب تحالف اللقاء المشترك، وكذلك اللواء علي محسن الأحمر، مستشار رئيس الجمهوريّة للدفاع والأمن.
وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت، اليوم السبت، بين جنود الأمن اليمني ومسلحين حوثيين في صنعاء. وقال شهود عيان إن الاشتباكات اندلعت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في شارع التلفزيون قرب حي صوفان شمالي العاصمة، وهي المنطقة التي يعتصم الحوثيون بالقرب منها في شارع المطار.
في موازاة ذلك، أصدرت مجموعة “سفراء الدول العشر”، المشرفة على التسوية السياسية في اليمن بياناً، عبّرت فيه عن قلقها البالغ من “الأنشطة العلنية لأنصار الله”، وحثّتهم على “التفاوض مع الحكومة اليمنية بحسن نية لحل المظالم والخلافات السياسية” وتنفيذ الاتفاقات التي توصلت إليها مع الحكومة.
ودانت المجموعة التي تضم (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون وبعثة الاتحاد الأوروبي) من سمّتها بـ”العناصر التي تسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار الحالية لتحقيق أجندات سياسية ضيقة، بينما تستدعي الظروف من كل اليمنيين أن يعملوا معاً لتحقيق المصالحة الوطنية” حسب البيان. وأكدت المجموعة أنها تدين “البيانات العلنية لأنصار الله والتي تعني جوهرياً تهديدات بإسقاط الحكومة اليمنية”. وأشارت إلى أنها “تعتبر الجماعة مسؤولة عن تدهور الوضع الأمني في صنعاء، وعن عدم الانسحاب الكامل من (محافظة) عمران، وكذلك عن اشتراكها في مواجهات مسلحة في الجوف”. وقالت المجموعة إنها “تدرس بعناية اقتراحات تشير إلى أن عناصر من قوىً سياسية محلية أخرى تشجع تدهورات كهذه، أو أنها تؤجج حالة عدم الاستقرار لتحقيق أهداف شخصية على حساب الشعب اليمني”. كذلك حذرت المجموعة “من أي محاولات من خارج اليمن لدعم أعمال تؤدي إلى الفوضى العامة، لأن هذه المحاولات لا يمكن اعتبارها صديقة لليمن أو داعمة للمرحلة الانتقالية السياسية” .