fbpx
دعوة تأريخية لتصالح وتسامح رابطي إشتراكي

دعوة تأريخية لتصالح وتسامح رابطي إشتراكي


كتب / أديب السيد

لا شك ولا ريب أن لكل من حزب الرابطة والحزب الاشتراكي  مكانتهما وموقعهما من المعادلة السياسية التاريخية ، ولا يمكن تجاوز هذان الحزبان العريقان بأي حال من الأحوال ، لكن اليوم الأمر اختلفت كثيراً وكثيراً جداً وربما لا يزال بعض من قيادات هذين الحزبين في سباتهم التأريخي الذي أنقلب بهم فجأة من جنوبية الحزبين إلى يمننتهما إبان الدخول في مرحلة “الوحدة اليمنية ” وربما ما قبلها .

فاليوم وفي المرحلة الحساسة جداً والفرز التأريخي السياسي الذي تشهده الساحة الجنوبية لا نزال نشهد صراع قديماً جديداً بين”الاشتراكي والرابطة” وبطراز جديد أيضاً تحت مظلة القضية الجنوبية “الساخنة ” التي يريد كل من الحزبين النيل بتمثيلها ، فيما يرفض الشارع الجنوبي كلا الحزبين رفضاً قاطعاً و يتمسك بالحراك السياسي الميداني كممثل وحيد وشرعي للقضية الجنوبية وبرئاسة رئيس الجنوب السيد علي سالم البيض .

ومن هنا فإن هذا لا يعني استبعاد الرابطة والاشتراكي من لعب دورهما السياسي في ظل القضية الجنوبية وبما يلبي طموحات الشعب الجنوبي ، ولكن هذا لن يكون إلا في ظل تصالح وتسامح حزبي سياسي بين الاشتراكي والرابطة بما يتناسب والمرحلة الفاصلة التي يعيشها الجنوب اليوم .

كما على الحزبين المقصودين أعلاه دفن الماضي البغيض إلى غير رجعه وفتح صفحه بيضاء على مائدة شرف الحراك الجنوبي السلمي وبحضور ممثلين عن تياراته وبشكل علني ورسم لائحة عريضة يوقع عليها الحزبين تحتوي على عقد المصالحة السياسية والأخوية بين الطرفين ، وإعلانهما رسمياً فك إرتباطهما عن صنعاء ، وهذا سيكون بمثابة اعتذار يقدمه الحزبين لشعب الجنوب عوضاً عما سلف ، كما يعتبر في نفس الوقت عملية خاطفه ونوعية لتوجيه ضربة قويه جداً للقوى والأحزاب  الشمالية ولنظام صنعاء بدرجة رئيسية والذي وإن كان يرأسه هادي فهو لم يختلف كثيراً عن  صالح المخلوع .

وعلي هنا أن أنبه بغاية الأهمية إلى انه هذه المصالحة التي أتحدث عنها لن تزيد في القضية الجنوبية شيئاً كما أن بقاء الحزبين على نهجهما الحالي لن يؤثر على مسيرة شعب الجنوب البطل ،ولكنها ستعمل على تقارب الجهد الحزبي السياسي بين الحزبين وتقربهما معاً نحو المصالحة مع شعب الجنوب وعودتهما لمنبعهما الأصلي وهي الهوية الجنوبية الخاصة والوطن الجنوبي الذي يتسع لكل أبناءه .