إنك تفتش عن الحكمة اليمانية والإيمان اليمان ما تحصلها 
إنك تشوف تاريخ اليمن زمان وتقارنه بواقعها اليوم
إنك تدور عن ناس أرق قلوبا وألين افئدة فتجدهم أكثر حروبا واقسى قلوبا 
إنك تعيش في بلدك وتحس أنك غريب 
إنك تسمع صرخة مغترب وتسد أذنيك
إنك تسمع عن ضحايا يموتون كل يوم ولاتسمع عن جناة يحاكمون
إنك تحلم باليمن تكون ماليزيا تطلع نسخة مصغرة من الصومال
إنك تشوف مواطناً يأكل من بقايا القمامة وناهبين معاهم ما يكفيهم إلى يوم القيامة
إنك تكون وسط في واقع شعاره مع أو ضد
إنك تشوف فقراء يفتشوا قطعة كرتون يناموا عليها وفاسدين يحوشوا أراضي الدولة بالكيلومترات
إنك تعامل على الوظيفة سنوات وما تتوظف وغيرك يتوظف في يوم وليلة
إنك تكتشف أن حاميها حراميها
إنك تخدم الدولة أجمل سنوات عمرك وعندما تمرض أو تتقاعد لا احد يلتفت اليك
إنك تدرس وتتعب وغيرك يغش ويصعد
إنك تشوف تهامياً نهبوا أرضه واضطر يشتغل فيها بالاجر اليومي لانه لاقادر يردها ولاقادر يفارقها
إنك تستمتع بالكهرباء من غير ما تطفي
إن وطناً بأكمله يصبح مصيره بيد ثلة من المتصارعين وثلة من العابثين
إنك تشوف خبراً عاجلاً ” عاقل ” ضروري يكون مجنوناً
إنك تسمع خبراً مفرحاً بدون ما تسمع بعده أخبار كوارث
إن أبناء البلد يرحلون ويطردون ويهانون والكبار يتصارعون ولايبالون
إنك تلتزم وتكون “حمار المعسكر” وغيرك يلعب و” يتميدر”.
إنك تحلم حلم جميلاً ويستمر حتى آخره
إنك تغير قناة تبث توم وجيري واطفالك بجوارك
إنك تشوف مسؤولين لايخجلوا من تقصيرهم في مهامهم ولايقدمون استقالاتهم
إنك تعطي قبيلي متسلح محاضرة عن حب الوطن
إنك تكتشف أن الحروب صارت جزءا من اللعبة السياسية
إنك تجتهد ومالك من اجتهادك نصيب
ان مرضى السرطان يتزايدون ومافيا السموم مازالوا يهربون سمومهم للبلد ويدفنونها في المدن
إنك تقتصد وتوفر من المعاش
إن أرواح ابرياء يتم اختزالها في تشكيل لجنة ولو جبر خاطر
إن بلداً عمره آلاف السنوات يموت من أجل أن يعيش أفرادا عمر الواحد منهم لا يتجاوز المائة عام
إنك تتكلم بدون ما تقول قالوا وسمعت
إنك تشوف ناهب مال عام خلف القضبان
إنك تقرأ مقالي وما تعطر قلبك بالصلاة على النبي
وتدعي لأبي بالرحمة ولجميع أموات المسلمين
وجهة مطر / مقالي اليومي في صحيفة الثورة