fbpx
الى أين وصلت مخرجات الحوار الوطني …!؟
بلقيس الاحمد
لفت نظري تصريحاً صحفيا للاستاذ ياسر الرعيني النائب الثاني للأمانه العامة للحوار الوطني تضمن خبرا عن بدء الأخيرة في اطار تدشين الحملة التوعوية في مختلف محافظات الجمهورية  لمخرجات الحوار الوطني الشروع أيضا باجراءات لإصدار الدليل الإرشادي وذلك لتلبية الدعوة للاصطفاف الوطني لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار .
منوهاً إلى ان تنفيذ مخرجات الحوار كفيلة بحل كافة القضايا التي يعاني منها الوطن كون مؤتمر الحوار قد وضع الحلول المناسبة لمجمل القضايا.
ومع  تقديرنا لهذة المبادرة الشبابية والتي تحملها حسن النوايا،  ولكن الخوف من ان تتحول مخرجات الحوار الوطني الى المزيد من الكلام والتنظير الذي يبدأ دون ان تكون له نهاية في الافق المنظور . وان يظل فقط يدور في حلقة مفرغة بين المتحاورين انفسهم دون سواهم self-dialogue، بعيدا عن الاستعانة والتعاون مع المؤسسات المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني المختلفة والتي تعتبر جسورا وادوات اتصال مع المواطن، وذلك كما هو متبع في دول العالم.
في اعتقادي،  ان ما نحتاجه في هذا الوقت ليس دليلا ارشاديا فحسب، بل برنامج والية عمل تنفيذية لمخرجات الحوار الوطني تحدد زمانا وموضوعا ومهاما، بحيث تتحول الى واقع ملموس ولو بالتدريج وخطوة بخطوة  لكل مرحلة، قبل ان يفقد الناس الامل ومن خلال تجربتي كاعلامية و رئيسة منظمة مجتمع مدني طالما واجهت سؤالا يتكرر من الناس، ولاشك ان غيري كُثُر  قد سمعوا:
 متى سترى مخرجات الحوار الوطني النور…!؟
ولا زلت اتذكر مارافق ايام مؤتمر الحوار  الوطني الشامل طوال التسعة الاشهر من الدعاوي التحريضيه على اعضائه، وان كانت معظمها مغرضة ومعروف من يقبع خلفها، الا ان الكثير من السواد الاعظم من الناس انتظروا  نتيجة هذا التحاور الطويل واستحقاقات مخرجاته متوقعين انه بمجرد انتهاء هذا المؤتمر  ستتحول مخرجاته الى واقع  جميل ، غير انه في ظل غياب التوعية بان تنفيذه يمر بمراحل عدة وأنه غير متوقف كما يعتقد الكثير وان العمل قائما على قدم وساق وفي هذه المرحلة تعمل لجنة صياغة الدستور وعقب الانتهاء من الصياغة. الى آخر تلك المراحل التي تسبق الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
للأسف مرت الايام  ولم  يسمع الناس الا عن ندوات ومحاضرات اقتصرت على اجتماعات مغلقة  وعلى اشخاص معينين يتناوبون المهمات فيما بينهم .غير مدركين بأن نسبه الوعي عند الشعب اصبحت عالية عقب ثورة الربيع العربي في ظل تلك التجمعات الكبيرة والتظاهرات في الساحات الثورية على مستوى البلاد بكاملها لاشهر عديدة ، مما ادى الى الاحتكاك المباشر بين الجماهير والتي ولدت الكثير من الوعي والمفاهيم عن السلطة والقيادة والادارة ومعنى العمل المشترك واهمية التواصل عبر الادوات المجتمعية المعروفة،  فلم يعد يجدي التعامل معهم كما كنا قبل الثورة.عندما كان مطبخا اعلاميا واحدا هو المعتمد ويتم الاخذ به دون تساؤل.
نحن نعلم ان   تحول مخرجات الحوار الوطني الى واقع ملموس ليست  مسؤولية الامانه العامه للحوار الوطني  فقط، وانما مسؤولية الجميع، ولكن مهمة الامانه هي التعاون مع كافة الشركاء الحقيقين كما هو جاري الأن ولكن بشكل اوسع .
والخلاصة بان الجميع بدون تخصيص ينتظرون جواب شافي يتبلور حول متى سترى مخرجات الحوار الوطني النور…!؟ والحاجة الى التوضيح الى اي مرحلة نحن فيها..الشعب يريد ان تصله معلومات رسميه عن الخطوات التي تخطوها الدولة في اتجاه تنفيذ مخرجات الحوار الوطني خصوصاً اننا وصلنا الى حالة  من الاحباط ،  ووصلنا الى مرحلة ان الجميع شعر به  ولعل المنشور الأخير الذي نشره الاستاذ محمد جسار ‎مدير تحرير، إدارة الإعلام، بالأمانة العامة للحوار والذي  يتساءل فيه  بفكر مسموع  “عن اسباب  حالة الاحباط التي وصلنا اليها ومن السبب “. ؟!! يأتي كأحد التساؤلات في هذا الصدد من بين الاف التساؤلات المكتوبه وغير المكتوبة.
ومع ذلك فالامل كبير بأن هناك من العناصر الوطنية الكثر والذين يحرصون على تغيير الصورة الى الأفضل منهم طاقم الامانة العامة للحوار الوطني بداية من الدكتور احمد ابن مبارك والاستاذة افراح الزوبه والاستاذ ياسر الرعيني والاستاذ محمد جسار والاستاذة مروى التويتي وغيرهم ممن لا تحضرني اسماءهم . كما ان التفاؤل يتزايد عندما نرى ان هناك اصدقاء لليمن ممن يقدمون الدعم القوي والمساعدة عبر الدول والمنظمات الدولية المانحة مشكورة ،  والتي تحرص على رأب الصدع بين اليمنيين وتحاول جاهدة ان تصل بهم الى بر الامان . ولكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.