fbpx
إسلاميو ليبيا.. السلاح بديلا للحوار
شارك الخبر

يافع نيوز – سكاي نيوز

يتنامى استخدام السلاح واللجوء إلى العنف في ليبيا شرقا في بنغازي وغربا في طرابلس، في وقت يرى خبير إعلامي أن الخسائر التي تكبدها تيار الإسلام السياسي تقف وراء هذه الفوضى الأمنية التي تشهدها البلاد.

وكانت العاصمة طرابلس مسرحا لآخر أعمال العنف التي تزيد المشهد الليبي تعقيدا، فمنذ السبت الماضي، تجري اشتباكات بين مسلحين في مطار طرابلس والمنطقة المحيطة، أدت إلى أضرار بشرية ومادية بالغة، أضافت مزيدا من الصعوبات أمام الحكومة الهشة التي تسعى للسيطرة على مفاصل الدولة.

وجرت الاشتباكات في الأساس بين قوة الزنتان المنضمة لرئاسة الأركان (شبه الرسمية) داخل المطار، ومجموعة مسلحة من مصراتة لها ميول إسلامية، إلا أن القتال لا يمكن وصفه بالنزاع بين الزنتان ومصراتة، حسبما يقول مسؤول الإعلام بالمجلس الانتقالي الليبي سابقا محمود شمام.

ويضيف شمام أن “تيار الإسلام السياسي في ليبيا يحاول إدراك ما فاته من مكاسب سياسية عن طريق السلاح”، في إشارة إلى خسارة التيار الديني نفوذا كبيرا في ليبيا بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في يونيو الماضي.

ويتابع شمام لـ”سكاي نيوز عربية”، أن التيار الذي سماه “المدني العام” استطاع اكتساح الانتخابات، التي ستعلن نتائجها الرسمية قريبا، وكان يشير إلى ذلك التيار الذي “يحمل أجندة وطنية عامة تتعلق ببناء الجيش والدولة والدعوة إلى انتخابات رئاسية”.

ويرى شمام أن تيار الإسلام السياسي في ليبيا بصرف النظر عن اسمه “لم يستطع أن يفرض فكرة التقاسم بالحوار، فأراد أن يفرضها بالسلاح”، واصفا ما حدث في طرابلس بـ”اللجوء إلى وسائل عسكرية في حرب سياسية بين تيار الدولة المدنية وتيار الدولة الدينية”.

ودفعت الاشتباكات قرب مطار طرابلس التي قتل خلالها وأصيب العشرات الأمم المتحدة إلى سحب موظفيها من ليبيا، في ضربة دولية جديدة تشكك في قدرة السلطة الحالية على فرض الأمن في هذا البلد.

ويضاف هؤلاء القتلى إلى ضحايا أعمال عنف تشهدها بنغازي أكبر مدن الشرق منذ أسابيع، حيث يشن اللواء المتقاعد خليفة حفتر حملة على من سماهم “المتطرفين” في المدينة التي كانت مهد الاحتجاجات ضد نظام القذافي في 2011.

ورغم التشابه النسبي بين التيارات المتقاتلة في طرابلس وبنغازي، يرى شمام أن هناك فارقا أساسيا بين ما يحدث في المدينتين.

ويضيف شمام: “القتال الذي دار في طرابلس وراءه دوافع السلطة. فهناك صراع على من يمسك بها، أما عملية بنغازي فهدفها حماية الناس والتخلص من التطرف”.

وتقاتل القوات المساندة لحفتر جماعة أنصار الشريعة، في بنغازي التي تشهد منذ أشهر حالة انفلات أمني غير مسبوقة، وعمليات اغتيال تستهدف رجال الشرطة والجيش والقضاء.

ووصف شمام المشهد الحالي في ليبيا بـ”المتوتر والخطير”، وتابع: “من الصعب جدا أن يكون هناك حل ليبي دون تدخل ما من أطراف فاعلة. ربما العامل الأوروبي مهم في تسوية النزاعات في ليبيا”.

وقال إنه “يجب أن يدرك العالم أن الخطر على ليبيا هو السلاح والجماعات المتطرفة. أي حل يتجاوز النقطتين لن يجدي نفعا”.

أخبار ذات صله