fbpx
فيما ” نيويورك تايمز” تؤكد عجز الجيش العراقي عن صده .. أمريكا تتفاوض و”داعش” تزحف صوب بغداد بلا هوادة
شارك الخبر
العراق
يافع نيوز – شئون عربية ( وكالات ) :
في الوقت الذي يسعى فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لدفع الأطراف العراقية إلى تشكيل حكومة عراقية ائتلافية، تضم كل الطوائف  دون المالكي, تتسارع الأمور على الأرض بشكلٍ سريع, ففي تقريرٍ لـ “فوكس نيوز” الأمريكية حول الأوضاع في بغداد أشار إلى أن المئات من العراقيين غادروا بغداد، عبر مطار بغداد الدولي والمنافذ البرية؛ استباقاً لأي اشتباكاتٍ مسلحة، تحصل في معركة السيطرة على بغداد.
 
 وأضاف التقرير أن الآلاف من النازحين من كل مدينة في العراق يتجهون للمجهول، وسط تصاعد الاشتباكات المسلحة بين ثوار العشائر وتنظيم داعش من جهة وقوات المالكي والميليشيات الشيعية من جهة أخرى.
 
أما “CNN”الأمريكية فتناولت في تقريرٍ لها حول الأحداث المتسارعة، على الأرض في العراق وقالت: إن المسلحين يسيطرون على مزيدٍ من الأراضي التي يصلون إليها، وأضاف التقرير أن أكثر من 10 آلاف مقاتل انضم إلى المسلحين، وتنظيم داعش في تحركهم تجاه بغداد في ظل دعم وإسناد العشائر العراقية.
 
ونسب التقرير إلى مسؤوليْن عسكرييْن عراقييْن قولهما  إن نسبة 70 %، من الأنبار باتت تحت سيطرة المسلحين، وأضاف التقرير أن القوات العراقية صدت هجوم هجمات المسلحين ضد مصفاة بيجي، لكن مواقع عراقية ومصادر إعلامية تحدثت أن المصفاة باتت تحت سيطرة الثوار العراقيين.
 
وبحسب مسؤول عراقي لـ “سي إن إن”: قال إن المسلحين سيطروا على مدينة الرطبة التي تبعد 113 كيلو فقط عن الحدود السعودية.. وأضاف التقرير بات للمسلحين طريق مباشر إلى مشارف بغداد الغربية.
 
وفي أقوى تصريحات عسكرية أمريكية، قال مسؤول عسكري كبير في الجيش الأمريكي لـ “سي إن إن”: إن القوات العراقية خارج بغداد قد تفتت وحلت، وإن القوات العسكرية في بغداد تعاني انهياراً كبيراً في المعنويات، ولديها مشكلات في القيادة والتدريب والمعدات، وأضاف أن الولايات المتحدة ستكون حذرة في تسليح الجيش العراقي؛ نظراً لانعدام الثقة به، وتعد هذه التصريحات رداً فورياً على تصريحات وزير الخارجية الأمريكية التي وعد بتكثيف الدعم الأمريكي للجيش العراقي.
 
وكشف تقرير لـ “واشنطن بوست” عن أن  الجيش العراقي يعاني، مما سمّاه مسؤول أمريكي انهياراً معنوياً في مواجهة المسلحين، بعد هروب الآلاف من المنتمين إليه؛ الأمر الذي جعل نوري المالكي يعتمد على الميليشيات الطائفية الشيعية من المتطوعين الذين يتدربون أسبوعاً واحداً فقط لحماية سلطته، التي تتآكل يوماً بعد يومٍ؛  نظراً لليأس من إمكانية التعويل على الجيش العراقي في حماية بغداد.
 
وقال ريك برينان المحلل في مؤسسة راند للأبحاث والمستشار السابق للقوات الأمريكية في العراق “الجيش العراقي ليست لديه القدرة  على الدفاع عن نفسه، محذراً من بداية تفكك الدولة العراقية، تحت نظرنا إذا لم نتمكّن من إيجاد وسائل لإحداث تغييرٍ كبيرٍ ونوعي في الجيش العراقي”.
 
على الجانب الآخر، كشف جنرال بعثي كبير لـ “فوكس نيوز” الأمريكية عن أن عشرات من الضباط الكبار الذين لديهم الخبرة العسكرية، يقودون جنباً إلى جنبٍ مع تنظيم داعش  المعارك في الشمال والغرب، وبحسب المسؤول، فإن ضباطاً من حزب البعث يقودون الأمور العسكرية والإدارية  في الموصل، وعزا هذا الضابط أسباب التعاون مع “داعش” قائلاً “على مدى عشر سنوات عانينا القتل والتشريد والتعذيب، والآن هدفنا واحد وهو التخلص من الحكومة الطائفية، وإسقاط هذا الجيش الفاسد وربما التفاوض لتشكيل إقليم سني”.. وأضاف خلال عشر سنوات فقد البعثيون من المعلمين والأطباء، والجنود والأساتذة وظائفهم لم نجد ما نطعم به أهلنا وأنفسنا، وحُرمنا العمل في كل القطاعات الحكومية بسبب قانون اجتثاث البعث، وهو يعد واحداً من إفرازات الاحتلال الأمريكي للعراق.
 
وعلى صعيد الخسائر العسكرية، ذكر تقرير لـ “وورلد تريبيون” الأمريكية، أن الأسلحة التي استولت عليها المجموعات المسلحة، كلفت  مليارات الدولارات ولم يتم إحصاؤها إلى الآن؛ نظراً للانهيارات الكبيرة، في صفوف الجيش العراقي وتخليه عن كل الأسلحة، التي كانت بحوزته، وهو الأمر الذي حدا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى التريث، قبل أي إرسال معدات عسكرية للجيش العراقي أو حتى التدخل العسكري.
 
وفي أحدث استطلاعٍ للرأي الأمريكي حول تطورات الأزمة العراقية وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز” أكّد 41 % أنهم يؤيدون سياسة أوباما، تجاه الأحداث في العراق، وأن 29 % يريدون من أوباما القيام بما هو أكبر، و22 % يرون أن على أوباما أن يقوم بأقل من ذلك, حيث يدعم هذا الاستطلاع تردّد الرئيس باراك أوباما، تجاه الأزمة العراقية, وهو الذي بدوره أنحى باللائمة على العراقيين أنفسهم في هذه الأزمة؛ بسبب تضييعهم الديموقراطية في بلدهم، بحسب وصفه في مقابلةٍ تلفزيونيةٍ له.
 واعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه في الوقت الذي تحاول فيه قوات الجيش العراقي الاحتشاد على ضواحي بغداد، عقب أسبوعين من انسحابها، انكشف النقاب للمسؤولين الغربيين عن أن الجيش العراقي سيتكبد الخسائر في حربه مع المقاتلين السنيين ولن يتمكن قريباً من استعادة الأراضي التي فقدها.
 
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم: “تقييمات المسؤولين الغربيين والخبراء العسكريين الأخيرة تشير إلى أن ما يقرب من ربع القوات العسكرية العراقية “ليس لديها كفاءة قتالية” وأن قواتها الجوية ضئيلة، بالإضافة إلى تدني الروح المعنوية بين صفوف القوات العسكرية وانتشار الفساد بين قادتها”.
 
وأضافت: “قرار الدول الأخرى التي تدرس دعم العمليات العسكرية في العراق من عدمه يتوقف على أداء القوات العراقية التي أثبتت فشلها أكثر مما كان متوقعاً مع الوضع في الاعتبار التدريبات الأمريكية التي تلقوها على مدار أعوام”.
 
وأردفت الصحيفة: “مقاتلو ومسلحو جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” يعززون مكاسبهم ويبسطون سيطرتهم على المدن الواقعة على وادي الفرات وتأمين طرق الوصول بين قواعدهم في سوريا والجبهة الأمامية في العراق، بالإضافة إلى الضغط على الجماعات السنية للقتال إلى جانبهم”.
 
وتابعت: “تحرز الجهود الرامية لإقناع الحكومة العراقية بأن تكون أكثر شمولية بضمّها للسنّة وتحقيق توازن بين نهجي الإكراه والترهيب الذي يتبعه المسلحون، تقدماً ضئيلاً، حيث تحولت حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى عشرات الآلاف من المسلحين والمتطوعين الشيعة، الأمر الذي يعتبره السنة تهديداً، وحتى الآن لم تصل إلى أي طريق مُجد للعرب السنّة والأكراد”.
 
وقالت “نيويورك تايمز”: “شمال وغرب العراق أصبحا ملاذاً للمسلحين السنة الذين تمكنوا من محو الحدود بين سوريا والعراق، حيث استولى المسلحون على مدينة القائم الحدودية مع سوريا ليتمكنوا من نقل كميات كبيرة من الأسلحة والرجال إلى العراق”.
 
وأضافت: “في ظل توسع حكومة إقليم كردستان شمالاً، ما زالت بغداد والجنوب يقعان تحت سيطرة الحكومة العراقية”.
أخبار ذات صله