fbpx
6 قتلى بينهم عميد بسلسلة اغتيالات في اليمن
شارك الخبر

يافع نيوز – الاتحاد :

قُتل مسؤولان محلي وأمني وجندي أمس في هجمات مسلحة منفصلة في جنوب اليمن، وذلك بعد ساعات من مصرع ضابط كبير في الجيش برتبة عميد برصاص مسلحين مجهولين في العاصمة صنعاء بالتزامن مع مقتل شخصين، أحدهما موظف حكومي، في محافظة حضرموت بتهمة ممارسة السحر والشعوذة.

وذكرت مصادر محلية في محافظة الضالع لـ(الاتحاد)، أن مسلحين ملثمين كانا على متن دراجة نارية أطلقا أعيرة نارية على سيارة يستقلها مدير مكتب السياحة في مدينة الضالع، عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم، وتعد من أبرز معاقل الجماعات الانفصالية في الجنوب. وأفاد شهود بأن الهجوم أسفر عن إصابة مدير مكتب السياحة، محمد صالح الهاشمي، ونجله بجروح فيما لاذ المهاجمان بالفرار

ولاحقاً أكد مصدر طبي في مستشفى «نصر» الحكومي، وفاة المسؤول المحلي، وهو كبير ممثلي جماعة الحوثيين المسلحة في الشمال في محافظة الضالع، بينما لا يزال نجله يتلقى العلاج.

وبالتزامن، اغتال مسلحان مجهولان كانا على متن دراجة نارية مسؤولا في إدارة البحث الجنائي في محافظة لحج الجنوبية، حسبما ذكر شهود عيان لـ(الاتحاد). وأوضحوا أن المسلحين أطلقا الرصاص الحي على المساعد في إدارة البحث الجنائي في لحج، ياسر الجعفاني، أثناء خروجه من مبنى إدارة البحث في مدينة الحوطة، عاصمة لحج، مشيرين إلى أن الهجوم أسفر عن مصرع المسؤول الأمني فيما لاذ المهاجمان بالفرار.

وهاجم مسلحون مفترضون من تنظيم القاعدة، أمس، المجمع الحكومي في بلدة «الشحر» جنوب محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد. وأبلغ (الاتحاد) سكان ومصدر طبي محلي أن الهجوم الذي تم بواسطة أسلحة رشاشة أسفر عن مقتل جندي من طاقم حراسة المبنى الحكومي، يدعى هادي دهمس (25 عاما).

وكان إرهابيون مزعومون اغتالوا، الليلة قبل الماضية، شخصين في بلدة «الشحر» بتهمة ممارسة السحر والشعوذة، حسبما أفاد مصدر أمني محلي لوكالة فرانس برس. وذكر المصدر أن «مسلحين من القاعدة كانا على متن دراجة نارية أطلقا النار على المواطن عمر عبدالحافظ مما أدى إلى مقتله في الحال». وبعد فترة وجيزة «نفذ مسلحان آخران ينتميان أيضأ لتنظيم القاعدة، وعلى مقربة من مكان مقتل الرجل الأول، عملية مماثلة أودت بحياة سعيد الحضرمي الذي كان يقف أمام محل الحلاقة الذي يملكه» بحسب المصدر نفسه.

وأوضح المصدر الأمني أن «الرجلين قتلا بسبب اتهامها بممارسة السحر والشعوذة»، مشيرا إلى أن التنظيم المتطرف سبق أن هدد الضحيتين. وأفاد مصدر محلي لـ (الاتحاد) أن القتيل الأول موظف يعمل لدى مؤسسة المياه والصرف الصحي الحكومية. وقتل ضابط كبير في الجيش اليمني في هجوم مسلح، الليلة قبل الماضية، في العاصمة صنعاء، حسبما أعلنت وزارة الدفاع في بيان.

وأشار البيان إلى أن العميد الركن عبدالله حسين المحضار، عضو هيئة التدريس بالأكاديمية العسكرية وعضو فريق هيكلة القوات المسلحة، قتل في «اعتداء إرهابي غادر وجبان أمام منزله بصنعاء من قبل مسلحين يستقلان دراجة نارية». وكان العميد المحضار أصيب العام الماضي في محاولة اغتيال استهدفته عبر تفجير عبوة ناسفة زرعت في سيارته.

إلى ذلك، ألتقى الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس، في صنعاء، «عددا كبيرا من قيادات وكوادر وأعضاء الحراك الجنوبي السلمي» على رأسهم العميد ناصر النوبة الذي أطلق شرارة الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب في مارس 2007.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن الرئيس هادي أشاد خلال اللقاء «بالنضالات التي اجترحها الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية منذ عام 2007». وقال هادي: «لا شك أن الكثير منكم قد تعرض للتوقيف والمحاسبة عند مشاركته في المسيرات والمظاهرات، إلا أن ذلك النضال استمر حتى هبت رياح التغيير لما سمي بالربيع العربي الذي انطلق من تونس ثم جمهورية مصر العربية وليبيا وصولا إلى اليمن»، مشيرا إلى أن «تراكمات الماضي وسلبياته بالنسبة لليمن شمالا وجنوبا على حد سواء كانت من أبرز الأسباب لمجاراة ومحاكاة رياح التغيير»، حسب قوله.

وذكر أن الحكومة الانتقالية اعتذرت عن الحرب الأهلية التي اندلعت في الجنوب في صيف عام 1994 والحروب الستة ضد جماعة الحوثيين في الشمال بموجب قرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتم فعاليته في صنعاء أواخر يناير بإجماع على إعلان دولة اتحادية من ستة أقاليم لامتصاص غضب الانفصاليين في الجنوب.

وقال الرئيس اليمني إن حكومته تعمل على تنفيذ قائمتي العشرين والـ11 اللتين تعالجان خصوصا القضية الجنوبية «التي حظيت باهتمام محلي وإقليمي ودولي»، لافتا إلى معالجات حكومية أخيرة منها إعادة مئات الجنوبيين المسرحين قسرا من وظائفهم العسكرية والمدنية وإجراءات قضائية لإنهاء مشكلة الأراضي والعقارات المنهوبة في الجنوب.

وذكر أن النظام الاتحادي الفيدرالي «يتجاوز المركزية التي كان لها أسوأ الآثار في الاستحواذ وعدم الإنصاف والعدالة في توزيع الثروة والسلطة ومشاريع البنية التنموية الخدمية والاقتصادية»، منوها في الوقت ذاته إلى قرارات مفاوضات الحوار الوطني التي استمرت عشرة شهور «لا يمكن أن يؤثر عليها أحد أو جماعة أو قوة سياسية» لأنها «مباركة ومدعومة من المجتمع المحلي والإقليمي والدولي». من جانبه، أكد العميد النوبة، الذي يقود فصيلا واحدا ضمن لواء الحراك الجنوبي، تأييده ودعمه لخطوات وقرارات الرئيس هادي «حتى تحقيق كل الأهداف المرسومة». وقال مصدر في الفصيل الذي يقوده الزعيم الجنوبي البارز، حسن باعوم، لـ(الاتحاد)، إن النوبة لا يمثل جميع فصائل الحراك الجنوبي «كما أن فصيله لم يفوضه بلقاء الرئيس هادي”.

وتعارض غالبية فصائل متشددة في الحراك الجنوبي نتائج الحوار الوطني بعد أن قاطعت عملية المفاوضات، بينما تتحفظ مكونات سياسية شاركت في الحوار، من بينها الحزب الاشتراكي الذي يحكم الجنوب وجماعة الحوثيين، على تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم وتطالب بقيام دولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي.

إلى ذلك، رجحت مصادر محلية غير رسمية نزوح 13 ألف شخص جراء الصراع المسلح في محافظتي عمران وصنعاء الشماليتين بين قوات من الجيش مدعومة بمليشيات قبلية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني وجماعة الحوثيين التي تتمركز في محافظة صعدة على الحدود مع السعودية.

وقدر وجيه قبلي في بلدة «همدان» التابعة لمحافظة صنعاء، نزوح ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص من منازلهم وقراهم في البلدة الواقعة على بعد 22 كم شمال غرب العاصمة ويقطنها أكثر من 111 آلاف شخص.

وقال إن الاشتباكات بين الجيش والقبائل المسلحة الموالية من جهة، والحوثيين، من جهة ثانية، تجددت، ليل السبت الأحد، واستمرت حتى صباح، وأنها كانت عنيفة «بشكل غير مسبوق»، مشيرين إلى أن الطرفين استخدما أثناء الاشتباكات أسلحة ثقيلة، ما أثار حالة من الرعب والفزع بين أوساط الأهالي خصوصا النساء والأطفال.

كما استمرت المواجهات العنيفة بين الجيش والحوثيين أمس في محيط مدينة عمران وتركزت خصوصا في شمال وغرب المدينة التي تبعد الشمال عن العاصمة صنعاء نحو 50 كم.

وقال مسؤول محلي إن الجيش قصف بصواريخ كاتيوشا ومدافع هاون المقاتلين الحوثيين المتمركزين في منطقتي «بيت بادي» و»جبل المحشاش»، فيما استمر المعارك في مناطق عدة في بلدة «عيال سريح»، جنوب شرق عمران.

أخبار ذات صله