fbpx
حضرموت .. انتعاش “السوق السوداء” بسبب إستمرار إختفاء مادة الديزل
شارك الخبر

يافع نيوز – حضرموت – احمد باصريح :

أوقف المواطن عبدالله سيارته بالقرب من محطة البنزين الواقعة على مدخل مدينة روكب 15 كلم شرق المكلا قبل خمسة أيام، آملاً أن يتمكن بعد عناء من ملئ سيارته بالوقود والتي تعمل على محرك “ديزل”.

وقال عبدالله حسن إن سيارته واقفة منذ خمسة أيام عند المحطة، والتي تعتبر مصدر رزقه الوحيد كما يقول، منتظراً توزيع مادة الديزل لكي يملئ سيارته بالديزل ويعاود كسب رزقه.

عبدالله والذي يمتلك سيارة قديمة نوع “آيسوزو”، ويعمل بها على توزيع حلويات الأطفال على البقالات في منطقة بويش والمناطق القريبة منها، قال: أن عمله توقف بسبب الأزمة الخانقة التي تعاني منها محافظة حضرموت، وأصبح عمله الوحيد الآن إنفاق ما ادخره من مال لشراء الديزل، مشيراً إلى أنه إضطر مؤخراً إلى شرائه من السوق السوداء والتي وصل سعر “الدبة” 20 لتر بها إلى 8000 ريال.

أسباب الأزمة؟!

يعتقد عبدالله أن الحكومة اليمنية واعوانها من المتنفذين “مافيا النفط” كما يصفهم، هم السبب الحقيقي للأزمة، كون إختلاق مثل هذه الأزمات تزود خزائنهم بمئات الملايين من الريالات نتيجة لتهريب المشتقات النفطية إلى الخارج، وبيعها في السوق السوداء، التي يساوي سعر الديزل فيها ثلاثة أضعاف سعره الحقيقي.

ويبدو أن الكثير من مالكي المركبات يوافقون عبدالله على رأيه، حيث تمتم بالقول فائز عمر “سائق شاحنة” وهو يجلس تحت شاحنته مستظلاً بظلها من حرارة الشمس الحارقة (إيه والله كل بلاوينا بسبب الحكومة، الله يعين المواطن).

اما وزارة النفط اليمنية فلها رأي آخر، فقد أرجعت سبب الأزمة إلى وزارة المالية كونها لم تدفع ما عليها من مستحقات مالية لشركة النفط، وقد علق أحد المواطنين في طابور الديزل على هذا بالقول ( طيب الآن غيروا وزير المالية ووزير النفط، وين الديزل؟!، الله يخارجنا منهم بس).

وبرغم كل هذه المعاناة يستمر عمال شركة نفط بإغلاق محطة الشركة والتي تقع في منطقة جول مسحة، بسبب مقتل أحد زملائهم برصاص جنود نقطة عسكرية امام قيادة المنطقة العسكرية بخلف قبل حوالي الشهر، دون أن تجد الحكومة المحلية في حضرموت حلاً لهذه المشكلة.

ويقول عبدالله حسن أن محطة شركة النفط مغلقة واغلب محطات التموين بالمكلا يمارسون مهنة “التهريب”، ولا نتوقع من الحكومة أن تضبط هؤلاء لأنها تنال نصيباً إزاء غظ الطرف عن هذا، وربما يدخل الكثير منهم في شراكة مع المهربين مما يعود عليهم بمبالغ طائلة.

السوق السوداء..

في كل عام تتكرر أزمة إختفاء مادة الديزل أكثر من مرة، مما يوفر أرضية خصبة لإزدهار تجارة “السوق السوداء”، والتي يتم فيها بيع مادة الديزل بأسعار خيالية.

يقول عبدالله حسن إضطررت لشراء الديزل من السوق السوداء أكثر من مرة لكي أستمر في كسب رزقي، لكن أتفاجأ في كل مرة أن السعر يرتفع عن المرة التي قبلها، فمثلا كنت اشتري الدبة بـ2500 ريال ثم صعد فجأة إلى 3500 ريال، وآخر مرة إشتريتها 7000 ريال، والآن هم يطلبون 8000 ريال للدبة، وهو ماجعل شراءها مستحيلاً بالنسبة لي، وكما ترى لقد إضطررت أخيراً لتوقيف سيارتي أمام المحطة.

ويبيع رواد السوق السوداء بضاعتهم في اماكن عامة ومكشوفة دون أن تقوم الحكومة بإتخاذ إجرائات رادعة او إنزال عقوبات بمن يمارسون هذه المهنة، وهو الأمر الذي شجعهم على الإستمرار فيها حتى أصبحوا يبيعون بضاعتهم أمام المحطات نفسها.

 

 

أخبار ذات صله