fbpx
هل تأمرك الإخوان .. أم تأسلم الأمريكان !

 

كتب : خالد الكثيري

ظلت حركة ” الإخوان المسلمون” مبعث للقلق والتوجس الغالب لدى مختلف القوى الدولية التي تعاقبت المصالح والارتباطات بالمنطقة العربية واستحوذت على أولوية اهتماماتها في المتابعة والدراسة للحراك السياسي الذي لا يزال غالباً عليه التموج في مختلف الاقطار العربية .

وكانت الكثير من القراءات للمحلليين السياسيين ومنها الدراسات الاستراتيجية الغربية ترقب في ثبات الخطى والتنظيم المحكم لحركة الاخوان المسلمين من مراحل ميلادها إلى الهرم وترى فيها ” نظام ظل للخلافة الإسلامية ” وليس بآخرها التقرير الصادر عن المركز الإستراتيجي والتقييم الدولى بولاية فيرجينيا الأمريكية بالعام 2006 م ، وهو مركز يهتم بقضايا الأمن متوسطة وطويلة الأجل وأثرها على أمن الولايات المتحدة ومصالحها وحلفائها حيث رصد مرتكزات إمبراطورية المال الاقتصادية لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر حول العالم ، وركز في مضمون تقريره الذى أعدة الصحفى والباحث فى المركز دوجلاس فرح على ثروات وأموال جماعة الإخوان المسلمين في مصر وباقي دول العالم ، واصفاً ما يظهر منها لا يزيد علي كونه الجزء الظاهر من جبل الثلج يختفي معظمه تحت الماء.  

 

مشيرا إلى نجاح حركة الإخوان المسلمين في بناء هيكل متين من شركات الأوف شور التي اعتبرها جزء لا يتجزأ من قدرتها علي إخفاء ونقل الأموال حول العالم في شبكة تعمل في الخفاء بعيدا عن أنظار الذين لا يتفقون معها في الأهداف الرئيسية وعلي رأسها السعي لتأسيس الخلافة الإسلامية ” حسب نص التقرير” .

 

وفي اتجاه آخر تجسد الوقائع في حظوة الثورة السورية بالموقف الأمريكي أمرا لن يكون مدعاة للنظر فيما لم تكن لهذه الثورة حال غير هذا الحال الذي يتصدره لفيف من الحركات الإسلامية وميادينها قبلة للأفواج والجماعات الجهادية من سائر أرجاء الدنيا ، فكيف يمكن ان يستساغ منطق يُسلم بالموقف الأمريكي إلى جانبها غير ان يكون موقفاً دافعاً للإبقاء على حالة موازين القوة بين طرفي الثورة والنظام في حالة متكافئة للحيلولة دون انتصار أي منهما على الآخر .

فخصومة النظام السوري إلى جانب حزب الله بجنوب لبنان المحسوبين على الإستراتيجية الإيرانية في إقلاق الأمن الاسرائيلي والتهديد المتواصل لاستقرارها لن تسوغا منطقاً يُقبل عن الموقف الأمريكي في دعم الثورة وقوامها من الحركات الإسلامية وصيرورة سوريا من عدو ذو بأس إلى عدو ذو بأس شديد ، والوقائع الجارية اليوم تؤكد ما يُراد لسوريا ان تكون مرتعاً للحرب الأهلية الطاحنة لتدمير عدوين ببعضهما بعضاً أي الحركات الاسلامية والنظام السوري .

كذلك الحال في مصر تجمع الوقائع القطعية لمجريات الساحة المصرية على أنه كان يُراد صيرورتها ايضا إلى الحرب الأهلية لتدمير هذا القطر العربي المحوري اذ ليس هنالك منطقاً يمكن ان يُقبل لمؤازرة الإستراتيجية الدولية  ووقوفها إلى جانب أكبر قوام وقوة للإخوان المسلمين ومنبع نشأتها وقيادة انتشارها وتنظيمها الدولي وان كان المقابل تدمير القوام العسكري لآخر ما تبقى من كبرى الجيوش العربية ،

وقياساً على ما هو معهود للإستراتيجية الغربية تجاه المنطقة بالإمكان ان يُقبل ولكن مع ان يكون طرفي المعادلة المصرية كليهما هدفاً للتدمير ببعضهما بعضاُ ، وها هي حركة الإخوان المسلمين تؤخذ على حين غرة ومنحيث لا تحتسب  . “يتبع” العد العكسي في زمن الإخوان المسلمين .